PublicPresse

السعودية تعلن إستثمارات وتمويلات لأفريقيا بـ41 مليار دولار (فيديو وصور)

شددت القمة السعودية – الأفريقية التي إنعقدت في الرياض على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وذكر البيان الصادر في ختام أعمال القمة، الجمعة، أن المشاركين أكدوا ضرورة تمكين المنظمات الأممية من أداء عملها في قطاع غزة. كذلك أكدوا على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.

وشددوا على ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة خاصةً وكالة “الأونروا” ودعم جهودها في هذا الشأن.

إنهاء السبب الحقيقي للنزاع
وأشار البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية ويحمل اسم “إعلان الرياض”، إلى ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في “الاحتلال الإسرائيلي”، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لمبدأ حل الدولتين.

كما أكد القادة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الدول وفقاً للقانون الدولي.

تعزيز التعاون وتنسيق الجهود
وبحثوا أيضاً سبل تعزيز التعاون وتنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة، ويسهم في تحقيق الأمن والسلم في العالم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع وقوع الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم.

كذلك أكد البيان أن القمة السعودية الإفريقية منعطف تاريخي بمسار العلاقات المشتركة، وتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية بالمجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وأضاف أن المملكة تؤكد على دور دول إفريقيا ودعم انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة الـ 20.

وتحت عنوان “شراكة مثمرة”، إستضافت الرياض اليوم القمة السعودية – الإفريقية الأولى، لتؤسس لتعاون استراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات، الاقتصادية والسياسية والثقافية والسياحية.

وفي ختام القمة، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إعتماد مشروع “إعلان الرياض خريطة الطريق للعلاقات السعودية – الإفريقية.

وقف الحرب في غزة
وفي إفتتاح القمة، دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى وقف الحرب في غزة، وقال “ندين ما يشهده قطاع غزة من إعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني”. وأضاف “نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري”.

وأعلن بن سلمان إطلاق مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الإنمائية في إفريقيا، والتي تشمل تدشين مشروعات وبرامج إنمائية في دول القارة بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وبيّن أن السعودية قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية، وبلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة منها، مؤكداً عزم المملكة على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع القارة، وتنمية مجالات التجارة والتكامل.

وأعرب ولي العهد عن التطلع إلى ضخ استثمارات سعودية في مختلف القطاعات بما يزيد على 25 مليار دولار، وتموين وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات، وتقديم 5 مليارات دولار تمويلاً تنموياً إضافياً لأفريقيا حتى 2030، فضلاً عن زيادة عدد سفارات المملكة بالقارة إلى أكثر من 40 سفارة.

ولفت إلى أن السعودية كانت من أوائل الدول التي قدمت دعمها المعلن لحصول الإتحاد الأفريقي على عضوية دائمة في مجموعة العشرين، إيماناً منها بدور القارة، مشيراً إلى حرص المملكة على دعم الحلول المبتكرة لمعالجة الديون الأفريقية، حيث سعت خلال ترؤسها مجموعة العشرين عام 2020 إلى إطلاق مبادرات تعليق مدفوعات خدمة الدين خلال الجائحة للدول منخفضة الدخل، ومبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون وإعادة هيكلتها في العديد من الدول الأفريقية.

وأكد بن سلمان، دعم السعودية التنمية المستدامة، وحق الدول في تنمية مواردها وقدراتها الذاتية، مجدداً التزام بلاده بأمن إمدادات الطاقة واستدامتها، والاستفادة من جميع مصادر الطاقة، وتطوير تقنيات وحلول وأنظمة الوقود النظيف، وتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون إنسان أفريقي.

ورحّب باستئناف مباحثات جدة بين ممثلي طرفي الأزمة السودانية، معرباً عن أمله في أن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدراته.

ودان بن سلمان ما يشهده قطاع غزة من إعتداء عسكري واستهداف للمدنيين وإستمرار إنتهاكات سلطة الإحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني، مشدداً على ضرورة وقف الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام.

ونوّه بأن السعودية “تهدف لاستضافة معرض (إكسبو 2030) في الرياض، وتقديم نسخة استثنائية تاريخية غير مسبوقة في التاريخ تسهم في استشراف مستقبل أفضل للبشرية»، متابعاً: «نتطلع إلى مشاركتكم مع السعودية في إبراز الدور المهم لأفريقيا، وما تتمتع به من موارد بشرية وطبيعية وفرص نمو وإمكانيات مستقبلية”.

وأعرب عن ثقته في أن هذه القمة ستحقق ما نصبو إليه جميعاً من نقلة نوعية في مجالات التعاون والشراكة بين السعودية والدول الأفريقية.

علاقات تاريخية
يعود تاريخ العلاقات السعودية الإفريقية لعقود طويلة، تنوعت فيها صور الروابط والتلاقي في جوانب مختلفة، مليئة بالمواقف المشهودة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

وتوثيقًا للعلاقات بين المملكة مع دول القارة الإفريقية نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، تأسست 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق و7 مجالس أعمال، إضافة إلى إبرام أكثر من 250 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

وتأتي القمة بعد يوم من إنعقاد “المؤتمر السعودي العربي الأفريقي”، والذي أعلن خلاله وزير المالية السعودية محمد الجدعان عن توقيع “الصندوق السعودي للتنمية” مشروعات تنموية مع دول أفريقية بملياري ريال.

وأمس أيضاً، أعلنت مجموعة التنسيق العربية عن مبادرتها بتخصيص 50 مليار دولار حتى 2030، للمساعدة على بناء بنى تحتية في إفريقيا.

ويبرز اهتمام المملكة البالغ بمستقبل القارة الإفريقية ودولها وشعوبها، من خلال مشاركة ولي العهد في قمة مواجهة تحدي نقص تمويل إفريقيا التي اُقيمت في باريس 2021.

وللمملكة والدول الإفريقية علاقات اقتصادية بلغ حجم تبادلها التجاري للعام 2023، حوالي 74.7 مليار ريال، مثلت الصادرات منها حوالي 53 مليار ريال، وشملت (منتجات معدنية، لدائن ومصنوعاتها، أسمدة، منتجات كيماوية عضوية، منتجات كيماوية غير عضوية) فيما بلغت الواردات 21,7 مليار ريال. وشملت (منتجات معدنية، نحاس ومصنوعاته، حيوانات حية، فواكه، بن وشاي وبهارات وتوابل).

ونظرًا لاهتمام المملكة الخاص بالقارة الإفريقية، بلغ إجمالي استثماراتها فيها خلال الأعوام العشر الأخيرة 49.5 مليار ريال، ووصل عدد الشركات السعودية العاملة هناك 47 شركة تعمل في مجالات (الطاقة المتجددة، والمأكولات والمشروبات، وخدمات الأعمال، والخدمات المالية، والمنتجات الاستهلاكية).

ودعمًا للدول الإفريقية، أسهمت جهود رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين عام 2020م في إطلاق: مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين، ومبادرة إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، حيث وفرت المبادرتان سيولة عاجلة لـ73 دولة من الدول الأشد فقراً من ضمنها 38 دولة أفريقية حصلت على أكثر من 5 مليارات دولار.

وانطلاقًا من دور المملكة الفاعل في الإسهام لتحقيق الاستدامة التنموية الشاملة، شكل دعم الصندوق السعودي للتنمية، لقارة إفريقيا، حوالي 57.06 بالمئة من إجمالي نشاطه الإنمائي حول العالم، حيث قدّم منذ مزاولة نشاطه الإنمائي دعمه إلى 46 دولة نامية في قارة إفريقيا؛ من خلال تمويل 413 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا، لدعم القطاعات الإنمائية عبر القروض التنموية الميسّرة بقيمة إجمالية تقدّر بحوالي 40.1 مليار ريال، بحسب وكالة أنباء السعودية.

وتمثلت القطاعات التنموية التي يموّلها الصندوق في مشروعاته وبرامجه الإنمائية في الدول المستفيدة: النقل والاتصالات ويشمل: (الطرق والموانئ البحرية والسكك الحديدية والمطارات)، البنية الاجتماعية ويشمل (التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والإسكان والتنمية الحضرية)، الزراعة، الطاقة، الصناعة والتعدين، بالإضافة إلى المنظمات الدولية.

Exit mobile version