Site icon PublicPresse

دول مجموعة السبع تقدم في ختام قمتها باليابان دعماً “طويل الأمد” لأوكرانيا (فيديو)

بعث قادة أغنى الديمقراطيات في العالم الأحد برسائل قوية عن إستمرار الدعم المقدم لأوكرانيا، في اليوم الأخير من قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية والتي إستمرت ثلاثة أيام. فقد أعلن الرئيس الأميركي عن حزمة من المساعدات العسكرية لكييف بقيمة 375 مليون دولار، فيما عبّر باقي القادة عن نفس المواقف التي تحدث عنها جو بايدن مؤكدين إستمرار دعمهم لأوكرانيا “مهما إستغرق الأمر وبقدر ما يلزم”.

أرسلت أغنى الديمقراطيات في العالم، الأحد، رسائل صارمة حول مضيها في تقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وفي اليوم الأخير من قمة مجموعة السبع التي استمرت ثلاثة أيام، أعلن الرئيس الأميركي عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 375 مليون دولار تشمل مدفعية وعربات مدرعة، فيما عبر قادة دول المجموعة التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، عن المواقف نفسها التي تحدث عنها جو بايدن.

تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا
وتعهد بايدن لزيلينسكي بأن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وطمأن الرئيس الأوكراني بأن الدعم الأميركي لكييف لا يتزعزع.

وأبلغ بايدن قادة مجموعة السبع بأن واشنطن تدعم برامج تدريب مشتركة للطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16، على الرغم من أن كييف لم تحصل على تعهدات بإمدادها بهذه المقاتلات.

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن إحتمال إجراء مثل هذا التدريب على مقاتلات أميركية الصنع هو بمثابة رسالة إلى روسيا بأنه لا ينبغي لها أن تتوقع نجاح غزوها لأوكرانيا عن طريق إطالة أمد الصراع.

كما ذكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن التدريب سيبدأ هذا الصيف وستحصل أوكرانيا على القوة الجوية التي تحتاجها في المستقبل.

بدوره، تعهد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو بأن بلاده ستدعم أوكرانيا ‬مهما استغرق الأمر وبقدر ما يلزم.

أما رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا فقال إن إظهار مجموعة السبع تضامنها بتأكيد نيتها تعزيز القانون والنظام الدوليين كان أمرا بالغ الأهمية خلال القمة التي حضرها زيلينسكي.

وقال شولتز إنه في حين أن الأولوية القصوى هي دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية، يتعين وضع ضمانات أمنية لأوكرانيا فور انتهاء الحرب.

لا ينبغي تحويل الحرب إلى “صراع مجمد”
وبدا أن كلا من شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعم أوكرانيا في معارضة أي فكرة لتحويل الحرب إلى “صراع مجمد” أو أي مقترح لإجراء محادثات سلام دون انسحاب القوات الروسية.

فقد دعا الرئيس الفرنسي العالم إلى عدم الاكتفاء بوقف محتمل لإطلاق النار بين كييف وموسكو. وقال إن هذا سيكون “خطأ لنا جميعا” لأن “التجربة علمتنا أن صراعا مجمدا سيكون حربا للغد”.

واعتبر ماكرون بأن حضور زيلينسكي قمة مجموعة السبع في هيروشيما هو “وسيلة لبناء السلام”. وقال إن وضع طائرة فرنسية في تصرف زيلينسكي لنقله أولا إلى قمة جامعة الدول العربية ثم إلى مجموعة السبع في اليابان، يظهر عمل فرنسا على “بناء السلام والبحث عن حلول”.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني في تغريدة على تويتر الأحد إنه اجتمع مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة في مدينة هيروشيما باليابان. وأضاف: “ناقشنا إمكانية زيادة التعاون في المجالين الأمني والدفاعي والوضع على الجبهة وتدريب الضباط الأوكرانيين في إطار مهمة التدريب الكندية‭ ‬(يونيفاير)”.

ورغم أن التأكيد على دعم أوكرانيا من أجل التصدي للغزو الروسي شكل رسالة رئيسية للقمة، فقد شددت أيضا على أنه لا ينبغي الوثوق في الصين كشريك تجاري. وقال مسؤول أمريكي إن بايدن التقى بقادة اليابان وكوريا الجنوبية الأحد لمناقشة العمل العسكري المشترك والضغوط الاقتصادية الذي تواجهها دولهم من الصين.

إنتقادات روسية وصينية لبيان قمة السبع
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال السبت إن قرارات قمة مجموعة السبع تهدف إلى “احتواء” روسيا والصين. بدورها أبدت بكين “استياءها الشديد” إزاء بيان نشرته مجموعة السبع ووجهت فيه انتقادات إليها بشأن بحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان.

وفيما خيمت الحرب في أوكرانيا على أعمال القمة، فإن ملفات أخرى بارزة كانت محل اهتمام الزعماء أبرزها التصدي للمخاوف إزاء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين و”الإكراه الاقتصادي” و”تسليح التجارة” ولسلاسل التوريد.

والسبت، نبّه قادة المجموعة إلى أن أي محاولات “تسليح” للتجارة ولسلاسل التوريد “ستفشل وستواجه عواقب”، في تحذير مبطن إلى الصين بشأن ممارستها الاقتصادية. وقالت المجموعة في بيان لم تذكر فيه الصين بشكل مباشر “إن محاولات تسليح التبعيات الاقتصادية من خلال إجبار أعضاء مجموعة السبع وشركائنا، بمن فيهم الاقتصادات الصغيرة، على الاستجابة والامتثال سيفشل وسيواجه عواقب”.

وفي وقت سابق السبت، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان إن مجموعة السبع ستتفق على “مجموعة مشتركة من الأدوات” لمكافحة “الإكراه” الاقتصادي والحد من مخاطر تقويض صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين للأمن القومي.

وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما، عبّرت مجموعة السبع عن سلسلة من المخاوف بشأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضا إلى إبقاء الباب مفتوحا أمام التعاون وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.

وقالت المجموعة في بيانها: “نحن مستعدون لبناء علاقات بناءة ومستقرة مع الصين، ونحن مدركون لأهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة”.

Exit mobile version