Site icon PublicPresse

بعد انسحابها من لبنان.. الإمارات بأحضان الأسد (فيديو)

بشار الأسد و عبدالله بن زايد آل نهيان

إستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء، وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان في أول زيارة لمسؤول رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع، وذلك وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

وأضافت الوكالة أنه تم خلال اللقاء “بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون خصوصا في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات”.

وكانت الإمارات على غرار دول غربية وخليجية عدة، قطعت في شباط 2012 علاقتها الدبلوماسية مع دمشق، بعد نحو عام من إندلاع احتجاجات شعبية سلمية واجهتها قوات الأمن بالقمع، وسرعان ما تحولت نزاعاً مسلحاً.

إلا أنها استأنفت مع نهاية العام 2018 العمل في سفارتها لدى دمشق مع بدء مؤشرات انفتاح خليجي.

جاءت تلك الخطوة من الإمارات، بعد سحب دبلوماسييها من لبنان جراء الأزمة التي اندلعت مؤخراً بسبب تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب في اليمن.

وقالت الرئاسة السورية إن وفداً حكومياً رافق ابن زايد، ضمّ خليفة شاهين وزير دولة في الخارجية الإماراتية، وعلي محمد حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير.

ورُصدت طائرتان مرتبطتان بحكومة الإمارات، في طريقهما إلى مطار دمشق الدولي، اليوم، إحداهما انطلقت من أبو ظبي وحملت مسؤولين حكوميين، والثانية من لارنكا في قبرص وحملت وزير الخارجية الإماراتية، الذي كان في استقباله في المطار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وأفادت معلومات بأن بن زايد حمل رسائل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، من رئيس الإمارات، خليفة بن زايد، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وكانت صحيفة “الوطن” السورية قد نشرت خبراً عن وصول بن زايد، ناسبة المعلومات إلى “مصادر إعلامية غير رسمية”.

وتأتي الزيارة بعد وقت قصير على اتصال جمع محمد بن زايد في 20 تشرين الأول الماضي، مع الرئيس الأسد.

وبهذه الزيارة بات وزير الخارجية الإماراتي أرفع مسؤول إماراتي يزور سوريا بشكل علني، منذ عام 2011.

وقد تصدّرت الإمارات مساعي بعض الدول العربية لتطبيع العلاقات مع دمشق، ودعت في وقت سابق هذا العام لعودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية. وكانت الإمارات قد أعادت فتح سفارتها في دمشق قبل ثلاثة أعوام.

منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، علّقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق، كما قطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق بينها الإمارات، فيما أبقت أخرى بينها الأردن على اتصالات محدودة بين الطرفين. وشكلت سلطنة عمان استثناء بين الدول الخليجية.

وقدمت دول خليجية أبرزها السعودية وقطر دعماً مالياً وعسكرياً لفصائل المعارضة السورية قبل أن يتراجع الدعم تدريجياً خلال السنوات الماضية مع تقدم القوات الحكومية بدعم عسكري روسي وإيراني على الأرض.

وبعد القطيعة العربية، برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات عدّة على انفتاح عربي تجاه دمشق وإن كان بطيئاً، بدأ مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق في 2018، بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ثم تأكيد وزير خارجيتها قبل أشهر أن “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة”.

بداية نهاية “العزلة” السورية؟
ومنذ استئناف العلاقات الدبلوماسية، جرى اتصالان هاتفيان بين الأسد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأرسلت الإمارات طائرات عدة محملة بمساعدات طبية الى دمشق منذ تفشي وباء كوفيد-19.

وفي بداية الشهر الماضي، بحث وزيرا الاقتصاد السوري والإماراتي خلال لقاء على هامش معرض “إكسبو دبي” العلاقات الاقتصادية وضمنها الاتفاق على إعادة تشكيل وتفعيل مجلس رجال الأعمال السوري الإماراتي بهدف تشجيع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وأعلن وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق حينها إن 14 في المئة هي حصة الإمارات من تجارة سوريا الخارجية. وحدّد حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بمليار درهم (أكثر من 272 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام 2021.

وليس واضحاً ما إذا كانت دول عربية أخرى، وخليجية خصوصاً، ستلحق بركب الإمارات. وتنتقد الدول الخليجية خصوصاً السعودية التحالف بين سوريا وإيران، أبرز داعمي دمشق سياسياً وعسكرياً.

وفي خطوة لم تكن لتحصل لولا تبدل في الموقف السعودي، شارك وزير السياحة السوري محمد مارتيني العام الحالي بدعوة من السعودية في اجتماع للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في الرياض.

وتأتي زيارة المسؤول الإماراتي إلى دمشق بعد أكثر من شهر على اتصال هاتفي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، لأول مرة منذ اندلاع النزاع، في مؤشر على ما يراه محللون بداية لانتهاء عزلة دمشق الدبلوماسية مع محيطها العربي.

وأعادت السلطات الأردنية مؤخراً فتح مركز جابر/نصيب الحدودي مع سوريا أمام المسافرين وحركة الشحن بعد حوالى شهرين من إغلاقه جراء تصعيد عسكري محدود في محافظة درعا جنوباً.

وقبل الانتخابات الرئاسية في أيار، والتي أعيد فيها انتخاب الأسد لولاية رابعة من سبع سنوات، تعمّد مسؤولون سوريون تسريب معلومات عن “تغيير كبير” مرتقب في العلاقات مع الخليج وعن قنوات اتصال مفتوحة خصوصاً مع السعودية.

ويكرر الأسد في خطاباته على أن إعادة الإعمار تشكل أولويته في المرحلة المقبلة. ويقول مراقبون إنه يعوّل على استثمارات خليجية لتمويل هذه العملية، في وقت يربط المجتمع الدولي أي دعم مالي بالتوصل الى تسوية سياسية للنزاع.

تفرض الولايات المتحدة عقوبات عدّة على سوريا أبرزها قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي ويفرض عقوبات على كل شركة تتعامل مع نظام الأسد الذي يسعى إلى إعادة إعمار بلاده.

وأكدت الإمارات في آذار الماضي أن قانون قيصر يصعّب عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

Exit mobile version