PublicPresse

اليوم التاسع.. إسرائيل تستعد للإجتياح البري مع إرتفاع عدد الضحايا والنازحين في غزة (فيديو)

تواصل إسرائيل إستعداداتها لتنفيذ إجتياح بري في غزة بعد أن مددت المهلة التي منحتها للفلسطينيين لإخلاء المنطقة. فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه ينتظر “قراراً سياسياً” بشأن توقيت الهجوم الكبير على القطاع. فيما حذّر الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية من أن إجتياحاً برياً إسرائيلياً لقطاع غزة “قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة”. من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت عن “كارثة إنسانية غير مسبوقة”. وارتفعت حصيلة الضحايا في غزة إلى ما لا يقل عن 2670 شهيداً و9600 مصابا، معظمهم من النساء والأطفال. وكانت إيران قد حذرت السبت من “عواقب بعيدة المدى” إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة.

لليوم التاسع على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي، إستهداف قطاع غزة، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين. ولم ينجح القصف الإسرائيلي والأوامر التي وجهها إلى سكان قطاع غزة بالتوجه إلى جنوب القطاع، إذ رفض أهالي غزة الخروج من مناطق سكناهم رغم القصف والتدمير وأصروا على البقاء فيها.

ويدرك عديد من الفلسطينيين أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، وأن المقصود هو تهجيرهم خارج بلدهم، فقد قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تريد إخلاء قطاع غزة باتجاه صحراء سيناء المصرية، ولاحقا إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين، وفق الدويري.

بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن أهل غزة متجذرون في أرضهم، متمسكون بوطنهم، ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا، مضيفا “أقول للعدو إن الضربة الإستراتيجية التي لحقت بكم تشير إلى أن تحريرنا وعودتنا قريبة المنال، فلا هجرة من الضفة ولا من غزة، وأقول لا هجرة من غزة إلى مصر، وأحيي الأشقاء في مصر وأقول لهم إن قرارنا أن نبقى في أرضنا، وإن قراركم هو قرارنا”.

إرتفاع عدد الضحايا
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، إرتفاع عدد القتلى إلى 1400، وقالت إن من بينهم 292 عسكرياً، في حين إرتفع عدد الجرحى إلى 3715 منذ بداية عملية طوفان الأقصى.

من جهتها، قالت وزارة الصحة بقطاع غزة إن عدد الشهداء إرتفع إلى 2670 شهيداً و9600 مصاباً معظمهم من النساء والأطفال. وأضافت أن عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي خلال 8 أيام يتجاوز عدد شهداء حرب 2014 خلال 51 يوماً.

كما ذكرت وزارة الصحة أن 70% من سكان شمال القطاع محرومون من الخدمات الصحية بعد إخلاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مراكزها وتوقف خدماتها.

من جهتها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن 47 عائلة فلسطينية مكونة من نحو 500 شخص شطبت من السجل المدني نتيجة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.

وفي سياق متصل أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة في بيان أوامر إسرائيل المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة، قائلة إن أوامر الاحتلال “بمثابة حكم إعدام”. وأشارت إلى أن “الإجلاء القسري للمرضى والعاملين في المجال الصحي سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية والصحة العامة الحالية”.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن “الغالبية الساحقة من مقدمي الرعاية اختاروا البقاء واحترام قسمهم كمحترفين في مجال الصحة”. وشددت أنه “لا ينبغي للعاملين في مجال الصحة أن يضطروا أبدا إلى اتخاذ مثل هذه الخيارات المستحيلة”.

مستشفيات ترفض الإخلاء
بالتوازي، رفضت المستشفيات في قطاع غزة الخضوع لتهديدات الجيش الإسرائيلي المتكررة بالإخلاء، في حين يستمر القصف الإسرائيلي باستهداف المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية.

وأشار مدير المستشفى الكويتي إلى أن “كل الموجودين في المستشفى مدنيون عزل، لن نخرج من المستشفى إلا إلى الجنة”، وأضاف “العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا وحدهم. الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إلا الإبادة الجماعية لأهل غزة”.

وأصيب أحد أقسام المستشفى الأهلي في غزة أصيب بأضرار جسيمة إثر قصف إسرائيلي، وذلك بعد تلقيه هو أيضا تحذيرات إسرائيلية بضرورة الإخلاء الفوري.

وبشأن المستشفى الأردني الميداني في غزة، الذي تلقى أيضا إنذارا بالإخلاء أمس السبت، قال مصدر أردني مسؤول إن “توجيهات ملكية” صدرت ببقائه في القطاع لعلاج الجرحى والمرضى، وقال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن المستشفى باق، وسيواصل تقديم خدماته.

كما أعلنت إدارة مستشفى العودة الحكومي في شمال غزة تلقيها بلاغات رسمية من الجيش الإسرائيلي بضرورة إخلاء كامل للمستشفى، منهم المصابون والمرضى. وقال مصدر مسؤول في مستشفى “القدس” في مدينة غزة، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذرهم بإخلاء المستشفى فورا.

وضع كارثي
وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدة، في بيان، أوامر إسرائيل بإخلاء المستشفيات، قائلة إن الإجلاء القسري للمرضى والعاملين في القطاع الصحي سوف يفاقم الكارثة الإنسانية والصحية الحالية.

وقالت في بيانها إن حياة كثير من المرضى من أصحاب الحالات الحرجة تواجه وضعا حرجا، مشيرة إلى أن المرضى في وحدات الرعاية المركزة، والذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل وآخرين، يواجهون تدهورا وشيكا لحالتهم الصحية أو الوفاة إذا تم إجبارهم على التحرك وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم.

من جهتها، حذرت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، من انهيار قدرات المستشفيات أمام المجازر الإسرائيلية المستمرة. كما دعت المواطنين إلى التبرع الفوري بالدم في كافة مستشفيات القطاع، في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية الشديدة.

وحسب وزارة الصحة، أدت هجمات الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة، وتم نقل المرضى والطواقم إلى مستشفى النصر للأطفال، وذلك بعد استهدافه بقنابل الفوسفور، مما جعله يخرج عن الخدمة، إضافة إلى مستشفى بيت حانون بسبب الاستهداف الإسرائيلي.

وقد قصف الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، مما أوقع خسائر مادية وبشرية، كما أدت الغارات لتوقف مستشفى بيت حانون عن العمل، وبالمثل خرج مستشفى العيون الدولي عن الخدمة بعد قصفه بشكل مباشر.

إخلاء سديروت
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إجلاء من تبقى من سكان مستوطنة سديروت، الذين يقدر عددهم بنحو 7 آلاف يتواصل اليوم إلى مناطق داخل إسرائيل. أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي طلب من المستوطنين في عدة مناطق قريبة من سديروت البقاء في الملاجئ.

ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية يتوقع إخلاء 24 مستوطنة حول قطاع غزة، وهي (ناحال) عوز، إيريز، نير عام، مفالسيم، كفار عزة، غيفيم، أور هانير، إيبيم، نتيف هعسرا، ياد مردخاي كرميا، زيكيم كيرم شالوم، كيسوفيم، دوروت، صوفا، نيرم، نير عوز، عين هشلوشا (العين الثالثة)، نير يتسحاق بئيري، ماغن، رعيم، سعد وألوميم.

وتعرضت سديروت لعدة هجمات من المقاومة الفلسطينية، حيث أطلقت كتائب القسام حماس عليها في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001 أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع عُرف باسم “قسام واحد”، ودشنت بذلك مرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية، وشكلت مصدر قلق لإسرائيل.

قتلى الجيش الإسرائيلي
نشر موقع الجيش الإسرائيلي أسماء 7 جنود إضافيين قتلوا في عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وبذلك يرتفع العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلي إلى 286 ضابطا وجنديا. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على موقعه الإلكتروني إنه أبلغ عائلات الضباط والجنود السبعة بمقتلهم.

حاملة طائرات ثانية لدعم إسرائيل
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) السبت أن حاملة الطائرات “يو إس إس آيزنهاور” أبحرت من قاعدة نورفوك البحرية في ولاية فرجينيا، متجهة إلى منطقة القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا، في إطار دعم إسرائيل التي تشن حاليا قصفا مكثفا على قطاع غزة.

وستنضم حاملة الطائرات “يو إس إس آيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة جيرالد فورد التي سبق أن تم نشرها في المنطقة دعما لإسرائيل عقب شن المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط يأتي في إطار “ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب”. وأضاف أوستن أن نشر السفن الحربية يشير إلى “التزام واشنطن الحازم بأمن إسرائيل وتصميمنا على ردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذه الحرب”.

تحذير لإيران
وكانت شبكة “إيه بي سي” نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البنتاغون أمر بإرسال حاملة الطائرات آيزنهاور للانضمام إلى حاملة الطائرات فورد في شرق البحر المتوسط بالقرب من إسرائيل، لردع إيران أو حزب الله عن الانضمام إلى الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي السياق ذاته، قال أوستن إن إسرائيل طلبت الحصول على ذخائر وأسلحة موجهة من الولايات المتحدة. وأوضح أن بلاده لم تطلب من إسرائيل التأجيل أو الإسراع في شن عمليتها البرية على قطاع غزة. وأضاف أن الشعب الفلسطيني ينبغي ألا يدفع ثمن أفعال حركة حماس، على حد تعبيره.

العفو الدولية
أكدت منظمة العفو الدولية، إستخدام إسرائيل قنابل الفوسفور الأبيض في قصفها قطاع غزة المكتظ بالمدنيين. وقالت، في بيان الأحد، إن مختبر أدلة الأزمات لدينا جمع أدلة توثق استخدام الوحدات العسكرية الإسرائيلية لقذائف الفوسفور الأبيض في قصفها قطاع غزة.

وأضافت أن مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها تُظهر قذائف مدفعية M825 وM825A1، والتي تحمل اسم D528، وهو رمز تعريف وزارة الدفاع الأميركية (DODIC) للقذائف المستندة إلى الفوسفور الأبيض.

وأشارت منظمة العفو الدولية في بيان، السبت، إلى أن برنامج الاستجابة للأزمات التابع للمنظمة قد جمع أدلة مقنعة توثق استخدام إسرائيل لقذائف الفوسفور الأبيض المدفعية في غزة.

أدلة وتحقق
وتظهر مقاطع الفيديو والصور التي تحقق منها مختبر أدلة الأزمات التابع للمنظمة، استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض في قطاع غزة، الذي تقصفه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

والخميس، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنها تحققت من استخدام إسرائيل قنابل فوسفورية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية.

وسبق أن ذكرت العفو الدولية أن الفوسفور الأبيض هو مادة حارقة تستخدم في الغالب لإنشاء حاجز دخان كثيف أو تحديد الأهداف. وهو يحترق في درجات حرارة عالية جدا عند تعرضه للهواء ويمكن أن يستمر في الاحتراق داخل اللحم. كما يسبب ألما مروعا وإصابات تغير الحياة ولا يمكن إخماده بالماء.

إجلاء رعايا الدول
تتواصل عمليات الإجلاء من إسرائيل، وسط إحتمالات بمزيد من التصعيد، في حين حذرت ألمانيا من السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.

قال متحدث بإسم السفارة الأميركية في إسرائيل اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تعرض على الأميركيين المقيمين في إسرائيل وأقاربهم الإجلاء بحرا من مدينة حيفا إلى قبرص غدا الاثنين. وأعلنت السفارة أنه يجب يكون كل مسافر مواطنا أميركيا أو أحد أفراد الأسرة المباشرين، الزوج/الشريك، الأبناء تحت سن 21 عامًا، لمواطن أميركي ولديه جواز سفر ساري المفعول.

من جهتها، قالت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ إن بلادها تعتزم تسيير المزيد من الرحلات الجوية لإعادة مواطنيها من إسرائيل بعد إلغاء رحلتين كانتا مقررتين أمس السبت لكنها أشارت إلى أن المسألة تعتمد على مخاوف تتعلق بالأمن. وأضافت “هناك تشكيلة من رحلات حكومية عارضة وطائرات تابعة للقوات الجوية. أشدد على أن تلك الرحلات الجوية ما زالت تخضع لاعتبارات منها العوامل الأمنية”. وألغت أستراليا رحلتين في وقت متأخر من مساء أمس السبت بسبب ما وصفته وزارة الخارجية بأنه وضع إقليمي “بالغ الصعوبة”.

يأتي ذلك بينما، شكرت وزيرة خارجية اليابان، كاميكاوا يوكو كوريا الجنوبية بسبب إجلاء مواطنين يابانيين من إسرائيل، على متن طائرتها العسكرية. جاء ذلك خلال محادثة هاتفية بين وزيرة خارجية اليابان ونظيرها الكوري الجنوبي، بارك جين صباح اليوم الأحد، حسب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن.إتش.كيه” اليوم.

أما وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية، فقد أمرت بإعادة وإجلاء إجباريين للفلبينيين في غزة. وأعلنت الوزارة اليوم الأحد عن “مستوى التأهب الرابع” بسبب قطاع غزة وهو أعلى مستوى تأهب في حالات الأزمات، مما يشير إلى أن الفلبينيين يجب عليهم الآن مغادرة المنطقة، حسب صحيفة “فلبين ستار” اليوم الأحد.

تحذير ألماني
وفي سياق متصل، حذّرت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأحد مواطنيها من السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، مشيرة إلى خطر وقوع هجمات واحتمال مزيد من التصعيد. وبحسب تصريحات المتحدث باسم الوزارة، فإن تحذيرات السفر المخطط لها حاليا ليست مرتبطة بالدعوة للمغادرة.

يشار إلى أنه حتى الآن يتم تصنيف السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بأنه “لا يوصى به مطلقا”، وهناك بالفعل تحذير من السفر إلى قطاع غزة. وبالنسبة للبنان، فهناك حتى الآن تحذيرات من السفر لأجزاء من البلاد فقط، من بينها المناطق القريبة من الحدود مع سوريا وإسرائيل.

“أهلا بكم في الجحيم”
قال الناطق بإسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة في كلمة مسجلة اليوم الأحد إن المقاومة لا تزال تخوض المعارك بكل ثبات، ولم ينل من عزيمتها كل ما تقوم به إسرائيل، مؤكدا أنها أعدت جحيما لجنود الاحتلال الذين يتجهزون لاقتحام قطاع غزة. وأكد أن مقاتلي المقاومة يسطرون يوميا أروع معاني الصمود والالتحام مع جيش الاحتلال، وقال “إن المقاومة ثابتة على موقفها أمام جرائم العدو وغطرسته، إذ ليس أمامها فيها سوى النصر”.

وخاطب المتحدث جنود الإحتلال قائلاً “أما وقد هزمناكم في عقر كيانكم فما بالكم بنا، وقد أتيتم إلينا بأقدامكم، فقد أعددنا لكم رجالا يحبون القتل في سبيل الله كما تحبون أنتم الحياة، فأهلا وسهلا بكم في رحاب الجحيم”. وأضاف أن “المقاومة لا تزال تمطر قوات إسرائيل ومدنها بكثافة نارية عالية ومديات واسعة”، قائلاً إن “هذا هو ما دفع حكومة الاحتلال لمحاولات تهجير شعبنا الشجاع المقدام”.

ووجه أبو حمزة التحية لشعب فلسطين، وقال إنه أعلن ثباته على أرضه في مواجهة محاولات تهجيره قسرا، وقدم كثيرا من الدماء والجراح والصبر والاحتساب على طريق الحرية. وأضاف “يا جماهير شعبنا العربي ويا أمتنا الإسلامية إن العدو الصهيوني قد بلغ ذروة الحقد والانتقام في قصفه لبيوتنا ومساجدنا ونسائنا وأطفالنا متجاوزا بذلك كل الأعراف الدينية والقانونية والإنسانية، لكنه لم ينل من عزيمتنا شيئا، وكان الرد عليه في القدس وجنين وجنوب لبنان”.

وختم أبو حمزة كلمته بتحية الشعب الفلسطيني “الصابر الصامد المحتسب، والمقاومة الثابتة الباسلة الرابضة على الثغور، وفي مرابض الصواريخ والدروع والمدفعية التي لا تزال تدك الحشود العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة”.

إسرائيل ترجئ توغلها البري
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الجيش الإسرائيلي قرر إرجاء توغله المتوقع لقطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لعدة أيام “بسبب الظروف الجوية السيئة”.

ونقلت الصحيفة عن 3 ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويتهم، أنه كان من المفترض أن يبدأ الهجوم البري عطلة نهاية هذا الأسبوع، لكن تم تأجيله جزئيا بسبب السماء الملبدة بالغيوم التي ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية.

من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة “سي إن إن” الأميركية إنهم سيبدؤون عملية عسكرية كبيرة في غزة “عند مغادرة المدنيين المنطقة”، حسب زعمه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي وجّه لسكان غزة تحذيرات كافية وأن الوقت حان لمغادرتهم جنوبا، متهما حماس بإفشال خروج الأجانب من القطاع، لأنها لم تسمح بمغادرتهم، وفق تعبيره.

وذكرت نيويورك تايمز، نقلا عن المسؤولين، أنه من المتوقع أن يتضمن الهجوم البري الإسرائيلي استخدام وحدات مشاة بالإضافة إلى دبابات وخبراء متفجرات. كما يتوقع أن تحصل القوات البرية على غطاء من الطائرات المقاتلة والمروحيات والمسيرات والمدفعية التي يتم إطلاقها من الأرض والبحر.

وذكرت الصحيفة أن هذه العملية العسكرية قد تورط إسرائيل في حرب مدن على مدى أشهر، خاصة أن هناك على الأرجح عشرات الآلاف من مقاتلي حماس يتحصنون في مخابئ ومئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض شمالي القطاع.

وأشارت إلى أن حماس تخطط أيضا للوصول إلى المنطقة خلف الخطوط الإسرائيلية باستخدام نظام الأنفاق المعقد، مضيفة أن المعضلة الإستراتيجية تكمن في أن قوات الحركة يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص في تحصين نفسها مع الرهائن تحت الأرض.

خطط للتوغل
من ناحية أخرى، ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، في تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن التوغل البري في قطاع غزة يقترب وسط حماية أميركية، موضحا أن هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي بدأت بالمصادقة على الخطط العملياتية. وأضاف أنه حتى يحين وقت العملية البرية، سيعمل سلاح الجو الإسرائيلي على تشويش النظم الدفاعية والقيادية لحماس، بغرض التقليل من الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.

إسرائيل تتهم إيران
إتهم مسؤول إسرائيلي إيران بمحاولة فتح جبهة جديدة على إسرائيل من سوريا، وأقر ضمنا بأن تل أبيب قصفت مطاري دمشق وحلب.

وقال جوشوا زاركا، رئيس الشؤون الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ردا على منشور افترض مثل هذا السيناريو على منصة إكس “إنهم (الإيرانيون) يقومون بذلك”.

وكتب مدير المركز الأميركي لدراسات الشرق الأوسط جول رايبيرن، أن “الضربات الإسرائيلية المتكررة لتعطيل مطاري دمشق وحلب هي في رأيي إشارة قوية إلى أنه أولا، النظام الإيراني يحاول نقل أسلحة إستراتيجية إلى سوريا أو عبرها لفتح جبهة شمالية، وثانيا، أن الإسرائيليين مصممون على استباق ذلك”.

ورد عليه زاركا “بالنسبة لما ذكر أولا، إنهم (الإيرانيون) يفعلون ذلك، وبالنسبة لما ذكر ثانيا، نحن نفعل ذلك”.

عبد اللهيان: لن نبقى متفرجين
ألمح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى إمكانية اتساع جبهات الحرب الدائرة في قطاع غزة ومحيطه، وأشار إلى أن هذا الاحتمال يزداد كل ساعة، مع تأكيده أن طهران لن تبقى متفرجة على الوضع الراهن.

وبيّن الوزير الإيراني في حديث لقناة الجزيرة، أن اتساع جبهات الحرب وارد “إن لم تنجح مساعي وقف العدوان على غزة”، وشدد على أن إيران والمنطقة والفاعلين فيها “لن يبقوا متفرجين” إزاء هذا الوضع. وأضاف “إذا لم تتوقف أميركا وإسرائيل عن هذه السياسة فلا يمكن وقف نطاق الحرب”، مضيفا “إذا اتسع نطاق الحرب فإن خسائر فادحة ستلحق بأميركا أيضا”.

ومع ذلك أعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب، ولكنه استدرك بالقول “وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة”. وتابع “أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غدا سيكون متأخرا”. وأشار إلى أن استمرار العدوان وغياب الحل السياسي “يصبان الزيت على النار وقد تخرج الأمور عن السيطرة”.

إيران تحذر من “عواقب بعيدة المدى”
وكانت إيران قد حذرت السبت من “عواقب بعيدة المدى” إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة، كما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مصادر مطلعة، بأن إيران قد تتدخل إذا استمرت الحرب. في الأثناء، إلتقى عبد اللهيان برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة وبحث معه التطورات في الأراضي الفلسطينية.

وقد حذرت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أنه إذا لم يتم إيقاف جرائم الحرب، والإبادة الجماعية التي يرتكبها “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”، فقد يخرج الوضع عن نطاق السيطرة، ويرتد إلى عواقب بعيدة المدى.

Exit mobile version