Site icon PublicPresse

الحرب على غزة.. 7 آلاف شهيد وإسرائيل تستخدم أسلحة تذيب الأطراف (فيديو)

في اليوم الـ20 من حربها الشاملة على غزة، إرتكبت إسرائيل مجازر جديدة في خان يونس وغزة، وسوّت طائراتها مربّعات سكنية بالأرض، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن قواته توغلت الليلة الماضية في القطاع.

ورفعت المجازر الجديدة الحصيلة الإجمالية إلى 7028 شهيداً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات وفتيات، ونحو 18 ألفاً و500 مصاب، بالإضافة إلى نحو 1500 مفقود، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

وقد رفضت وزارة الصحة في غزة، تشكيك الإدارة الأميركية في الأرقام التي تعلنها عن أعداد الشهداء والجرحى، وقالت إنها ستعلن قائمة بأسماء جميع الشهداء وتنشرها على الملأ.

وبينما كشفت فيه صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو حجم الدمار الهائل في غزة أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع أن إسرائيل تستخدم ذخائر تذيب الأطراف.

ورداً على الإستهداف الإسرائيلي المستمر للمدنيين، قصفت كتائب القسام مجدداً تل أبيب برشقة صاروخية مكثفة، وذلك غداة قصفها حيفا وإيلات وأسدود، مما أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين.

وفي الضفة الغربية، إندلعت إشتباكات بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في طوباس، في الوقت الذي نفذ الجيش الإسرائيلي فيه عمليات إقتحام جديدة، وإعتقالات شملت في الساعات الماضية أسيرات محررات وجامعيات.

مقتل 50 أسيراً في غزة
قال أبو عبيدة المتحدث بإسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، الخميس، إن نحو 50 أسيراً محتجزين لديها قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. ولم يقدم أي تفاصيل أخرى في هذا البيان الذي أورده على حساب كتائب القسام على تيليغرام.

 

وسبق أن أعلنت “حماس” أسرها ما بين 200 و250 إسرائيليا، وآخرين من جنسيات أخرى. كما سبق أن قالت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري إن “22 أسيراً إسرائيليا فقدوا حياتهم بسبب القصف المتواصل على قطاع غزة”، قبل أن تكشف عن الحصيلة الجديدة اليوم.

وأشارت “حماس” إلى أن بين الرهائن “عسكريين برتب مرتفعة”، وترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وخلال أقل من أسبوع، أطلقت “حماس” سراح 4 أسيرات” لدواعٍ إنسانية بينهن سيدتان تحملان الجنسية الأميركية استجابة لجهود وساطة قطرية، واثنتان إسرائيليتان بوساطة مصرية وقطرية.

من جهته، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إلى أن “عدد الرهائن الذين يتم إحتجازهم في قطاع غزة أعلى حتى مما كان يُعتقد في السابق، وقال إنه تم إخطار عائلات 224 رهينة حتى الآن.

إسكوا تحذر
كشفت لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) عن تعرض قطاع غزة لتدمير وتداعيات اقتصادية غير مسبوقة جراء العدوان الذي يتعرض له من قبل الجيش الإسرائيلي، ونبهت إلى أرقام مذهلة مفادها أن جميع سكان غزة تقريباً، أو ما يقدر بنحو 96%، يعيشون الآن في فقر ويعانون أشكال الحرمان المتعددة بسبب الحرب الحالية.

وذكرت إسكوا، في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن العدوان الدائر حالياً ضد غزة، إلى جانب الحصار الذي كان مفروضا عليها على مدار السنوات الماضية، زج بالسكان في دوامة غير مسبوقة من الحرمان والفقر متعدد الأبعاد، ومن ثم إلى كارثة إنسانية على المستويات كافة.

وحسب التقرير الأممي، فإن قطاع غزة لم يكن قبل الحرب يعيش وضعاً طبيعياً، إذ إن الحصار المفروض عليه منذ عام 2007 هو أخطر مظهر لسياسات إسرائيل الطويلة الأمد المتمثلة في تقييد حركة الفلسطينيين، وهو ما يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.

وخلالها إنخفض المعدل الشهري للخروج من غزة من أكثر من نصف مليون شخص عام 2000، إلى نحو 35 ألف شهريا عام 2022، مع الإشارة إلى أن الحصار يقيد دخول وخروج البضائع.

وبيّن التقرير أن غزة قبل عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري كانت تعيش مع تصعيد عسكري متكرر أدى إلى تراجع التنمية وتركزت المساعدات على الجوانب الإغاثية والإنسانية.

وعلى مدى سنوات، تشهد غزة دوامة اجتماعية واقتصادية، ففي عام 2022، بلغ دخل الفرد السنوي ما متوسطه 1256 دولارا بانخفاض عن 1972 دولارا عام 2000، وهذا هو أحد المؤشرات العديدة للوضع المزري الذي عاش فيه سكان غزة قبل الحرب الأخيرة.

وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يعيش سكان غزة تحت قصف عنيف متواصل لا يسبب الدمار المادي فحسب، بل يحرمهم أيضا من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية المنقذة للحياة والمياه والغذاء والكهرباء والتعليم والتوظيف.

وختم التقرير بالقول “حتى في حال قبول وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ستبقى نسبة كبيرة من السكان عالقة لعدّة سنوات في دوامة الفقر والحرمان. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى فداحة الخسائر في الأرواح وهول أعداد الجرحى، وفقدان رأس المال البشري والقدرات البشرية، وتدمير البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية”.

تكلفة الحرب على غزة
رجح مسؤول كبير في وزارة المالية الإسرائيلية، الخميس، أن بلاده ستضطر لإنفاق مبالغ كبرى لتمويل الحرب ضد المقاومة الفلسطينية عما قدره بنك إسرائيل هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن التكلفة لن تتجاوز ما حدث خلال جائحة كورونا والتي بلغت نحو 50 مليار دولار.

وأضاف المسؤول في إدارة المحاسب العام في الوزارة التي تدير تمويل وديون الحكومة للصحفيين في إفادة “لا أعتقد أنها ستتجاوز ما أنفقناه خلال كوفيد لكني أعتقد أنهم (في البنك المركزي) متفائلون أكثر مما يجب” بشأن تكاليف الحرب.

وقدّر البنك المركزي يوم الاثنين أن عجز الموازنة في 2023 سيبلغ 2.3% من الناتج الإجمالي المحلي و3.5% في 2024، مقابل تحقيق فائض 2022 في حال بقي الصراع مقصورا على قطاع غزة ولم يمتد لجبهات أخرى.

وخلال الجائحة أنفقت إسرائيل نحو 200 مليار شيكل (50 مليار دولار) على إجراءات مواجهة تداعياتها.

وأمس صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن الميزانية الحالية لإسرائيل “لم تعد مناسبة” بسبب حرب غزة وسيجري تعديلها. وأضاف أنه لم يقيم بعد التكاليف غير المباشرة على الاقتصاد الذي دخل حالة شلل جزئي بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، وقدر التكلفة المباشرة للحرب بمليار شيكل (250 مليون دولار) يوميا.

ووصف سموتريتش خفض ستاندرد آند بورز للتوقعات إلى “سلبية” من “مستقرة” بأنه “مثير للقلق”، لكنه قال إنه لا يتوقع أن يحدث عجز كبير في إسرائيل برغم الأزمة.

وبموجب قانون الموازنة العامة في إسرائيل، فإن قيمة موازنة الدولة في 2023 تبلغ 484 مليار شيكل (132 مليار دولار)، و514 مليار شيكل (140 مليار دولار) لعام 2024.

أونروا: التاريخ سيحاكمنا
إستنكر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة على خلفية القصف الإسرائيلي المستمر منذ 20 يوما، وخاطب العالم قائلا: “التاريخ سيحاكمنا جميعا ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة”.

وقال لازاريني في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية إنه منذ أكثر من أسبوعين تخرج من غزة صور لا تطاق، تكشف عن مأساة إنسانية، وسوف يتساءل التاريخ لماذا لم تكن لدى العالم الشجاعة للتصرف بشكل حاسم، ووقف هذا الجحيم على الأرض.

وأضاف أن النساء والأطفال وكبار السن يقتلون، والمستشفيات والمدارس تقصف، لم يسلم أحد، ولا يوجد مكان آمن في غزة. واعتبر أن قطاع غزة تحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم على خلفية الحصار المفروض عليه منذ نحو 17 عاما، إلى مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار والحرمان.

وفي السياق، أدان مفوض الأونروا تحذيرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان غزة، مشيرا إلى أن الجيش يطالب الفلسطينيين بالانتقال إلى جنوب القطاع، ومع ذلك تستمر الغارات في الجنوب. وأوضح أن أونروا فقدت 35 من موظفيها، لافتا إلى أن العديد من موظفي الوكالة الأممية قتلوا أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.

معاناة النازحين
وعلى هذا النحو، كشف لازاريني أن منشآت أونروا في قطاع غزة لم تعد آمنة، وأكد تعرض 40 مبنى تابعا للأونروا في قطاع غزة بينها مدارس ومستودعات، لأضرار إثر الغارات الإسرائيلية.

وأشار إلى وجود نحو 600 ألف شخص في 150 منشأة تابعة للأونروا، نزحوا من مناطقهم ومنازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية، ويعيشون في ظروف غير صحية، في ظل محدودية توافر المياه النظيفة، وشح الطعام والأدوية. وشدد على أن هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لا يبرر الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في غزة.

المساعدات الإنسانية
وفيما يتعلق بدخول عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، انتقد لازاريني الترحيب المبالغ فيه بهذا الإنجاز، وقال إن هذه الشاحنات مثل تدفقا ضئيلا، وليست تدفقا لمساعدات يتطلبها وضع إنساني بهذا الحجم.

ووفقاً لمفوض الأونروا، كانت غزة تتلقى حوالي 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يوميا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز.

وحتى صباح اليوم، وصل العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح البري، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة 74 شاحنة.

نتنياهو وقادة جيشه منقسمون
ذكر تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة جيشه منقسمون “بشكل ضار” إزاء كيفية محاربة حركة حماس.

وكشفت المجلة أن زعيم حزب شاس اليهودي المتشدد أرييه درعي سرَّب معلومات، في اجتماع لأعضاء حزبه بعد زيارته المفاجئة الثلاثاء الماضي للجنود الإسرائيليين على الحدود مع قطاع غز، أن الجيش ليس مستعداً بعد للقتال هناك.

وذكر التقرير أن أدرعي لا يضطلع بدور رسمي في الحكومة، ولا يتمتع بأي خبرة عسكرية، وأن كل مؤهلاته أنه حليف سياسي مهم لنتنياهو. وقالت إيكونوميست إن الحرب هي ممارسة للسياسة بوسائل أخرى، مشيرة إلى أن الحرب التي تدور رحاها حاليا في إسرائيل أضحت مسيسة أكثر وأكثر.

وفي حين أظهرت استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين يدعمون بشكل واسع النطاق الهجوم البري على غزة، فإنها كشفت كذلك عن انخفاض التأييد لنتنياهو إلى حد كبير. فقد قال نحو 40% من الناخبين، الذين دعموا حزبه، الليكود، قبل أقل من عام، إنهم سيصوتون في المرة المقبلة لشخص آخر.

وفقاً للمجلة البريطانية، فإن نتنياهو يتعرض لضغوط متزايدة من قاعدته اليمينية المتشددة لكي يبرهن على استعداده للقضاء على حركة “حماس”. وأشارت إلى أن وكلاء رئيس الوزراء ظلوا يطلعون الصحفيين على أن الجيش ليس على أتم الاستعداد لبدء الحملة البرية، وأنه بدلا من تعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر من خلال غزو سريع، كما يقترح جنرالات إسرائيل، هناك حاجة إلى ضربات جوية أشد فتكا لتدمير شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس.

المرحلة المقبلة
إن الأحاديث كلها في إسرائيل تدور بشأن المرحلة المقبلة من القتال في غزة، وليس عما يليها، حسب قول إيكونوميست التي تضيف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفضل أن ترى السلطة الفلسطينية تعود وتسيطر على القطاع.

لكن أحد كبار المسؤولين يعترف بأنه لا توجد خطة في هذا الاتجاه، لافتة إلى أن نتنياهو قام بعزل غزة وإهمالها لأكثر من عقد من الزمان، اعتقادا منه أنه الأسلم ترك الأوضاع فيها تلتهب. غير أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري أثبت مدى الفشل الذريع لهذه السياسة.

وتختم المجلة تقريرها بتأكيد أن تسييس نتنياهو للحرب الآن، وإحجامه عن التخطيط للمستقبل، قد يكلف إسرائيل كثيرا.

Exit mobile version