Site icon PublicPresse

الأسد: نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوضاعنا (فيديو)

دعا الرئيس السوري بشار الأسد، أمام القادة العرب في جدة، الجمعة، إلى منع التدخلات الخارجية في البلدان العربية وترك قضاياها الداخلية لشعوبها، مؤكداً الإنتماء العربي لسوريا.

وشدد الأسد، خلال مشاركته في “القمة العربية” للمرّة الأولى منذ إندلاع الأزمة السورية في عام 2011، على “الحاجة لمعالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى واستعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا كمعمق لها، والأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلّا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً”.

كما أكد أن سوريا “ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس، ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها”.

ورأى الأسد أن “العمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة لسياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة، عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأً من العدوان لا منصة له”.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد استقبل الأسد في مقرّ انعقاد القمة. وعلى هامشها، التقى الرئيس السوري كلاً من: الرئيس التونسي قيس سعيد ونائب الرئيس الإماراتي منصور بن زايد.

وانطلقت في جدة، عصر الجمعة، القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين، وسط أجواء تفاؤلية وتوافقية وتعويل على أن تنعكس نتائجها إيجاباً على معظم الملفات الساخنة. ويحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة العربية كضيف شرف.

وقد بدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن، شدد فيها على الحرص على توحيد الصف العربي، مرحباً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومثمنا جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلي. كما دعا الأشقاء في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن والاحتكام للحوار، وتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.

وبعد تسلمه رئاسة القمة العربية الـ32، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إفتتاح القمة، ورحب بالقادة العرب الحاضرين وبالرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وقال بن سلمان: “نؤكد للدول الصديقة في الشرق والغرب أننا ماضون في السلام”، ومشدداً بالقول: “لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات”. وقال إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب المحورية.

ولي العهد السعودي رحب بحضور الرئيس السوري بسار الأسد، وأضاف بالقول: “نأمل أن تشكل عودة سوريا إلى الجامعة العربية إنهاء لأزمتها”. كما أعرب عن أمله أن تكون لغة الحوار هي الأساس في السودان. كما أعرب عن ترحيب المملكة بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان جدة، معرباً عن أمله أن تتوصل مباحثات جدة إلى وقف فعال لإطلاق النار في السودان. كما أكد ولي العهد السعودي أهمية حل الأزمة في أوكرانيا سلميا.

وأضاف بن سلمان: “يكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة.. تكفينا الصراعات التي عانت منها شعوب المنطقة وتعثرت بسببها التنمية”.

أمير قطر
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني غادر الجلسة الإفتتاحية لـ”القمة العربية” من دون إلقاء كلمة بلده، وقبل بدء كلمة الأسد.

وأعلن الديوان الأميري، في بيان، أن الأمير القطري غادر مدينة جدة “بعد ترؤس سموّه وفد الدولة المشارك في أعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة”.

ووفق البيان، فقد بعث الأمير القطري “برقية إلى كل من أخيه الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، أعرب فيهما سموّه عن بالغ شكره وتقديره على الحفاوة وكرم الضيافة”، وتمنى فيها أن “تسهم نتائج القمة في تعزيز العمل العربي المشترك لما فيه خير الشعوب العربية”.

وكانت “وكالة الأنباء السورية” قد أفادت بأن تميم صافح الأسد قبل القمة، وتلا ذلك حديث جانبي بين الطرفين.

وقال رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي إن قطر “لا تريد الخروج عن الإجماع العربي (…) لكن يُترك لكل دولة قرارها السيادي في تطبيع العلاقات الثنائية”.

كما أعلن أن “تقييمنا في دولة قطر بأن الحل الوحيد للتطبيع مع النظام السوري، على الأقل بالنسبة إلينا، هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة في سوريا وهناك عمل عربي مشترك نتفق فيه جميعاً على الأهداف بأن يكون هناك عودة آمنة للاجئين وإيجاد حل سياسي وفق قرار الأمم المتحدة 2254”.

Exit mobile version