Site icon PublicPresse

حميدتي يعلن الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة والجيش السوداني ينفي علمه بأي تنسيق مع المجتمع الدولي (فيديو)

أعلن محمد حمدان دقلو، المعروف بإسم حميدتي، قائد قوات الدعم السريع موافقته على “هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى” في السودان. لكن الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان أصدر بيانا ينفي فيه علمه بأي تنسيق مسبق مع الوسطاء أو المجتمع الدولي بشأنها. في سياق متصل، حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع على إنهاء الأزمة في السودان ووقف “الأعمال العدائية فورا” بين طرفي النزاع.

في تغريدة نشرها على موقع تويتر صباح الثلاثاء، قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إن القوات شبه العسكرية تؤكد موافقتها على “هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”.

وأضاف حميدتي أن القوات المسلحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو وعرضت أرواح المدنيين للخطر. وقال في سلسلة تغريدات: “ننتظر المزيد من المناقشات مع وزيرالخارجية الأمريكي حول سبل معالجة هذه الانتهاكات”.

من جانبه، نفى الجيش السوداني الثلاثاء علمه بأي وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة، وذكر الجيش في بيان “لا علم لنا بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة 24 ساعة… دخلنا مرحلة حاسمة وجهودنا منصبة نحوتحقيق غاياتها على المستوى العملياتي”.

مجموعة السبع تدعو لوقف العنف
وكان بيان وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء في اليابان قد خرج بتوصيات تحض طرفي النزاع في السودان على “وقف الأعمال العدائية فورا” والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخص في ثلاثة أيام.

ودفع تصاعد العنف في السودان القضية إلى جدول أعمال مجموعة السبع التي التقى وزراء خارجيتها في منتجع كارويزاوا الياباني. وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات: “نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورا بدون شروط مسبقة”، محذرين من أن القتال “يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان”.

ودعوا في البيان “إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”.

“وضع متقلب للغاية”
يشير محللون إلى أن القتال الدائر في عاصمة الدولة التي تعاني منذ مدة طويلة من عدم الاستقرار، غير مسبوق وقد يطول أمده، رغم دعوات وقف إطلاق النار وتكثيف النشاط الدبلوماسي.

ودارت معارك في مختلف أنحاء البلاد وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخلل النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار.

ويقضي سكان الخرطوم الذين يعيشون حالة ذعر آخر أيام رمضان وهم يشاهدون من نوافذهم الدبابات تجوب الشوارع بينما تهتز المباني ويتصاعد الدخان نتيجة الحرائق التي تسببت بها المعارك.

ويجد الأشخاص المضطرون لمغادرة منازلهم أنفسهم وسط طوابير طويلة للحصول على الخبز والوقود في المتاجر والمحطات التي ما زالت تفتح أبوابها، في ظل انقطاع للكهرباء.

وفيما تحذر محلات البقالة التي ما زالت مفتوحة من أن ما لديها من بضائع سينفد بسرعة، بدأ رجال ونساء يحملون أكياسا كبيرة بمغادرة العاصمة إلى حيث لا توجد معارك في المناطق المتاخمة للعاصمة جنوباً.

من جهته، وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة الإثنين بشأن الوضع في السودان إن 185 شخصا على الأقل قتلوا في المعارك حتى الآن، فيما أصيب 1800 بجروح.

وقال بيرثيس للصحافيين بعد الاجتماع “إنه وضع متقلّب للغاية لذا يصعب بشكل كبير تحديد الجهة التي سترجح الكفة لصالحها”.

وتحدثت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلة والمؤيدة للديموقراطية في وقت سابق عن سقوط حوالي مئة مدني و”عشرات” المسلحين من الجانبين، غير أن تقديرات ترجح أن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير نظرا لعدم تمكن العديد من المصابين من الوصول إلى المستشفيات.

في سياق متصل، حذرت نقابة الأطباء الرسمية من أن المعارك أحدثت أضرارا بالغة في عدة مستشفيات في الخرطوم ومدن أخرى فيما خرج بعضها عن الخدمة بالكامل.

كما أفادت منظمة الصحة العالمية أن عددا من مستشفيات الخرطوم “تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية”.

مساع حثيثة للتهدئة
كان ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي من بين الأشخاص الذين قتلوا السبت في دارفور، حيث تم نهب موارد طبية وغير ذلك تابعة لمجموعات إغاثة، بحسب ما ذكرت منظمتا “أنقذوا الأطفال” وأطباء بلا حدود.

وعلقت عدة منظمات عملياتها مؤقتا في البلاد حيث يحتاج ثلث السكان إلى المساعدات.

وقال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في بيان إن “استئناف القتال يؤدي إلى تفاقم الوضع الهش أصلا، ما يجبر وكالات الأمم المتحدة وشركاءنا في المجال الإنساني على إغلاق العديد من برامجنا التي تزيد عن 250 في أنحاء السودان مؤقتا”.

من جانبها، أعلنت مصر بأنها ناقشت مع السعودية وجنوب السودان وجيبوتي الحاجة لبذل الجهود من أجل المحافظة على الاستقرار.

وبينما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات، قال إنه يعمل في الأثناء على إعادة قوة مصرية “رمزية للتدريب المشترك” احتجزت قوات الدعم السريع عناصرها في قاعدة جوية السبت.

ولم تعد أي رحلات جوية لطائرات مدنية تصل إلى الخرطوم حيث أحدث القتال أضرارا في طائرات.

Exit mobile version