Site icon PublicPresse

أوكرانيا تؤكد إحتفاظها بجزء ضئيل في باخموت وبوتين يهنئ مجموعة “فاغنر” على “التحرير” (فيديو)

قالت أوكرانيا إنها ما تزال تحتفظ بجزء ضئيل من باخموت التي أعلنت روسيا السيطرة عليها بالكامل، في حين أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات حول نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وشروط واشنطن لمنح كييف مقاتلات “إف-16”. وقد هنأ بوتين مجموعة فاغنر وقوات بلاده على ما وصفه بأنه “تحرير” لمدينة باخموت.

وقدمت روسيا وأوكرانيا روايتين متضاربتين عن الوضع في باخموت، الأحد، إذ قالت كييف إنها لا تزال تسيطر على جزء صغير من المدينة الشرقية المحاصرة، بينما هنأت موسكو مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة والقوات الروسية على “تحرير” المدينة.

وأعلنت روسيا أمس السبت سيطرتها على المدينة بالكامل، لتضع نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.

وهنأ الرئيس الروسي الأحد مجموعة فاغنر وقوات بلاده على ما وصفه بأنه “تحرير” لمدينة باخموت، والتي تطلق عليها موسكو إسم “أرتيوموفسك” الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.

وفي بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين قال بوتين إن المعركة، وهي الأطول والأكثر دموية في الحرب المستمرة منذ قرابة 15 شهرا، انتهت بانتصار روسي، وإن كل من أبلى فيها بلاء حسنا سيحصل على جوائز من الدولة.

كما جاء في البيان: “هنأ رئيس الدولة مجموعات فاغنر الهجومية، وكذلك جميع أفراد وحدات القوات المسلحة الروسية الذين قدموا الدعم والغطاء اللازمين، على إتمام عملية تحرير أرتيوموفسك (باخموت)”. وأضاف: “كل من تميزوا سيحصلون على جوائز من الدولة”.

ومن شأن السيطرة على باخموت أن تمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من 10 أشهر للاستيلاء على المدينة.

موطئ قدم
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن القوات الروسية داخل باخموت لكن المدينة “ليست محتلة”.

وفي مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، أوضح الرئيس الأوكراني: “اليوم، هم في باخموت” مضيفا: “باخموت ليست محتلة من قبل روسيا اليوم”.

ولم يقدم زيلينسكي مزيداً من التوضيحات بعد تصريحات ملتبسة أدلى بها في وقت سابق الأحد حول المدينة. وقال في هذا الصدد: “لا يمكنني أن أتقاسم معكم الآراء التكتيكية لعسكريينا. الأصعب سيكون أن يقع خطأ تكتيكي في باخموت وأن يتم تطويق رجالنا”.

وكان زيلينسكي قد قال في تصريحات سابقة: إنه “لم يتبق شيء” في باخموت، دون الإعلان بشكل صريح على خسارتها أمام القوات الروسية غداة تضارب للأنباء حول مصير المدينة المحاصرة شرق البلاد.

وردا على سؤال من الصحافيين لمعرفة ما إذا كانت القوات الأوكرانية لا تزال تقاوم أو إذا كانت روسيا سيطرت على المدينة، لم يعط زيلينسكي موقفاً واضحاً لكنه قال في تلك التصريحات: “يجب أن تفهموا أنه لم يتبق شيء هناك”، مؤكدا: “اليوم، باخموت باقية في قلوبنا فقط”. وقال زيلينسكي: “إنها مأساة”.

لكن المتحدث بإسم الرئيس الأوكراني قال لاحقاً إن زيلينسكي لم يؤكد سيطرة القوات الروسية على باخموت. وكتب سيرغي نيكيفوروف على فيسبوك: “سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنهم سيطروا على باخموت… وكان رد الرئيس: لا أعتقد ذلك”. وأضاف باللغة الأوكرانية: “بهذه الطريقة نفى الرئيس الاستيلاء على باخموت”.

وقال قائد عسكري أوكراني كبير إن قوات بلاده تسيطر على جزء “ضئيل” من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافيا لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع. وفي منشور على تليغرام، قال الجنرال أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على “تطويق تكتيكي” للمدينة، التي كانت في السابق موطنا لنحو 70 ألفا.

بدورها، كتبت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، على تليغرام، “تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، مما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو؛ لذلك يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة”.

وأضافت ماليار أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة، وزعمت سيطرة قوات بلادها على جزء من المناطق المرتفعة المطلة على المدينة.

عزيمة الحلفاء
ومن جانبهم، قال زعماء مجموعة السبع إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا.

وتستعد كييف لشن هجوم مضاد، وهو المرحلة الرئيسية التالية في الحرب بعد 6 أشهر من صد الهجوم الروسي في فصل الشتاء.

وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن روسيا “لن تكسر” عزيمة حلفاء أوكرانيا. وصرح بأنه أكد لنظيره الأوكراني أن دعم واشنطن والدول الأخرى الداعمة لكييف “لن يضعف، لن يكسر بوتين عزيمتنا كما اعتقد”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن روسيا تكبدت أكثر من 100 ألف ضحية في باخموت. ورأى أن طائرات إف-16 لم تكن لتساعد القوات الأوكرانية في ما يتعلق بباخموت، لكنها “يمكن أن تحدث فرقا كبيرا من حيث القدرة على التعامل مع ما هو آت”.

وكشف بايدن عن أنه تلقى “تأكيداً قاطعاً” من نظيره الأوكراني بعدم استخدام طائرات إف-16 المقاتلة، التي سيقدمها الغرب لأوكرانيا، في دخول المجال الجوي الروسي. لكنه قال للصحفيين إن من الممكن استخدام طائرات إف-16 “في أي موقع توجد به القوات الروسية داخل أوكرانيا”.

حزمة جديدة
وأعلن بايدن عن حزمة جديدة من المعدات العسكرية لأوكرانيا. وتعهد بهذه الحزمة، الأحد، خلال لقاء ثنائي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مدينة هيروشيما اليابانية.

وحسب بيانات البيت الأبيض، فإن قيمة المساعدات ستبلغ تقريبا 375 مليون دولار أميركي. وصرح بايدن بأن الحزمة ستشمل ذخيرة ومدفعية وعربات مدرعة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قدرت مؤخرًا القيمة الإجمالية للدعم العسكري الأميركي لكييف منذ بداية الحرب بأكثر من 36.9 مليار دولار أميركي.

وفي السياق نفسه، صرح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن بلاده ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف لدعم كييف في حربها مع روسيا. وقال، في تصريحات على هامش قمة هيروشيما وبرفقته الرئيس الأوكراني، إنه “لا أحد يريد السلام أكثر من زيلينسكي، وإن شروط السلام ينبغي أن تستند إلى مبادئ أوكرانيا”.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تدعم أوكرانيا بكل السبل، لكنها لن تدخل في الصراع، مشددا على حرص بلاده على عدم التصعيد.

الرد بحزم
في المقابل، إتهم وزير الخارجية الروسي سيرغَي لافروف الدول الغربية بمحاولة هزيمة بلاده، والقضاء عليها كمنافس جيوسياسي. وأضاف أن الغرب حدد مهمته بالقضاء على روسيا كمنافس جيوسياسي، وهو ما تَـمثل في القرارات التي اتُخذت في قمة هيروشيما، والتي تهدف إلى الردع المزدوج لروسيا والصين، حسب تعبيره.

وقال “لقد حددوا المهمة بصوت عال وبشكل علني: هزيمة روسيا في ساحة المعركة.. ولا يتم التوقف عند هذا الحد، بل القضاء عليها كمنافس جيوسياسي. وبطبيعة الحال سيتم ردع أي بلد آخر يدعي نوعا من الاستقلالية في النظام العالمي. انظروا إلى القرارات التي يجري اتخاذها في قمة مجموعة السبع الكبار في هيورشيما، والتي تهدف إلى الردع المزدوج لروسيا والصين”.

لكن لافروف نبه إلى أن “لروسيا العديد من الحلفاء”. وأضاف “نحن لا نشجع العداء تجاه أي كان، لكننا مضطرون للرد بحزم على الحرب المعلنة ضدنا”.

Exit mobile version