Site icon PublicPresse

أكثر من 20 ألفاً من “فاغنر” قتلوا بمعركة باخموت وروسيا تعلن تصفية مسلحين توغلوا إلى أراضيها (فيديو)

قال رئيس مجموعة “فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجين، إن أكثر من 20 ألفاً من قواته لقوا حتفهم في المعركة الطويلة للسيطرة على باخموت، مشيراً إلى مقتل حوالي 20% من 50 ألف مدان روسي جندهم للقتال في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في المدينة الواقعة شرق أوكرانيا.

https://youtu.be/40s2qwAe8SY

ويتناقض هذا الرقم بشكل صارخ مع تصريحات موسكو بأنها خسرت نحو 6 آلاف جندي في الحرب، وهو أعلى من التقدير الرسمي للخسائر السوفيتية في حرب أفغانستان البالغة 15 ألف جندي بين 1979 و1989. ولم تذكر أوكرانيا عدد جنودها الذين لقوا حتفهم منذ انطلاق العملية الروسية الشاملة في 24 فبراير/شباط 2022.

ويرى المحللون أن المعركة التي دامت 9 أشهر من أجل السيطرة على باخموت وحدها أودى بحياة عشرات الآلاف من الجنود، بينهم مدنيون ذكرت تقارير أنهم تلقوا القليل من التدريب قبل الدفع بهم إلى جبهة القتال.

وخلال مقابلة نشرت في وقت متأخر أمس الثلاثاء مع كونستانتين دولغوف، وهو محلل إستراتيجي سياسي موال للكرملين، قال بريغوجين إن هدف العملية الروسية المتمثل في “نزع سلاح” أوكرانيا أدى إلى نتائج عكسية، لأن جيش كييف أصبح أقوى بعدما وفر له حلفاؤه الغربيون الأسلحة والتدريب.

ويشتهر بريغوجين، وهو رجل أعمال ثري تربطه صلات قديمة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بلهجته المتفاخرة التي غالبا ما تنطوي على كلمات بذيئة. وأعلن في السابق مزاعم لا يمكن التحقق منها، وتراجع عن بعضها في وقت لاحق.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نشر متحدثون بإسمه تسجيلاً مصوراً له وهو يصرخ ويقسم ويشير إلى نحو 30 جثة بالزي العسكري مسجاة على الأرض، وقال إنهم مقاتلون من “فاغنر” لقوا حتفهم في يوم واحد.

وزعم أن وزارة الدفاع الروسية حرمت رجاله من الذخيرة وهدد بعدم مواصلة القتال للسيطرة على باخموت.

وقال أيضا في مقابلة أمس الثلاثاء إنه من المحتمل أن يدفع الهجوم المضاد المتوقع لكييف في الأسابيع المقبلة، في ظل الدعم الغربي المستمر، القوات الروسية إلى الخروج من جنوب وشرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي أعلنت روسيا ضمها.

وأضاف بالقول: “ثمة تصور متشائم: يحصل الأوكرانيون على صواريخ، ويعدون القوات، وبالطبع سيواصلون هجومهم، وسيحاولون شن هجوم مضاد.. سوف يهاجمون شبه جزيرة القرم، وسيحاولون تفجير جسر القرم (الرابط بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم)، وقطع خطوط الإمدادات (الخاصة بنا)، لذلك، يجب علينا الاستعداد لحرب شرسة”.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إن “قتالاً عنيفاً” ما زال مستمراً داخل باخموت، بعد أيام من إعلان روسيا أنها استولت على المدينة المدمرة بالكامل.

وتقع باخموت في إقليم دونيتسك، أحد أربعة أقاليم أعلنت روسيا ضمها في الخريف الماضي ولا تسيطر عليها سوى بشكل جزئي.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، إن قوات كييف “تواصل عمليتها الدفاعية” في باخموت، وإنها حققت “نجاحات” غير محددة على مشارف المدينة. لكنه لم يدل بتفاصيل أخرى.

ويصر المسؤولون الأوكرانيون على أن معركة باخموت لم تنته بعد.

يأتي ذلك فيما أعلن القائم بأعمال رئيس دونيتسك، دينيس بوشيلين، أن رجال الشرطة من وزارة الداخلية الروسية يبدأون إعتباراً من اليوم بالعمل فعلياً في مدينة باخموت “أرتيوموفسك”، مشيراً إلى أن المرحلة التالية ستشهد دخول رجال الطوارئ والعمل في المدينة.

وقال بوشيلين على الهواء عبر قناة “سولافيوف لايف تي في” اليوم الأربعاء: “من اليوم، أحضرنا بالفعل موظفي وزارة الداخلية (الشرطة) إلى هنا أيضا. وفي المرحلة التالية سنقوم بإحضار موظفين من وزارة الطوارئ، لأن القاعدة المادية والتقنية ضرورية عمليا لتقييم حجم العمل في إزالة الألغام، وكذلك وجود العدد اللازم من الأفراد، وذلك لفحص كل مبنى وكل متر من الأرض كما في المناطق السكنية المحررة سابقاً”.

تصفية مجموعة مسلحة توغلت إلى روسيا
وكانت روسيا أعلنت الثلاثاء، أن قواتها المسلحة “سحقت” بواسطة الطيران والمدفعية المجموعة التي هاجمت الإثنين منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، في أخطر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا.

ودخل الإثنين مقاتلون إلى روسيا من أوكرانيا وهاجموا عدة بلدات في منطقة بيلغورود التي تعرضت أيضاً لقصف بالمدفعية وهجمات بمسيّرات دفعت السكان إلى الفرار.

وعبر الكرملين عن “قلق عميق” بعد هذا التوغل داعياً إلى “بذل مزيد من الجهود” لمنع عمليات التوغل هذه التي تزايدت في الأشهر الماضية وأثارت تساؤلات حول صلابة الدفاعات الروسية في وقت تقول كييف إنها تحضر لهجوم واسع النطاق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها صدت المتوغلين بعد عملية غير مسبوقة بحجمها استخدمت خلالها الطيران والمدفعية. وأوضحت في بيان “تم صد التنظيمات القومية (الأوكرانية) وسحقها”.

وأضافت الوزارة أنه “تم صد بقية القوميين وإرغامهم على التراجع الى أراضي اوكرانيا حيث تواصلت الضربات الى حين تصفيتهم بالكامل” مؤكدة قتل “اكثر من 70 إرهابيا أوكرانيا”.

“المزيد من الجهود”
وأكد حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف أنه تم إجلاء مدنيين من تسع بلدات. وأفادت السلطات بأن 13 شخصاً أصيبوا بجروح “عقب التصرفات الإجرامية” للمقاتلين والقصف الأوكراني.

وقتل مدني في بلدة كوزينكا وهي إحدى البلدات التي قالت المجموعة المهاجمة إنها استهدفتها. وتوفيت امرأة بسبب قصور في القلب أثناء إجلائها.

واتهمت روسيا كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم لكن السلطات الأوكرانية نفت أي ضلوع لها فيه.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار “الوضع في منطقة بيلغورود هو أزمة داخلية روسية … لا نخوض حروبا على اراض أجنبية”.

وأعرب مواطنون روس استطلعت وكالة فرانس برس رأيهم الثلاثاء عن خشيتهم من وقوع هجمات جديدة.

وأعلنت مجموعة “فيلق حرية روسيا” المؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم عبر تلغرام. وكانت هذه المجموعة التي تصنفها روسيا “إرهابية”، تبنت توغلات في هذه المنطقة. وربما شاركت مجموعة أخرى مماثلة تدعى “فيلق المتطوعين الروس” في العملية.

وقال الناطق بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف “ما حدث بالأمس يثير قلقا عميقا ويظهر مرة أخرى أن المقاتلين الأوكرانيين يواصلون أنشطتهم ضد بلادنا”. وأضاف “هذا يتطلب منا بذل مزيد من الجهود، وهذه الجهود متواصلة والعملية العسكرية الخاصة (في اوكرانيا) مستمرة لكي لا يحدث هذا الأمر بعد الآن”.

وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف إن عدة بلدات بينها غريفورون كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، تعرضت لقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ والمسيّرات.

رد روسي
رداً على هذا التوغل، أدرجت روسيا منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا ضمن “النظام القانوني لمنطقة عمليات لمكافحة الارهاب” وهو ما يعطي سلطات خاصة لأجهزة الأمن ويسمح بفرض اجراءات تشمل تعزيز الامن ومراقبة الاتصالات.

فرض نظام مماثل في الشيشان بين 1999 و2009 حين حاربت السلطات الروسية متمردين خلال حملة موسكو العسكرية الثانية في هذه المنطقة الجبلية.

من جانب آخر، أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة أبرز التحقيقات في البلاد، الثلاثاء فتح تحقيق في “عمل إرهابي”.

رغم ان هجمات أخرى وقعت في الأسابيع الماضية في هذه المنطقة الحدودية، إلا انها المرة الأولى التي تتخذ فيها مثل هذا الحجم وتظهر قدرة على اختراق الحدود الروسية.

موقف بوتين
يأتي هذا الهجوم على المنطقة الروسية قبل هجوم واسع النطاق يُتوقع أن تشنه القوات الأوكرانية قريباً رغم أن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده ليست مستعدة بعد.

لزم الرئيس فلاديمير بوتين الصمت حول موضوع التوغل واكتفى خلال مراسم تسليم أوسمة في الكرملين الثلاثاء بالتحدث بشكل عام عن النزاع في أكرانيا.

وقال الرئيس الروسي “نعم، روسيا تواجه أوقاتا صعبة لكن اليوم هو لحظة خاصة لتعميق وطنيتنا” مكررا القول ان موسكو تدافع عن الشعوب الروسية في دونباس الأوكرانية.

وكان الكرملين إتهم الاثنين كييف بأنها وراء التوغل بهدف “تحويل الإنتباه” عن سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.

وأعلنت السلطات الروسية في نهاية الأسبوع أنها سيطرت على كامل المدينة المدمرة التي شهدت أطول وأشد المعارك خلال النزاع ومني فيها الطرفان بخسائر فادحة.

غير أن كييف نفت خسارة باخموت مؤكدة صباح الثلاثاء أن “المعارك من أجل السيطرة على مدينة باخموت مستمرة”.

من جانب آخر، زار الرئيس الأوكراني الثلاثاء خط الجبهة في منطقة دونيتسك شرق البلاد حيث التقى عسكريين.

Exit mobile version