Site icon PublicPresse

معارك محتدمة في جميع نقاط التماس في قره باغ ودعوة لإجتماع مجلس الأمن (فيديو)

لقي 25 شخصاً على الأقل مصرعهم في عملية عسكرية تشنها باكو في منطقة ناغورني قره باغ، كما أصيب آخرون، وفق ما أعلنته السلطات الإنفصالية الأرمينية. وعلى خلفية هذه العملية، دعت فرنسا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “لا توجد ذريعة تبرر مثل هذا الإجراء الأحادي الجانب”.

إندلعت إشتباكات بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في جميع نقاط التماس في إقليم ناغورني قره باغ. ودعت السلطات الأرمينية في قره باغ المدنيين للبقاء في الملاجئ ومراكز الإيواء.

وجاءت الإشتباكات بعيد إعلان أذربيجان، الثلاثاء، أنها أطلقت “عمليات لمكافحة الإرهاب” تستهدف القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ، بينما نفت أرمينيا وجود قوات تابعة لها في الإقليم وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف ما وصفته بـ”عدوان” باكو.

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تدمير عدد من نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأرمينية في قره باغ. وقالت، في بيان، إن قواتها وجهت ضربات بأسلحة دقيقة ضد القوات والمواقع العسكرية الأرمينية، مشيرة إلى أن الهدف من هذه العملية هو إخراج التشكيلات المسلحة من “أراضي أذربيجان” وتدمير البنية التحتية العسكرية الأرمينية في الإقليم. وأضافت أن العملية تهدف أيضاً لإنهاء “إستفزازات” أرمينيا وتأمين الحماية للعائدين إلى “المناطق المحررة”.

من جهته، قال مساعد الرئيس الأذربيجاني إن بلاده تسعى لإزالة البنية العسكرية “غير الشرعية” في قره باغ. وأضاف أن التحدي الأكبر هو وجود عشرات آلاف المسلحين وقوات أرمينية في الإقليم. وتطالب باكو بحل السلطات الانفصالية الأرمينية في قره باغ.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأرمينية إن أذربيجان تشن “عدواناً واسع النطاق” في إقليم قره باغ، ودعت مجلس الأمن الدولي وقوات حفظ السلام الروسية للتحرك لوقف القوات الأذربيجانية.

كما نقلت وكالة “إنترفاكس” عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله، إن قوات أذربيجان تحاول السيطرة على المراكز السكانية في قرة باغ. وأضاف أنه على إتصال بقادة الإنفصاليين في قره باغ ويتوقع أن تتحرك قوات حفظ السلام الروسية من أجل إستعادة الإستقرار.

ونفت يريفان وجود قوات تابعة لها في الإقليم، وقالت وزارة الدفاع، في بيان، “أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية مراراً، وتعلن مجدداً، أن أرمينيا ليست لديها قوات في ناغورني قره باغ”.

وفي وقت سابق، أعلن الإنفصاليون في قره باغ مقتل مدنييْن وإصابة 11 شخصاً في الهجمات التي تشنها القوات الأذربيجانية.

في المقابل، قالت السلطات الأذربيجانية إن مدنيا قتل في مدينة شوشي، التي تسيطر عليها أذربيجان، وتقع على مشارف ناغورني قره باغ، جراء هجوم بالأسلحة الثقيلة.

موقف روسيا
من جانبها، أكدت روسيا أنها تلقت تنبيها من باكو “قبل دقائق” من إنطلاق العملية الأذربيجانية في قره باغ.

وقالت الناطقة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تليغرام “تنتشر أنباء في وسائل الإعلام مفادها أن الجانب الأذربيجاني نبّه قوات حفظ السلام الروسية مسبقاً… ذلك لا يتوافق مع الواقع، تبلّغ الجانب الروسي بالمعلومة قبل دقائق من بدء العملية”.

إجتماع عاجل لمجلس الأمن
ودعت فرنسا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بينما قالت الولايات المتحدة إنها تتواصل دبلوماسيا بعد أن شنت أذربيجان عملية عسكرية في منطقة ناغورني قره باغ.

وحثت فرنسا مجلس الأمن على الاجتماع لبحث الأزمة، وهو ما يأتي في الوقت الذي يجتمع فيه الزعماء لحضور الجمعية العامة السنوية. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “لا توجد ذريعة تبرر مثل هذا الإجراء الأحادي الجانب”.

وقالت إن العملية “تهدد آلاف المدنيين المتضررين بالفعل من الحصار غير القانوني المستمر منذ شهر والذي يتعارض مع جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض”.

من جانبه، يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإتصال الثلاثاء بأطراف القتال في ناغورني قره باغ لإنهاء عملية وصفها بأنها “فظيعة”، حسب ما أعلن مسؤول أميركي.

وقال مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته إن واشنطن “كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى” بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الاثنين، مضيفا “يجعل ذلك هذا الحدث فظيعا ومروعا بشكل خاص”.

من جهته، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في منشور على منصة “إكس” إلى “أن تتوقف التحركات العسكرية لأذربيجان على الفور للسماح بإجراء حوار حقيقي بين باكو وأرمن ناغورني قره باغ”.

وتأتي هذه التطورات الأخيرة فيما أُحرزت خطوة نحو التهدئة في ناغورني قره باغ مع وصول مساعدات إنسانية إلى المنطقة الانفصالية الاثنين.

ودارت حربان سابقتان بين الطرفين: الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.

Exit mobile version