Site icon PublicPresse

بعد إعلان فاغنر نيتها الإنسحاب من باخموت.. بدء هجوم روسي على المدينة (فيديو)

في حين هدد رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بسحب مقاتليه من مدينة باخموت إعتباراً من 10 أيار الجاري بسبب نقص الذخيرة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء هجوم لقواتها في المدينة بدعم من القوات المحمولة جواً. في الأثناء توعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرد بـ”إجراءات ملموسة” على الهجوم الأوكراني المفترض على الكرملين بطائرتين مسيّرتين.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء هجوم لقواتها في المدينة بدعم من القوات المحمولة جواً، مشيرة إلى أن وحداتها الهجومية تواصل التقدم في الجزء الغربي من المدينة.

وقد أفادت آنا ماليا نائبة وزير الدفاع الأوكراني بأن القوات الروسية تحاول السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية، الواقعة على ضفتي نهر باخموتوكفا شمالي مقاطعة دونيتسك، بشكل كامل بحلول التاسع من مايو/أيار الجاري.

فاغنر تهدد بالإنسحاب
تأتي هذه التطورات بعد ساعات فقط من تهديد رئيس مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين بسحب مقاتليه إعتباراً من 10 أيار/مايو الجاري من مدينة باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا، بسبب نقص الذخيرة، متهماً الجيش بحجب الذخيرة عن مقاتليه كي لا يحققوا الإنتصار.

https://youtu.be/obMPyT6-wys

وصرح بريغوجين في مقطع فيديو نشره مكتبه “كنا في طريقنا للسيطرة على مدينة باخموت قبل 9 أيار/مايو، وعندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك أوقفوا إمدادات (الذخيرة). (…) لذلك، إعتباراً من 10 أيار/مايو 2023، سننسحب من باخموت”.

وأكد بريغوجين رفضه أن “يعاني رجالي من دون ذخيرة خسائر لا داعي ولا مبرر لها”. وتابع “نحن ننتظر صدور أمر بمغادرة باخموت. سنظل في باخموت حتى التاسع من أيار/مايو (…) بعد ذلك، سنذهب إلى المعسكرات الخلفية”.

ويتهم بريغوجين بانتظام هيئة الأركان العامة بعدم إرسال ما يكفي من الذخائر إلى عناصره الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية في معركة باخموت، وذلك بقصد حرمانهم من تحقيق نصر يعجز عنه الجيش النظامي.

وفي مقطع فيديو آخر شديد الخطورة نُشر ليل الخميس-الجمعة، حمل بريغوجين كلا من وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف تحديدا المسؤولية عن الخسائر التي تكبّدتها فاغنر.

https://youtu.be/ZSWGFgpoac0

وظهر بريغوجين في مقطع الفيديو وهو يتجول بين عشرات الجثث التي أكد أنها لمقاتلين في فاغنر سقطوا أثناء المعارك. وقال “لقد ماتوا حتى تتمكنا من أن تسمنا خلف مكتبيكما!”. وتابع بصوت عال والشرر يتطاير من عينيه “شويغو! غيراسيموف! أين قذائفي اللعينة؟!”، قبل أن يكيل الشتيمة تلو الأخرى لوزير الدفاع ورئيس الأركان.

وكان الكرملين نفى وجود أي توتر في صفوف القوات الروسية، لكن تصريحات بريغوجين تثبت العكس.

في المقابل، لمحت آنا ماليا إلى أن إعلان الانسحاب قريباً مجرد خدعة، مؤكدةً أن روسيا ماضية في نقل مقاتلي فاغنر من خط المواجهة إلى باخموت للإستيلاء عليها بحلول يوم النصر في التاسع من مايو/أيار الجاري. وأضافت، عبر شاشة التلفزيون الأوكراني، “نراهم الآن يسحبون المقاتلين من خط الهجوم بأكمله الذي توجد به قوات فاغنر باتجاه باخموت”.

وقد أصبحت باخموت، منذ صيف 2022، في قلب العمليات العسكرية التي شنتها القوات الروسية في دونيتسك، وتعرضت على مدى أشهر لمحاولات اقتحام عديدة -خاصة من قبل مقاتلي فاغنر- أحبطتها القوات الأوكرانية.

وتسارعت وتيرة الهجوم الروسي على باخموت يوليو/تموز 2022 بعد انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة لوغانسك المجاورة لدونيتسك، وتعرضت المدينة للقصف الروسي على مدى عدة أشهر، وتضاربت الأنباء خلال الأسابيع الأخيرة بشأن السيطرة عليها من قبل طرفي الحرب.

Prigozhin says Wagner fighters will quit Bakhmut to “lick our wounds” (video)

نزاع مفتوح
سياسياً، إتهم سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة والغرب بالمشاركة المباشرة في الصراع الأوكراني، محذرا من نشوب نزاع مسلح مفتوح بين موسكو وواشنطن.

وأضاف ريابكوف، خلال لقاء تلفزيوني محلي، أن “أوكرانيا ليست سوى أداة في أيديها (الولايات المتحدة)، إنها رأس الرمح الذي يلوح به الغرب الجماعي، بقيادة واشنطن، وهدفهم هو تدمير روسيا المستقلة، هؤلاء الناس خصومنا، هم أعداؤنا”.

من ناحية أخرى، يناقش مجلس الأمن الروسي، اليوم الجمعة، الهجوم الذي إستهدف الكرملين بمسيرتين قبل أيام. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الهجوم على الكرملين عمل عدائي، لافتاً إلى أن بلاده سترد بخطوات محددة وملموسة. وأضاف “لن نرد بالحديث عما إذا كان ذلك يستدعي ردا أم لا، بل سنرد بخطوات محددة وملموسة. وأود أن أكرر مرة أخرى أن لدينا الكثير من الصبر”.

وصرح لافروف خلال زيارة إلى الهند “هذا عمل عدائي. من الواضح أنه ما كان ممكنا لإرهابيي كييف أن يرتكبوه من دون علم رؤسائهم”، مشددا على أن موسكو ستتخذ “إجراءات ملموسة” للرد على هذا الهجوم المفترض الذي أكد الكرملين أن هدفه كان إغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.

عملية كبيرة
وقد استبعدت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز، في وقت سابق، أن تتمكن القوات الروسية من شن عملية هجومية كبيرة ضد أوكرانيا خلال العام الجاري، حتى إن لم ينجح الهجوم الأوكراني المضاد بشكل كامل.

وقالت هينز، خلال جلسة استماع عقدت أمس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن أوكرانيا ربما لا تكون قادرة على مواجهة روسيا إذا توقفت معظم المساعدات العسكرية الغربية لها. وأضافت إنه “من غير المرجح أن تستخدم روسيا أسلحتها النووية”.

وكان مسؤولون روس قد لوحوا، عقب اندلاع حرب أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بإمكانية استخدام السلاح النووي إذا تعرضت بلادهم لخطر يهدد أمنها القومي.

60 هجوماً
ميدانياً، أفاد الجيش الأوكراني بصد قواته نحو 60 هجوما روسيا باتجاهات باخموت ومارينكا وليمان شرقي البلاد.

وقال الجيش إن معارك عنيفة تجري في باخموت ومارينكا، وإن القوات الروسية نفذت عمليات هجومية “فاشلة” على عدد من المحاور في باخموت، خصوصا منطقتي ماركوف وبوهدانيفكا.

وأقر أوليكسي سينيلنيكوف، قائد مجموعة الاستطلاع الجوي الأوكراني في باخموت، بصعوبة القتال في المدينة، وقال إن القوات الروسية تحاول كل يوم إخراج قواتنا، وإن هناك معارك شوارع تدور على مدار الساعة.

وأكد سينيلنيكوف أن الروس يعانون إشكاليات في العتاد الذي وصفه بالقديم، وأن القوات الأوكرانية تواصل العمل على الطريق بين كوستيانتينيفكا وباخموت الذي تتدفق من خلاله الذخيرة والمؤن لمقاتلي المدينة رغم المحاولات الروسية قطعه باستمرار.

إجلاء عائلات
وقد أمرت موسكو اليوم بإجلاء العائلات التي تضم أطفالاً ومسنين من المناطق القريبة من خط المواجهة، التي تسيطر عليها روسيا جنوب أوكرانيا، بسبب زيادة القصف الأوكراني.

وكتب يفغيني باليتسكي المسؤول المحلي عن منطقة زابوريجيا والمعين من روسيا، عبر مواقع التواصل، “الأيام القليلة الماضية، كثف العدو قصفه.. سيكون هناك إجلاء موقت” لسكان 18 قرية وبلدة.

وقد سُمع دوي إنفجارات في المقاطعة، وأشارت السلطات الموالية لروسيا هناك إلى أنها تتوقع بدء الهجوم الأوكراني المضاد “خلال أيام أو حتى ساعات”.

وفي دونيتسك، أعلنت السلطات المحلية الموالية لموسكو أن المنطقة تعرضت لأكثر من 80 عملية قصف خلال 24 ساعة الماضية، شملت أحياءً مثل بيتروفسكي وكييروفسكي.

كما قال رئيس المركز الصحفي لقوات الغرب بالجيش الروسي إن سلاح الجو استهدف نقطة انتشار لمدربين أجانب في منطقة تشيرنهيف، وقصف معدات للواء رقم 119.

وكانت سلطات الطوارئ الروسية قد أعلنت في وقت سابق تعرض منشأة “إيلسكي” النفطية، بإقليم كراسنودار جنوبي البلاد، لهجوم بطائرة مسيرة مما تسبب في اندلاع حريق لكن تمت السيطرة عليه.

ويعد هذا الهجوم الثاني على المنشأة النفطية نفسها خلال 24 ساعة، إذ استهدفت أمس الخميس بمسيّرة أوكرانية، مما أدى إلى اندلاع حريق في أحد خزانات الوقود.

قصف صاروخي
في المقابل، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية في المقاطعة مقتل شخصين وإصابة آخرين، في قصف صاروخي ومدفعي روسي طال عددا من المدن والبلدات في المنطقة. كما أسفر القصف عن تضرر مبان سكنية واشتعال عدد من الحرائق.

وأكدت الإدارة الأوكرانية استهداف المنطقة الصناعية في كراماتورسك بهجوم صاروخي روسي، من دون تسجيل إصابات بشرية.

وفي خيرسون، أفاد حاكم المقاطعة الأوكراني باستمرار القصف الروسي على عموم أراضي المقاطعة الجنوبية. وأكد أن الروس قصفوا مركز المدينة والقرى والبلدات الواقعة على طول خط المواجهة، مشيرا إلى إسقاط الطائرات الروسية قنابل موجهة فائقة الدقة على عدد من أهداف البنية التحتية. وحث السكان على ضرورة الابتعاد عن أماكن القصف، والبقاء في أماكن آمنة.

Exit mobile version