Site icon PublicPresse

أكثر من 9000 شهيد في غزة والقسام تخوض معارك ضارية ضد الجيش الإسرائيلي (فيديو)

في اليوم الـ27 من الحرب على قطاع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء متفرقة من القطاع، بعد أن إرتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة ثانية في مخيم جباليا، ليرتفع عدد الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 9061 شهيداً. وإستهدفت الغارات الإسرائيلية اليوم الخميس مربعاً سكنياً يضم عدداً من المنازل في مخيم البريج وسط قطاع غزة أسفرت عن إستشهاد 15 فلسطينياً، ولا يزال العشرات مفقودين تحت الأنقاض. وقد تساقطت شظايا القصف وحطام المنازل على مدارس تؤوي نازحين في المخيم.

وإستهدف القصف الإسرائيلي الأبراج المحيطة بمستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وسط تأكيدات المواطنين باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض في قصف محيط مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمخيم الشاطئ غرب غزة سقط خلاله عشرات الشهداء والجرحى.

هجمات “القسام”
وعمقت الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلها داخل قطاع غزة، وسط إشتباكات عنيفة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً في صفوف الجيش الإسرائيلي وإصابة آخرين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إنها إستهدفت قوة إسرائيلية راجلة كانت تتحصن داخل مبنى في شمال بيت حانون وآليات أخرى متوغلة في شمال غرب غزة، كما أعلنت عن استهداف آلية وجرافة إسرائيليتين في محور جنوب غزة بقذيفتي الياسين 105، كما أكدت قصفها تجمعا للجنود الإسرائيليين شرق حي الزيتون بقذائف الهاون.

وأضافت أنها دمرت مساء اليوم الخميس “دبابة إسرائيلية في محور شمال غرب غزة وأجهزت على 3 جنود بالقرب منها”، وأكدت أن عناصرها “يخوضون إشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة مع قوات الاحتلال المتوغلة في شمال غرب غزة”، كما قصفت بئر السبع برشقة صاروخية ردا على المجازر في حق المدنيين.

وبثت “القسام” مقطع فيديو لإستهداف مقاتليها دبابات إسرائيلية من المسافة صفر في حي الزيتون بقطاع غزة. وظهر في المقطع أحد مقاتلي القسام وهو يتجه مباشرة نحو دبابة إسرائيلية ليلصق بها عبوة ناسفة ويبتعد مسرعا قبل أن تنفجر. كما أظهر الفيديو أحد المقاتلين وهو يخرج من فوهة نفق ليستهدف دبابة بقذيفة محمولة على الكتف على بُعد أمتار.

من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن عناصرها يخوضون حالياً “إشتباكات ضارية مع قوات الإحتلال المتوغلة في منطقة أبو أبسل شرق الفخاري في خان يونس”.

“تطويق مدينة غزة”
من جهته، قال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الخميس إن القوات الإسرائيلية طوقت مدينة غزة بعد 6 أيام على بدء توغله البري في القطاع، قائلاً إن “مفهوم وقف إطلاق النار ليس مطروحاً على الطاولة حالياً على الإطلاق” في اليوم الـ27 للحرب.

وفي محور شمال غزة عمقت القوات الإسرائيلية توغلها جنوباً بشكل محدود وصولاً إلى منطقة مسجد الخالدي على شارع الرشيد المحاذي لشاطئ البحر، وإلى شمال منطقة أبراج المقوسي على امتداد شارع النصر، أي أنها دخلت حدود مدينة غزة من جهة الشمال.

وفي محور الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية قصف منطقة حي الزيتون وتل الهوى بشكل كثيف بالأحزمة النارية من الطائرات والقذائف المدفعية منذ يومين بالتزامن مع توسيع توغلها هناك بشكل محدود وصولا إلى المنطقة المحاذية من جهة الجنوب لموقع قريش العسكري التابع لحركة حماس.

ونفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة صحة ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن أنه ضرب آلاف الأهداف العسكرية في القطاع. وقال المكتب إن “الإحتلال يدعي قصف 12 ألف هدف عسكري داخل غزة، والواقع أن أهدافه هي الأحياء السكنية ومنازل المواطنين، إضافة إلى النساء والأطفال وتجمعات المواطنين أمام المخابز وفي المستشفيات والكنائس”. وتابع “نتحدى أن يفصح الاحتلال أمام العالم عن طبيعة هذه الأهداف العسكرية التي يدعيها، لأنها ستكون دليل كذبه وزيفه”.

وفي ما يبدو أنها خطة لتوسيع عمليات التوغل من الشمال الغربي باتجاه الجنوب، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بالإخلاء الفوري إلى جنوب القطاع، جاء ذلك في منشورات ورقية ألقتها الطائرات الإسرائيلية على المخيم. وسبق أن طالب الجيش الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة بالتوجه إلى جنوب وادي غزة وترك مناطق شماله التي تشمل أيضا مدينة غزة.

تخبط إسرائيلي
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وصفه بالكبير في المعارك الدائرة في شمالي قطاع غزة، إضافة إلى إصابة 4 جنود بجروح خطيرة.

وكان الجيش الإسرائيلي أفاد صباح الخميس بمقتل جندي آخر خلال المعارك الجارية شمالي القطاع، معلناً أن عدد الجنود والضباط الذين قتلوا منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إرتفع إلى 334 قتيلاً.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في آخر تصريحاته الخميس، إن الجيش الإسرائيلي يقترب من مشارف مدينة غزة، وإنه تعرض لخسائر مؤلمة في حربه مع الفصائل الفلسطينية. وتابع “حققنا نجاحات مبهرة للغاية ونحرز تقدما ولا شيء سيوقفنا، سنواصل هذه الحرب حتى تحقيق الانتصار وسنهزم العدو في الميدان وسننتصر في الحرب الاقتصادية”.

من جانبه، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن الجيش الإسرائيلي “يخوض في غزة حرباً مع عدو قاس لها ثمن مؤلم وباهظ”.

أبو عبيدة
وفي كلمة صوتية، قال أبو عبيدة المتحدث بإسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” إن “المقاومة دمرت ما قوامه كتيبة دبابات وأكثر وقتلت وأصابت عدداً من جنود الإحتلال”، وإن أعداد القتلى “أكبر بكثير مما تعلنه قيادة العدو”. متوعداً بجعل غزة “لعنة التاريخ” على هذا الكيان.

وقال “إن القيادة الإسرائيلية تكذب على جمهورها بشأن أعداد القتلى من الجنود في قطاع غزة وفي سير المعارك”. وخاطب الإسرائيليين قائلاً “ترقبوا المزيد من جنودكم عائدين في أكياس سوداء”.

وأضاف أن “قيادتكم التي كذبت عليكم في حصانة فرقة غزة وكذبت عليكم في تقديراتها بأننا لن نقدم على مهاجمة قواتكم لسنوات طويلة، كذبت عليكم في ملف الأسرى وقتلت أبناءكم بالطائرات داخل غزة وقررت أن تعيد لكم العشرات منهم في توابيت”. كما أكد أن دبابة “النمر” التي تفاخر بها إسرائيل سقطت في أول اختبار أمام قذائف المقاومة.

وقدم أبو عبيدة، في كلمته، تفاصيل عن أداء المقاومة، وقال إنهم يشعرون بالعزة والفخر عندما تتفاخر قيادة العدو باختراق خطوط دفاعية للمقاومة هناك وهناك، و”في حقيقة الأمر تكون قد اخترقت شارعا أو زقاقا في غزة كانت أسقطت عليه أطنانا من المتفجرات أو دخلت في مناطق مفتوحة حرقتها بالطائرات ومع ذلك يخرج لها مقاتلونا من حيث لا تحتسب”.

ونوّه إلى أن المقاومة تواصل التصدي لقوات الاحتلال في محاور توغلها المختلفة في شمال غرب مدينة غزة وفي جنوبها وفي بيت حانون، مؤكدا أنها تنفذ هجمات ناجحة ضد آليات العدو وجنوده في عشرات نقاط الاشتباك وعلى طول محاور المناورات البرية الإسرائيلية.

مضادات وقذائف ومسيّرات
وفي سياق تعداده للنجاحات التي أحرزتها المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب المستعرة منذ 27 يوماً قال “إن المجاهدين تمكنوا خلال 48 ساعة الأخيرة من تدمير ما قوامه كتيبة دبابات للعدو وأكثر على طول محاور التقدم وقتل وإصابة عدد كبير من جنود الاحتلال”.

وأكد أن “مقاتلي المقاومة يواجهون قوات الاحتلال بمضادات الدروع والالتحام المباشر وإسقاط القذائف من المسيّرات على تجمعات العدو، والهجوم بمسيّرات انتحارية على مناطق التحشد للجنود والآليات”.

وواصل أبو عبيدة: “يقوم سلاح المدفعية بدك تجمعات العدو وآلياته بأعداد كبيرة من قذائف الهاون. وكشف أن قوات النخبة في كتائب القسام تناور بالالتفاف خلف خطوط العدو والإغارة على تجمعاته وآلياته ومهاجمته من النقطة صفر”.

وكان من أبرز عمليات المقاومة مساء اليوم هو الهجمة المضادة الكبيرة والمتزامنة في محور شمال غرب مدينة غزة، حيث “دمرت المقاومة خلالها 6 دبابات وناقلتي جند وجرافة وأوقعت خسائر فادحة في صفوف قوات العدو”.

وأكد أبو عبيدة أن “خيارات المقاومة الدفاعية متعددة وخطوط الدفاع ستظل تفاجئ العدو في كل خطوة يتقدمها”، متوعداً بتدفيع “جنود الإحتلال ثمناً باهظاً”. وقال “نحن نقاتل على أرضنا ونقاتل بسمائها وترابها ومائها وهوائها وسنجعل غزة كما كانت لعنة التاريخ على هذا الكيان”.

كما أعرب عن ألمه لفقدان وإستشهاد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ذلك سيزيد المقاومة “بأساً وعنفواناً لتدفيع العدو الثمن الباهظ”.

Exit mobile version