Site icon PublicPresse

سوريا تستعيد مقعدها في الجامعة العربية‬ بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق عضويتها (فيديو)

أفاد بيان صادر عن الجامعة العربية بأن وزراء الخارجية العرب وافقوا في إجتماعهم بالقاهرة على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية. ويأتي قرار “إستئناف مشاركة وفود حكومة سوريا” في اجتماعات الجامعة العربية بعد غياب دام 11 عاما، على خلفية الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام. هذا، وأعلنت قطر المعارضة الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد الأحد وقالت إنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق رغم قرار استئناف مشاركة وفودها في اجتماعات جامعة الدول العربية.

أظهرت قطر الأحد معارضتها الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد وقالت إنها لن تطبّع علاقاتها مع حكومة دمشق رغم قرار استئناف مشاركة وفودها في اجتماعات جامعة الدول العربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إن موقف بلده من “التطبيع مع النظام السوري لم يتغير”.مضيفا في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن حكومته لن تكون “عائقا” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، لكن أي تطبيع للعلاقات بين الدوحة ودمشق “يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري”.

وتابع الأنصاري قائلا إن نظام الرئيس بشار الأسد يجب أن يقوم بـ”معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري”.

هذا، وكان قد كشف بيان صادر عن اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة الأحد عن معاودة مشاركة الوفود الممثلة للحكومة السورية في اجتماعات الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها منذ 11 عاما، إثر الاحتجاجات التي شهدتها البلاد والتي تحولت إلى نزاع دام.

وقال البيان إنه تقرر “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 7 مايو/أيار 2023”.

وكان جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية قد ذكر في وقت سابق أنه من المتوقع تبني القرار في اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة بالقاهرة.

المساعدات الإنسانية ستصل “لكل من يحتاجها في سوريا”
وفي البيان أيضاً، أكد وزراء الخارجية العرب على “الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل” الأزمة السورية وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات و”خطر الإرهاب”.

كما شدد المجتمعون على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية “لكل من يحتاجها في سوريا”، كما قرروا تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية”.

ويذكر أنه، إثر اندلاع الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام، قطعت عدة دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في تشرين الأول/نوفمبر 2011. وقدمت دول عدة، خصوصا خلال سنوات النزاع الأولى، دعما للمعارضة السياسية والمسلحة.

وفي العام 2018، ظهرت مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في العاصمة السورية.

ويبدو أن الزلزال المدمر في سوريا وتركيا المجاورة في شباط/فبراير 2023، سرع عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي مع تلقي الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربية.

وبعدها بأسابيع قليلة، أعلنت الرياض في مارس/آذار الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية.

ثم التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في 18 أبريل/نيسان، بالرئيس السوري خلال أول زيارة رسمية سعودية إلى دمشق منذ القطيعة.

واشنطن تعلق
وقال متحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لا تعتقد أن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة، وذلك تعليقا على قرار للجامعة بإنهاء تعليق عضوية سوريا فيها واستئناف مشاركة وفودها.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تشكك في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة السورية، لكنها تتفق مع الشركاء العرب بشأن الأهداف النهائية.

وأوضح أن واشنطن تفهم أن الشركاء يسعون للاتصال المباشر مع الرئيس السوري لمزيد من الضغط من أجل حل الأزمة السورية.

دعم عربي لـ”بسط سوريا سيطرتها على أراضيها”
واستضاف الأردن بداية الأسبوع اجتماعاً لوزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، تم الاتفاق خلاله على “دعم سوريا ومؤسساتها في أية جهود مشروعة لبسط سيطرتها على أراضيها”.

ويأتى إعلان مجلس جامعة الدول العربية قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 مايو/أيار المقبل وتبقى مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد فيها غير معروف لحد الساعة. إذ كانت القمة العربية في سرت الليبية في العام 2010 آخر قمة حضرها الرئيس السوري.

ومن جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي إثر الاجتماع إنه عندما توجه الرياض، كونها الدولة المضيفة، الدعوة لحضور القمة العربية، فإن الأسد “قد يشارك بالقمة إذا رغب بذلك”.

كما أوضح أبو الغيط أن “عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف”، واعتبر أن مسار التسوية سيحتاج إلى وقت وأن القرار “يُدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في كافة عناصر المشكلة”.

وأوضح أيضا أن القرار لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية، وقال “هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة”.

ووفق بيانها، قررت جامعة الدول العربية، تشكيل لجنة وزارية لمواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية” وانعكاساتها بما يشمل أزمات اللجوء و”الإرهاب” وتهريب المخدرات الذي يُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول خليجية باتت سوقا رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.

وإثر اندلاع النزاع، كانت دول عربية عدة قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وخلال سنوات النزاع الأولى على مجه الخصوص، قدمت دول عديدة دعما للمعارضة السياسية والمسلحة، حتى أنه خلال قمة عربية في الدوحة في 2013، شارك، ولمرة واحدة فقط، وفد من الائتلاف السوري المعارض بوصفه “ممثلاً” للشعب السوري، في خطوة اعتبرت رمزية.

هذا، وقد أودى النزاع المستمر بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحولت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية.

لكن الأسد بقي في قصره الرئاسي، واستعادت قواته تدريجيا معظم المناطق التي خسرتها بدعم من حليفيه روسيا وإيران.

وبالمقابل، وفي إحدى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أعرب سوريون شمال إدلب عن غضبهم إزاء القرار العربي.

وقال النازح في أحد المخيمات غسان محمّد اليوسف (54 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية “تهجرنا من بيوتنا التي دمرها الأسد. أسأل الحكام العرب، إلى أين تأخذوننا؟”.

“إنتصار دبلوماسي” وإنتهاء عزلة سوريا “رسمياً”
وفي السياق، قال الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش إن قرار الجامعة العربية يُعد “انتصاراً دبلوماسياً”. وأضاف “عزلة سوريا الإقليمية انتهت رسمياً”.

وفي بلد أهلكت الحرب بناه التحتية ومصانعه وانتاجه، يُعد استقطاب أموال إعادة الإعمار أولوية لدمشق التي تفرض عليها دول غربية عقوبات اقتصادية، وتُدرك أن الحصول على دعم المجتمع الدولي صعب خارج تسوية سياسية. وإن كانت جبهات القتال هدأت نسبياً منذ العام 2019، لكن الحرب لم تنته فعليا.

وعلى المدى القريب، قد لا تغيّر عودة سوريا إلى الحضن العربي الخارطة السياسية والميدانية في المنطقة، إذ هناك أطراف أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، من روسيا وإيران إلى الولايات المتحدة التي تنشر قوات في سوريا دعما للمقاتلين الأكراد، وتركيا التي تسيطر على مناطق حدودية، وبدأت بدورها مباحثات مع سوريا حول استئناف العلاقات.

الملف السوري والمصالحة السعودية-الإيرانية
في حين، تتزامن أيضاً عودة سوريا إلى الحضن العربي مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي تُعلّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة.

هذا، وكان قد زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يومي الأربعاء والخميس دمشق في أول زيارة لمسؤول إيراني بهذا المنصب إلى الدولة الحليفة التي تقدم لها طهران دعما سياسيا وعسكريا واقتصاديا كبيرا.

وكان الملف السوري يشكل إحدى القضايا الشائكة بين الرياض وطهران.

ولذلك يرى بالانش أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية تعد أيضا “انتصارا للسعودية” التي أكدت على دورها القيادي في الساحة العربية، وأن الانفتاح السعودي على سوريا “جزء من سياق المصالحة مع إيران”.

Exit mobile version