Site icon PublicPresse

إنطلاق قمة مجموعة “بريكس” وسط محاولات لإنهاء “الهيمنة الغربية” (فيديو)

تحت شعار “بريكس وأفريقيا”، بدأ قادة رابطة كبرى الإقتصاديات الناشئة، إجتماعاً يستمر لغاية الخميس في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورغ. تأتي القمة وسط محاولات لإنهاء “الهيمنة الغربية” على الساحة الدولية، كما يشمل جدول أعمالها هذا العام إحتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في “بريكس”، وهو ما أبدت المجموعة في وقت سابق إنفتاحها عليه. وسبق أن عبرت العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في الإنضمام للتكتل، ومن بين هذه الدول الجزائر ومصر وإثيوبيا.

ناقش قادة مجموعة “بريكس”، المجتمعون في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورغ، الثلاثاء، مجموعة الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية.

ويجتمع رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب أفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي من الثلاثاء وإلى غاية الخميس من الأسبوع الجاري تحت شعار “بريكس وأفريقيا”، حسبما أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور.

رامافوزا: لإجراء إصلاح جوهري بالنظام المالي العالمي
وطالب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، بإجراء إصلاح جوهري في النظام المالي العالمي. وقال، خلال كلمته في قمّة “بريكس” الـ 15، إنّ دول “بريكس” تُمثّل ربع الاقتصادي العالمي، وخُمس التبادلات التجارية، و40% من سكان العالم. وأعلن أنّ بنك التنمية، التابع لمجموعة “بريكس”، مُستعدّ لمساعدة مختلف الدول، داعياً رجال الأعمال إلى مدّ يد العون من أجل وضع أجندة للتنمية، تُخرج الجميع من قبضة الفقر.

ورحّب رامافوزا بالمستثمرين الأجانب في البلدان الأفريقية، مشترطاً أن يقوموا بأعمالهم في أفريقيا، مشيراً إلى أنّ لدى جنوب أفريقيا ثروات معدنية ضخمة، وهي محل جذب للمستثمرين والصناعيين. وأوضح أنّ المجتمعين في قمّة “بريكس” سيبحثون في مسألة توسيع عضوية المجموعة.

دا سيلفا: نخطط لإستخدام العملات الوطنية
من جانبه، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إنّ دول المنظمة تسعى لتحسين البنية التحتية، وتوليد الطاقة النظيفة، وزيادة الاستثمارات في المطارات وسكك الحديد. وأضاف إنّ “بنك التنمية الخاص بالمجموعة سيسمح بمعالجة المشاكل”، مؤكداً أنّ “بريكس” تخطط استخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية فيما بين دولها.

وبشأن التبادل التجاري بين البرازيل وأفريقيا، قال لولا دا سيلفا إنّه لا يتجاوز 3.5 %، وهو رقم مُنخفض جداً، لذلك “نسعى لتعزيزه وزيادة الاستثمار في القارة السمراء”. وأشار إلى أنّ “60% من أراضي أفريقيا قابلة للزراعة، وقادرة على تأمين الأمن الغذائي العالمي”.

بوتين: التخلي عن الدولار لا رجعة عنه
من ناحيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ الاستثمار الإجمالي لمجموعة “بريكس” ارتفع خلال العقد الفائت إلى الضعف، وبلغ 20% من الاستثمارات العالمية. وأشار خلال كلمته في قمّة “بريكس” الـ 15 في جنوب أفريقيا، والتي ألقاها عبر تقنية الفيديو، إلى أنّ “التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة عنها”.

وبيّن بوتين أنّ روسيا تفوّقت على ألمانيا من حيث تعادل القوّة الشرائية والحجم الاقتصادي، وهذا يُعَدّ مؤشراً مهماً، مضيفاً أنّ الوضع الحالي للميزانية في روسيا مُستقر وخالٍ من المخاطر. وأوضح أنّ بنك التنمية التابع لـ “بريكس” بات يُشكّل بديلاً من المؤسسات الغربية.

ودعا بوتين دول “بريكس” إلى مزيدٍ من التعاون لإيصال مصادر الطاقة إلى كل أنحاء العالم. وشدّد على أنّ الصادرات الروسية من الحبوب إلى أفريقيا استمرّت على الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو، مؤكداً أنّ بلاده ستبقى مورداً موثوقاً به للغذاء لأفريقيا. وقال بأنّ موسكو مُستعدّة للعودة إلى اتفاق الحبوب، عندما تُستوفى التعهدات المتفق عليها تجاه روسيا.

مودي: لـ”بريكس” دور بإحداث توازن عالمي
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إن مجموعة “بريكس” تؤدي دوراً مهماً في إحداث توازن في ظل التقلبات العالمية. وأشار إلى أنّ النمو الاقتصادي في الهند بلغ 5 تريليونات دولار. وكشف أنّ “الهند لديها ثلث الشركات التكنولوجية في العالم لا سيما في تكنولوجيا أشباه الموصلات”.

شي: “بريكس” تسعى لتعزيز الشراكات بين الأعضاء
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمةٍ ألقاها وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو إنّ مجلس الأعمال في مجموعة “بريكس” يلعب دوراً محورياً في تعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء. وشجّع نموذج “بريكس بلاس” والذي يهدف إلى جعل النظام العالمي أكثر عدلاً وإنصافاً، لافتاً إلى أنّ أكثر من 20 دولة طرقت باب مجموعة “بريكس” للانضمام إليها.

ورفض الرئيس الصيني محاولة تأسيس تحالفات عسكرية، مبيناً أنّها ستسعى إلى زعزعة السلام والاستقرار العالميين. وأعلن أنّ بكين لا تسعى إلى خوض أيّ “صراعٍ مع قوى كبرى”.

وعقّب بقوله: “لا نُريد حرباً باردة جديدة ولا كتلاً تتنازع فيما بينها وإنما نريد الاستقرار والازدهار وهذا منطقُ التنمية الإنسانية”، داعياً دول العالم إلى التعاون، والتفاعل معاً بناءً على قيم الحق وليس بناءً على الإستبداد.

ربع الإقتصاد العالمي
تمثل بلدان “بريكس” (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ربع الإقتصاد العالمي، بينما أبدت المزيد من الدول إهتماماً بالانضمام إلى التكتل قبيل قمّته التي تستضيفها جوهانسبورغ، وتستمر ثلاثة أيام.

تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء المدينة، حيث سيستضيف رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا نظيره الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب نحو 50 زعيماً آخر.

ولم يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، وبالتالي تم إيفاد وزير الخارجية سيرغي لافروف كممثل عنه.

تتشارك بلدان “بريكس” التي تمثل 40 في المئة من سكان العالم على مستوى ثلاث قارات تتباين فيها مستويات النمو الإقتصادي، الرغبة في التوصل إلى نظام عالمي ترى أنه يعكس مصالحها بشكل أفضل ويعزز هيمنتها.

تنعقد القمة الـ15 للمجموعة تحت شعار “بريكس وأفريقيا”، وتأتي فيما باتت القارّة مسرحا للمعارك الدبلوماسية مجددا مع تنافس كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي.

تزايد الإهتمام بالمجموعة
يزداد الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009، وتوسعت العام التالي مع انضمام جنوب أفريقيا.

وقبيل القمة، أعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة بما فيها إيران والسعودية وبنغلادش والأرجنتين، بحسب مسؤولين.

وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان “بريكس” مقترحا لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة. لكن محللين أبدوا حذرهم حيال الأمر.

تثير مسألة توسيع “بريكس” انقسامات خصوصا بالنسبة للدولتين الأقوى فيها: الصين والهند.

وإذ تبدي الصين حماسة حيال توسيع التكتل بشكل سريع وزيادة نفوذه، لكن مراقبين يشيرون إلى أن الهند تتوجّس من نوايا خصمتها الإقليمية.

وقال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة “ويتووترسراند” في جوهانسبورغ جاني روسو “برأيي، سيتم التفكير بتوسيع إضافي محتمل خلال العام الجاري ولن يتم اتّخاذ قرار أثناء القمة لإتاحة مزيد من الوقت” لدراسة الأمر.

وقال مؤسس معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا جاكي سليير إن “بريكس” تعتمد على الإجماع، ما يشكل “عقبة رئيسية” أمام صناعة القرارات. وأضاف: “على الأمد البعيد، أرى أن المنافسة التي لا مفر منها بين الصين والهند ستكون على الأرجح التحدي الرئيسي الذي سيواجه بريكس في نهاية المطاف”.

Exit mobile version