Site icon PublicPresse

مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية وروسيا تطالب مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار بهدنة إنسانية فورية بغزة(فيديو)

مع تصاعد عدوان الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، يستمر الحراك الدبلوماسي تزامناً مع القلق من الوضع الإنساني لسكان القطاع الذين يتعرضون لأفظع المجازر يومياً.

وفي السياق، طلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت يوم الإثنين، على مشروع قرار يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس، ويدعو إلى هدنة إنسانية فورية، والتنديد بالعنف ضد المدنيين و”جميع أعمال الإرهاب”.

وقال دميتري بوليانسكي، نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، السبت، إنه لم يتم إجراء أي تعديلات على النص منذ تقديمه إلى أعضاء المجلس، البالغ عددهم 15 أول أمس الجمعة، مضيفا أن من المتوقع أن يُصوّت عليه في الثالثة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1900 بتوقيت غرينتش) من يوم الاثنين.

وكتب بوليانسكي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” يقول، “نتوقع أن تؤكد البرازيل، التي ترأس المجلس، إجراء التصويت قريبا”.

وكانت روسيا قد أعدت في وقت سابق مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف إنساني وفوري لإطلاق النار.

ويعرب مشروع القرار عن القلق البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كما يؤكد وجوب حماية السكان المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون إلى ذلك.

ويدين المشروع الروسي “كل أعمال العنف ضد المدنيين، والأعمال الإرهابية”، ويدعو لإطلاق سراح “كل الرهائن”، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى من عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها قبل 8 أيام.

وبُعيد توزيع مشروع القرار الذي قدمته بلاده، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن القصف العشوائي للمناطق السكنية في غزة أمر غير مقبول. وأضاف أن قطع المياه والكهرباء عن غزة يعيد إلى الأذهان ذكرى حصار مدينة لينينغراد الروسية من القوات النازية، خلال الحرب العالمية الثانية. في المقابل، قال نيبينزيا، إن لإسرائيل “الحق في حماية مواطنيها”، مبدياً استعداد روسيا للقيام بوساطة من أجل وقف القتال.

بايدن يتحدث مع نتنياهو
قال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد مجدداً، السبت، على دعم أميركا الراسخ لإسرائيل، وذلك في اتصال هاتفي هو الخامس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، كما أجرى بايدن اتصالا آخر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهد فيه بتقديم “الدعم الكامل” للسلطة الفلسطينية.

وأوضح البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي ناقش مع نتنياهو التنسيق الأميركي مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل وآخرين في المنطقة، “لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية”، دون أن يذكر غزة بشكل مباشر.

وتعدّ هذه المكاملة هي الخامسة لبايدن مع نتنياهو منذ عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، واقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية.

كما أعلن البيت الأبيض أن بايدن تحدث، السبت الماضي أيضا، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتعهد بتقديم “الدعم الكامل” للسلطة الفلسطينية في جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين و”لا سيما في غزة”.

وأدان بايدن حركة حماس خلال حديثه مع محمود عباس معدّا أنها “لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير”، حسب بيان للبيت الأبيض حول المحادثة بين الرئيسين.

إلى جانب ذلك، كتب الرئيس الأميركي على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، أن بلاده “تعمل مع حكومات مصر والأردن وإسرائيل والأمم المتحدة، لزيادة الدعم لتخفيف العواقب الإنسانية لهجوم حركة حماس الفلسطينية”. وأضاف أن “العمل مع الحكومات يهيئ الظروف اللازمة لاستئناف تدفق المساعدات، والدعوة إلى احترام قانون حقوق الإنسان خلال الحرب”.

حل الدولتين
من جهته، قال محمود عباس لنظيره الأميركي، إن السلام والأمن في المنطقة يتحققان بتنفيذ حل الدولتين، مشيرا إلى ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

كما شدد محمود عباس، حسب الوكالة، على ضرورة “وقف اعتداءات المستوطنين” ضد الفلسطينيين في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، و”وقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، التي تتسبب بتصعيد الأوضاع”. كما أكد “رفضه الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين”، داعيا “لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين”.

بن سلمان وبلينكن
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، إن بلاده “ترفض إستهداف المدنيين وتعطيل البنى التحتية في غزة”. وأشار إلى أن “المملكة تسعى لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد في غزة”، مؤكدا ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن القطاع. كما شدّد على “رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية”.

وكان بلينكن قد أشار في وقت سابق إلى أنه عقد اجتماعا “مثمرا للغاية” مع ولي العهد السعودي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، إن الوزير “سلط الضوء على تركيز الولايات المتحدة الراسخ على وقف الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع انتشار الصراع”. وأضاف ميلر أن ولي العهد السعودي والوزير الأميركي “أكدا التزامهما المشترك بحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه”.

رفض تصفية القضية الفلسطينية
ترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إجتماعاً لمجلس الأمن القومي، حيث تم بحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشدد المجلس في أعقاب الاجتماع على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، ورفض واستهجن سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. وأكد الاجتماع على أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.

كما أبدت مصر استعدادها للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام. وأكد الاجتماع على مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين لخفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين.

كما عرضت مصر توجيه الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية بهدف تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية. وأكد مجلس الأمن القومي على تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية المطلوبة.

وكانت وسائل اعلام مصرية قد ذكرت أمس السبت أن السلطات المصرية اشترطت وصول مساعدات الإغاثة إلى غزة لكي تسمح للأجانب الموجودين في القطاع المحاصر بالخروج منه عبر معبر رفح، وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن هناك اتفاقا بين مصر وإسرائيل للسماح للمواطنين الأميركيين بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح أمس السبت، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وتصطف عشرات الشاحنات التي تنقل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر أمام معبر رفح الحدودي المغلق مؤقتا في شمال سيناء شمال شرقي مصر، في انتظار السماح لها بدخول الأراضي الفلسطينية. وبدأت مصر بتلقي شحنات المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة بعدما خصصت مطار العريش بشمال سيناء لهذا الغرض.

السيسي وبلينكن
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات في القاهرة مع الرئيس السيسي، الأحد، ومن المقرر أن يعود غدا إلى إسرائيل التي بدأ منها جولته الإقليمية في ظل استعداد الجيش الإسرائيلي لشن هجوم بري على قطاع غزة.

وخلال اللقاء، قال السيسي إن رد الفعل الإسرائيلي “تجاوز حد الدفاع عن النفس”، معربا عن خشيته من “عقاب جماعي” لسكان قطاع غزة، ومؤكدا رفضه التام لاستهداف أي مدنيين. وحذر من أن التأخير في حل القضية الفلسطينية سيترتب عليه مزيد من الضحايا، مشيرا إلى أن “2500 فلسطيني قتلوا خلال أعمال العنف الأخيرة في غزة”.

من جانبه، دعا بلينكن السيسي إلى “العمل معا حتى لا تتوسع الأزمة الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين”.

ومصر هي سابع محطة في جولة بلينكن الإقليمية التي بدأها من إسرائيل الخميس الماضي وشملت الأردن وقطر والبحرين والإمارات والسعودية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين لدى وصول بلينكن إلى القاهرة إن “وزير الخارجية سيعود إلى إسرائيل الاثنين لمزيد من المشاورات مع القادة الإسرائيليين”.

ودعت مصر اليوم إلى عقد قمة إقليمية ودولية بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدة “رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار”، وفق بيان نشرته الرئاسة المصرية. وجاءت هذه الدعوة في ختام اجتماع عقده مجلس الأمن القومي المصري برئاسة السيسي قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي.

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي يجري محادثات مع شركاء دوليين وإقليميين لإيصال المساعدات إلى غزة ووقف التصعيد هناك.

الصين تطالب بوقف “العقاب الجماعي”
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس السبت، إن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم فصائل المقاومة على إسرائيل “تتجاوز حدود الدفاع عن النفس”، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن “العقاب الجماعي” لسكان القطاع.

ودعا وانغ يي الولايات المتحدة إلى “لعب دور بناء ومسؤول” في النزاع، وحض على “عقد اجتماع سلام دولي في أقرب وقت ممكن لتعزيز التوصل إلى توافق واسع النطاق”. وأبلغ في أعقاب لقائه ممثلي الجامعة العربية في الصين الجمعة، التكتل بأن بلاده “ستبذل جهودا حثيثة لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها”.

وبالفعل، فقد أعلنت وسائل إعلام صينية رسمية أن تشاي جون المبعوث الخاص للحكومة الصينية للشرق الأوسط سيزور المنطقة الأسبوع المقبل للدفع من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين فصائل المقاومة وإسرائيل وتشجيع إجراء محادثات سلام.

وقالت قناة “سي سي تي في” الرسمية الصينية -في تقرير مصور نشر على مواقع التواصل اليوم الأحد- إن تشاي “سيزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للتنسيق مع مختلف الأطراف من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإنعاش الوضع وتعزيز محادثات السلام”.

عبد اللهيان: لن نبقى متفرجين
ألمح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى إمكانية اتساع جبهات الحرب الدائرة في قطاع غزة ومحيطه، وأشار إلى أن هذا الاحتمال يزداد كل ساعة، مع تأكيده أن طهران لن تبقى متفرجة على الوضع الراهن.

وبيّن الوزير الإيراني في حديث لقناة الجزيرة، أن اتساع جبهات الحرب وارد “إن لم تنجح مساعي وقف العدوان على غزة”، وشدد على أن إيران والمنطقة والفاعلين فيها “لن يبقوا متفرجين” إزاء هذا الوضع. وأضاف “إذا لم تتوقف أميركا وإسرائيل عن هذه السياسة فلا يمكن وقف نطاق الحرب”، مضيفا “إذا اتسع نطاق الحرب فإن خسائر فادحة ستلحق بأميركا أيضا”.

ومع ذلك أعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب، ولكنه استدرك بالقول “وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة”. وتابع “أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غدا سيكون متأخرا”. وأشار إلى أن استمرار العدوان وغياب الحل السياسي “يصبان الزيت على النار وقد تخرج الأمور عن السيطرة”.

التوغل البري
وفي ما يتعلق بالتوغل البري المحتمل للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، قال وزير الخارجية الإيراني “إذا قرر الكيان الصهيوني دخول غزة فإن قادة المقاومة سيحولونها إلى مقبرة لجنود الاحتلال”.

وزاد في حديثه موجها كلامه للإسرائيليين “أقول للصهاينة إن أردتم الحرب فحاربوا العسكريين وليس النساء والأطفال”، في إشارة إلى عدد الضحايا الكبير من الأطفال والنساء في قطاع غزة. وأشار إلى أن موضوع الأسرى في غزة “خط أحمر” بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، لافتا إلى أن الأخيرة تدرس موضوع الأسرى المدنيين.

حزب الله
وحول التطورات في الجبهة الشمالية، أوضح عبد اللهيان أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أطلعه، خلال اللقاء الذي جمعهما في بيروت، أن جميع السيناريوهات طرحت على الطاولة. وكشف عن أن “حزب الله حدد كل مراحل الخطوط الحمراء، وسيتخذ الإجراءات المناسبة في كل مرحلة”.

وقال الوزير الإيراني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “له آمال وأحلام والآن صمت هو وحكومته”، في حين تقدمت واشنطن “لتحافظ على تمثال ودمية إسرائيل”، في إشارة إلى إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات وأسلحة وذخائر متطورة إلى منطقة شرق البحر المتوسط.

يذكر أن وزير الخارجية الإيراني بدأ جولة بالمنطقة عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأسفرت عن مقتل مئات الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين، قبل أن تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع المحاصر.

وشملت جولة عبد اللهيان زيارة بغداد ودمشق وبيروت وصولا إلى الدوحة حيث التقى أمير قطر ورئيس الوزراء وزير الخارجية، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

إيران تحذر من “عواقب بعيدة المدى”
وكانت إيران قد حذرت السبت من “عواقب بعيدة المدى” إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة، كما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مصادر مطلعة، بأن إيران قد تتدخل إذا استمرت الحرب. في الأثناء، إلتقى عبد اللهيان برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة وبحث معه التطورات في الأراضي الفلسطينية.

وقد حذرت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أنه إذا لم يتم إيقاف جرائم الحرب، والإبادة الجماعية التي يرتكبها “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”، فقد يخرج الوضع عن نطاق السيطرة، ويرتد إلى عواقب بعيدة المدى.

Exit mobile version