Site icon PublicPresse

قمة العشرين.. إتفاق لربط الهند وأوروبا بسكك حديد وموانئ عبر الشرق الأوسط (فيديو)

بدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أصبح الإتحاد الأفريقي رسمياً عضواً في مجموعة العشرين، وذلك خلال قمة المجموعة التي تستضيفها العاصمة نيودلهي. هذا، وسيحصل الإتحاد الأفريقي، على نفس وضع الإتحاد الأوروبي، التكتل الإقليمي الوحيد الذي يملك عضوية كاملة في مجموعة العشرين. إلى ذلك أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء ممر إقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بما يعزز التبادل التجاري، ويعزز أمن الطاقة العالمي.

رسمياً، أصبح الإتحاد الأفريقي، السبت، عضواً في مجموعة العشرين التي تعقد قمتها في العاصمة الهندية نيودلهي.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كلمته الافتتاحية قد صرح قائلاً “بموافقة الجميع، أطلب من رئيس الإتحاد الأفريقي أن يأخذ مكانه كعضو دائم في مجموعة العشرين”. وانتقل رئيس الاتحاد الأفريقي بعد ذلك للجلوس إلى جانب قادة دول مجموعة العشرين.

هذا، وأكد مودي أن “العالم يعاني أزمة ثقة هائلة. الحرب عمقت قلة الثقة هذه. وكما أننا قادرون على التغلب على كوفيد فنحن أيضا قادرون على التغلب على أزمة الثقة المتبادلة هذه”.

وإلى ذلك، سيحصل الإتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة عضو، على نفس وضع الاتحاد الأوروبي، التكتل الإقليمي الوحيد الذي يملك عضوية كاملة في مجموعة العشرين. ووضع الاتحاد الأوروبي الحالي هو “منظمة دولية مدعوة”.

وقد ورد في مسودة الإعلان “نرحب بالإتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين ونؤمن أن ضم الاتحاد الأفريقي إلى المجموعة سيسهم بشكل كبير في مواجهة التحديات العالمية في عصرنا”.

هذا، وتشمل أيضاً القضايا الأخرى التي يتم إتخاذ قرار بشأنها في القمة تقديم المزيد من القروض للدول النامية من قبل المؤسسات المتعددة الأطراف، وإصلاح هيكل الديون الدولية، واللوائح المتعلقة بالعملات المشفرة وتأثير الجغرافيا السياسية على الأمن الغذائي والطاقة.

بن سلمان
وخلال مشاركته في القمة، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء ممر إقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بما يعزز التبادل التجاري، ويعزز أمن الطاقة العالمي.

وقال بن سلمان: “يسعدني اليوم أن نجتمع في هذا البلد الصديق، لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وذلك تتويجا لما عملنا عليه سويا خلال الأشهر الماضية، لبلورة الأسس التي بُنيت عليها هذا المذكرة، بما يحقق المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي، وما ينعكس إيجابا على شركائنا في الدول الأخرى والاقتصاد العالمي بصورة عامة”.

وأضاف ولي العهد السعودي، في مقطع الفيديو الذي نشرته قناة “الإخبارية” السعودية عبر حسابها في منصة إكس، تويتر سابقًا: “ويسهم هذا المشروع في تطوير وتأهيل البني التحتية التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، ومد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية”.

وأكد محمد بن سلمان: “كما تدعم هذه المذكرة جهود تطوير الطاقة النظيفة، وسيساهم تنفيذها في توليد فرص عمل جديدة ونوعية، ومكاسب طويلة العمل على امتداد ممرات العبور لجميع الأطراف”.

وختم ولي العهد السعودي، قائلا: “الحضور الكرام.. لتحقيق ما اتفقنا عليه في هذا المذكرة يتطلب الاستمرار في الجهود التي بذلناها، والبدء الفوري في تطوير الغايات اللازمة لتنفيذها وفق الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه”.

وفي الوقت نفسه، أعلنت حكومتا السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أنه تم يوم 8 سبتمبر/ أيلول 2023 توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

بحسب الوكالة، “تحدد مذكرة التفاهم الثنائية أطر التعاون بين البلدين لوضع بروتوكولٍ يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات، من خلال موقع السعودية الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا”. كما يهدف المشروع إلى “تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط انابيب وإنشاء خطوط للسكك الحديدية، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، وتنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ”، طبقا لـ”واس”.

وقالت “واس”: “وترحب المملكة بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، لدعم وتسهيل التفاوض لتأسيس وتنفيذ هذا البروتوكول ليشمل الدول المعنية بممرات العبور الخضراء”.

إتفاق ربط الهند وأوروبا
وكان مسؤول في البيت الأبيض قد قال إنه سيتم الإعلان اليوم السبت عن إتفاق للسكك الحديدية والموانئ يضم عدة دول ويربط الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وذلك على هامش قمة نيودلهي.

ويأتي الإتفاق في وقت حساس يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينية “الحزام والطريق” من خلال طرح واشنطن شريكاً ومستثمراً بديلاً أمام الدول النامية في مجموعة العشرين.

وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين، خلال القمة السنوية للمجموعة في نيودلهي، إنه من المقرر توقيع مذكرة تفاهم بشأن الإتفاق من جانب الإتحاد الأوروبي والهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين بمجموعة العشرين. وأضاف أن الإتفاق سيعود بالنفع على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاضطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.

وقال فاينر إن الاتفاق يهدف إلى البحث “في مشروع للنقل البحري والسكك الحديد سيسمح بتدفق التجارة والطاقة والبيانات من هنا في الهند عبر الشرق الأوسط وصولا إلى أوروبا” مضيفاً “هذا أتى نتيجة أشهر من الدبلوماسية الحذرة.. ضمن الأطر الثنائية والمتعدّدة الأطراف”.

ويقول مسؤولون أميركيون إن المشروع يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط من خلال السكك الحديدية وربطها بالهند من خلال الموانئ، مما يساعد على تدفق صادرات الطاقة والتجارة من الخليج إلى أوروبا، وذلك من خلال تقليص أوقات وتكاليف الشحن واستخدام الوقود.

وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن المشروع يهدف إلى ربط الدول العربية بشبكة للسكك الحديدية يمكن أن تمتد إلى إسرائيل في حال تطبيع العلاقات، ثم إلى أوروبا عبر الموانئ البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى روابط بحرية مع الهند.

وتقوم بكين من خلال “مبادرة الحزام والطريق”، التي تأتي ضمن إطار برنامج “طرق الحرير الجديدة”، باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.

ويهدف هذا المشروع إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ والسكك الحديد والمطارات أو المجمعات الصناعية، مما يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.

غير أن معارضيه يعتبرون أن بكين تهدف من خلال هذا المشروع إلى تعزيز نفوذها السياسي، كما ينتقدون الديون الخطرة التي يرتبها على الدول الفقيرة. وقد وصفه بايدن في يونيو/حزيران الماضي بأنه “برنامج الديون والمصادرة” الذي “لن يذهب بعيدا جدا”.

Exit mobile version