Site icon PublicPresse

المعارك تحتدم في الخرطوم والسودان على شفا “كارثة إنسانية” (فيديو)

قدّم الجيش السوداني،الإثنين، بياناً عن مكاسبه الميدانية في مواجهة قوات الدعم السريع، وسط إستمرار القتال بين الطرفين وتصاعد أعمدة الدخان في سماء الخرطوم، وفي حين بشر الوسطاء بقرب إنطلاق مفاوضات بين الطرفين في السعودية، أعلنت الوكالات الأممية والمحلية أرقاماً كارثية عن أعداد القتلى والنازحين.

وقد تصاعدت أعمدة الدخان في سماء وسط العاصمة الخرطوم رغم دخول الهدنة السادسة حيز التنفيذ بين الجيش، الذي يقوده عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة.

وعاودت الطائرات الحربية التحليق فوق الخرطوم وتصدت لها مضادات الطيران التابعة للدعم السريع.

وتوالت أصوات إطلاق النار من أسلحة ثقيلة وخفيفة بمحيط القصر الجمهوري، ووسط الخرطوم، كما دوّت إنفجارات عنيفة وتصاعد الدخان شمال حي كافوري وحول منطقتي شمبات والصبابي في الخرطوم بحري.

وقالت قوات الدعم السريع إن “الطائرات لا تزال تحلق في سماء الخرطوم وتقصف المدنيين الأبرياء في الأحياء السكنية”. واتهمت من وصفتهم بالانقلابين باتخاذ مستشفى السلاح الطبي بأم درمان منصة “لقصف مقر الدائرة الطبية لقواتنا بشمبات”.

وقال القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو، في مقابلة مع الجزيرة، إن قواتهم لا تزال تسيطر على مواقعها في القصر الجمهوري والإذاعة والتلفزيون ومطار الخرطوم. وأضاف أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) “يدير المعركة السياسية والعسكرية من الميدان”، وأن القوات تتلقى منه التعليمات.

بيان الجيش
من جهته، قال الجيش السوداني، في بيان الإثنين، إن الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان، وإن قواته تمكنت خلال 15 يوماً من القتال من تخفيض القدرات القتالية لقوات الدعم السريع بنسبة 45 إلى 55%.

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بأنها حشدت قدرات كبيرة “لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة”. وذكر أن تلك القدرات بلغت أكثر من 27 ألف مقاتل، وأكثر من 39 ألفا ممن وصفهم بالمستجدين، و1950 مركبة قتالية، و104 من ناقلات الجند المدرعة، و171 من العربات المسلحة بالمدافع الرشاشة.

وقال البيان إنه تم إحباط تعزيزات عسكرية لتلك القوات من جهة الغرب، وإيقاف تقدم قوة أخرى من الحدود الشمالية الغربية. ورأى أن هذه التحركات تؤكد استمرار محاولات قوات الدعم السريع لتعزيز موقفها على الأرض.

وفي حديث للجزيرة مباشر، قال الناطق بإسم الجيش السوداني إن “الدعم السريع تسلل لمنازل ضباط بالقوات المسلحة واحتجز عددا من الأسر”.

ترتيبات التفاوض
وبخصوص مساعي التسوية، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس”، الإثنين إن طرفي النزاع وافقا على إيفاد ممثلين لإجراء مفاوضات قد تعقد في السعودية.

وأوضح بيرتس أن المفاوضات ستركز في البداية على إرساء وقف لإطلاق النار “مستقر وموثوق” يشرف عليه مراقبون “محليون ودوليون”، لكنه نبّه إلى أن ترتيبات عقد هذه المحادثات لا تزال قيد الإنجاز.

وقال “من المهم التواصل مع كلا الطرفين، وجعلهما يلتزمان بوقف إطلاق النار حتى يتضح أن القتال والمضي قدما ومحاولة تحقيق انتصارات على الأرض هي في الواقع انتهاك لوقف إطلاق النار”. وأضاف أن أحد الإحتمالات هو إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، لكن يجب التفاوض على ذلك .

وقال إن المحادثات بشأن ترسيخ وقف إطلاق النار يمكن أن تتم في السعودية أو جنوب السودان، مضيفًا أن إجراءها في الرياض قد يكون أسهل من الناحية اللوجستية لأنه تربطها علاقات وثيقة بالجانبين.

لكنه إستدرك قائلاً “حتى المحادثات في السعودية تنطوي على تحديات، لأن كل جانب يحتاج إلى ممر آمن عبر أراضي الطرف الآخر للوصول إلى مقر المحادثات. وهذا صعب للغاية في حالة انعدام الثقة”.

ولم يصدر أي تعقيب فوري من الجانب السعودي حول احتمال استضافة محادثات بين ممثلين عن البرهان وحميدتي. كما لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب الأمم المتحدة.

وفي وقت لاحق قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تتطلع إلى انتهاء الصراع في السودان وعدم امتداده إلى مناطق أخرى.

وقد دعت الخارجية الأميركية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإنهاء القتال.

الموت والهروب
في الجانب الإنساني، حذرت الوكالات الأممية من كارثة إنسانية في السودان مع إستمرار سقوط القتلى والجرحى وتعطل المستشفيات وتدفق السكان إلى دول الجوار هربا من الموت.
وأعلنت نقابة أطباء السودان أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة ما زالت متوقفة حتى اللحظة. وقالت إن عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات بلغ 436 في حين بلغ عدد المصابين 2175.

ونقلت رويترز عن مسؤول بالأمم المتحدة قوله إن 73 ألف شخص وصلوا من السودان إلى دول مجاورة حتى الآن. وقال مساعد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 800 ألف شخص ربما يفرون من السودان.

في غضون ذلك، تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وسط دعوات لطرفي القتال للالتزام بالهدنة الجديدة.

وأعلنت غرفة الطوارئ في بورتسودان مغادرة 9170 شخصا من رعايا دول مختلفة تم إجلاؤهم عبر ميناء بورتسودان حتى الآن. وأضافت أن الوضع الصحي للرعايا الأجانب والسودانيين المنتظر إجلاؤهم مستقر ولا إصابات بينهم.

Exit mobile version