بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، للمرة الأولى مع رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو النزاع مع حركة حماس، وأبلغه بمضمون مشاوراته مع العديد من القادة الاقليميين.
وقال الكرملين في بيان: “تم إبلاغ الجانب الإسرائيلي أيضاً بالنقاط الأساسية في الاتصالات الهاتفية التي جرت اليوم مع قادة فلسطين ومصر وإيران وسوريا”. وأضاف أن المشاورات مع نتنياهو تناولت “الوضع المتأزم الناتج من التصعيد الوحشي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وقدم بوتين “تعازيه الصادقة إلى عائلات وأصدقاء الإسرائيليين القتلى”. كذلك، شرح لنتنياهو “الإجراءات التي إتخذتها روسيا لضمان تطبيع الوضع والحؤول دون تصعيد جديد للعنف وتجنب كارثة إنسانية في قطاع غزة”.
وتابع الكرملين: “لقد كررنا نية روسيا الأساسية مواصلة عملها المحدد الهدف بهدف وضع حد للمواجهة الإسرائيلية الفلسطينية والتوصل الى تسوية سلمية عبر السبل السياسية والدبلوماسية”.
وفي وقت لاحق، قال مكتب نتنياهو في بيان، أن “نتنياهو أوضح له بأن إسرائيل تعرضت لهجوم، وقد قررت خوض حرب ولن تتوقف حتى القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية”.
وأجرى بوتين الإثنين سلسلة محادثات عبر الهاتف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأعرب خلال هذه المباحثات عن قلقه لـ”الزيادة الكارثية” في عدد الضحايا المدنيين في غزة، محذراً من تحول النزاع بين اسرائيل وحماس إلى “حرب إقليمية”.
وأضاف الكرملين في بيان أن المسؤولين أكّدوا “بالإجماع” على ضرورة “وقف سريع لإطلاق النار وإقامة هدنة إنسانية من أجل تقديم المساعدة بشكل عاجل لجميع من يحتاجون إليها”.
ولفت الكرملين إلى أن نظراء بوتين “شددوا على خطورة الوضع الإنساني في غزة وضرورة رفع الحصار من أجل توفير الإمدادات العاجلة من الأدوية والغذاء والسلع الحيوية الأخرى”. وتابع: “تم الإعراب أيضاً عن مخاوف جدّية بشأن احتمال أن يتطور النزاع إلى حرب إقليمية”.
وأكد بوتين إستعداده “لتنسيق الجهود مع كل الشركاء من أجل وضع حدّ في أسرع وقت ممكن للأعمال العدائية وتحقيق استقرار الوضع”، بما في ذلك من خلال مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي والذي يهدف إلى تحقيق “هدنة إنسانية فورية ومتوازنة وغير مسيّسة”. واعتبر مرة جديدة أن الحلّ المستدام للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يتمثل في “إنشاء دولة فلسطينية مستقلة”.
وتقيم روسيا تقليدياً علاقات جيدة مع السلطات الإسرائيلية كما الفلسطينية، ومع عدد من دول المنطقة مثل سوريا ومصر وإيران. وتزايدت المخاوف على الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة الذي يشهد قصفا شديداً منذ إعلان إسرائيل استعدادها لشن هجوم بري يهدف إلى قتل قادة “حماس”.
وأعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة الأحد 8 تشرين الأول/أكتوبر، بعد يوم من إختراق مقاتلي “حماس” أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأدى القصف المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى تسوية أحياء بالأرض وسقوط ما لا يقل عن 2750 شهيداً في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.