Site icon PublicPresse

القمة العربية الإسلامية في الرياض: الرئيس الفلسطيني يتهم إسرائيل بشن “حرب إبادة” في غزة (فيديو)

إتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسرائيل بشن “حرب إبادة لا مثيل لها” في غزة، خلال كلمته أمام قمة الرياض العربية-الإسلامية، التي يشارك فيها نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في زيارة هي الأولى له إلى السعودية بعد أن أبرم البلدان إتفاق تقارب أنهى قطيعة سبع سنوات. وتستضيف المملكة قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مخصصة لبحث الوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف منذ ما يزيد عن شهر أدى لمقتل أكثر من 11 ألف شخص حسب وزارة الصحة في غزة.

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت خلال كلمته أمام قمة الرياض العربية-الإسلامية المخصصة لبحث الوضع في غزة، الولايات المتحدة إلى تحمل مسئوليتها بوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الإحتلال، قائلا إن “الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها”.
وفي كلمته أمام القمة، قال عباس إن “الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها”. ودعا الولايات المتحدة إلى “أن تتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسي ونطالبها بوقف العدوان الإسرائيلي والعمل على إنهاء الاحتلال”. وأضاف عباس بأن الفلسطينيين بحاجة إلى حماية دولية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.

من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت إلى الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة بلا قيد أو شرط. وأضاف في كلمة خلال القمة المشتركة غير عادية في الرياض أن سياسات العقاب الجماعي لسكان غزة غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس أو أي أسباب أخرى وأنه لابد من وقفها على الفور.

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت إنه يتعين عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أردوغان في كلمته أمام قمة الرياض: “ما نحتاجه في غزة ليس توقف القتال لبضع ساعات بل نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وفي ظل مساع عربية لوقف التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل، تستضيف الرياض قمة غير عادية حول القطاع الفلسطيني المحاصر. وكان من المقرر أن تستضيف السعودية قمتين غير عاديتين، هما قمة منظمة التعاون الإسلامي وقمة جامعة الدول العربية.

بن سلمان: إسرائيل تتحمل مسؤولية “الجرائم”
في السياق، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن القمة تأتي “استجابة للظروف الإستثنائية التي تشهدها غزة”. وأضافت: “يأتي ذلك إستشعاراً من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة”. وذكر البيان أن هذا القرار اتخذ بعد تشاور المملكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وفي كلمته أمام القمة، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السبت إن إسرائيل تتحمل مسؤولية “الجرائم” المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ودعا إلى إنهاء الحصار على قطاع غزة. كما دعا ولي العهد خلال القمة الإسلامية العربية المشتركة الاستثنائية في الرياض إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية وإطلاق سراح المحتجزين.

والجمعة، دعا بن سلمان إلى وقف الحرب في غزة، وهو موقف انعكس صداه لاحقا في إعلان صدر بعد قمة مع زعماء أفارقة في الرياض. وقال خلال القمة الأفريقية السعودية التي أقيمت الجمعة في الرياض: “ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين وإستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني”.

الأسد
بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمته خلال القمة، أنّ “السلام الفاشل نتيجته الوحيدة أن الكيان الإسرائيلي ازداد عدوانية، والوضع الفلسطيني ازداد بؤساً”.

وأشار الأسد إلى أنّه “لا يمكن عزل الإجرام المستمر عن طريقة تعاطينا كدول عربية وإسلامية مع الأحداث المتكررة بصورة مجتزأة تجاه القضية الفلسطينية”، مؤكداً أنّ “مزيداً من الوداعة العربية يساوي مزيداً من الشراسة الصهيونية والمجازر بحقنا”.

وبشأن المقاومة الفلسطينية، قال الأسد إنّ “ما فرضته المقاومة الباسلة من واقع جديد في منطقتنا جعلنا نمتلك الأدوات السياسية التي تمكننا من تغيير المعادلات”.

أمير قطر
وفي كلمته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حد لهذه الحرب العدوانية” مضيفا “لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ”.

وتساءل “من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علنا في القرن الـ21؟ وإلى متى يظل المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟”، وقال أيضا “النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات” مضيفا “موقفنا ثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة”.

إردوغان
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، وقال إن على مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية النظر في تلك الجرائم.

وقال إردوغان إن الكلمات تعجز عن وصف ما يجري في غزة من استهداف للمدنيين والمستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي، متهما إسرائيل بمحاولة الانتقام، لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بقتل الأبرياء والأطفال والنساء.

وأضاف “غزة التي حرمت من المساعدات الإنسانية تشبه جهنم، ويجب أن نبذل جهودا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها. رأينا أمهات يحضن أطفالهن وقد فارقن الحياة وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام. 73% ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال، وحالة الجنون هذه لا يمكن تفهمها.”

وانتقد الرئيس التركي الموقف الغربي حيال الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن الدول الغربية لم تدعُ حتى لوقف إطلاق النار، وأكد أن “من يسكت على الظلم هو شريك فيه”. وقال أيضا إن الولايات المتحدة والغرب يدّعيان حقوق الإنسان، لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات إسرائيل. ودعا إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون توقف، وإيصال الوقود إلى المستشفيات في هذا القطاع المحاصر.

الزيارة الأولى للرئيس الإيراني
وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، كلمة في القمة أكد فيها أنّ “كل مشاكلنا تُحَلّ بالوحدة، ونريد أن نتخذ قراراً تاريخياً وحاسماً بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية”.

كما أكّد الرئيس الايراني أنّ “الولايات المتحدة هي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب، وهي التي تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة، وهي دخلت الحرب إلى جانب اسرائيل، وتفتح لها المجال للبطش بسكان غزة، وترسل إليها شحنات الأسلحة”.

وطالب رئيسي بوقف القصف الإسرائيلي للمدنيين والمستشفيات في غزة، ورفع شامل للحصار عن القطاع، وفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط. وأكد وجوب تسليح الدول الإسلامية للشعب الفلسطيني لمواجهة الكيان الصهيوني، وأهمية مقاطعة التجارة مع “إسرائيل”.

وكان رئيسي قد وصل السبت إلى السعودية للمشاركة بالقمة، في أول زيارة له إلى المملكة منذ أن توصل البلدان في مارس/آذار إلى إتفاق تقارب أنهى قطيعة سبع سنوات.

وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض قال رئيسي إن “آلة الحرب في غزة تعود للولايات المتحدة”. وتابع أن “الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب”.

وأظهرت مشاهد بثتها قناة “الإخبارية” الرسمية رئيسي يحيي مسؤولين سعوديين بعد نزوله من الطائرة واضعا كوفية فلسطينية. وهذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني للمملكة الخليجية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي في أغسطس/آب 2012.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران عام 2016 بعد هجوم شنه متظاهرون إيرانيون على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. لكن البلدين اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تم التوصل إليه بوساطة صينية في 10 مارس/آذار. ومنذ يونيو/حزيران أعاد البلدان بالفعل فتح سفارتيهما وتبادلا السفراء.

ودعمت إيران والسعودية لسنوات معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان. إلا أن حدة التوتر تراجعت كثيرا بين البلدين منذ الإعلان عن تطبيع علاقاتهما. لكن دعم إيران لحركة حماس وحزب الله والحوثيين يضعها في قلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.

وقالت كيم غطاس، مؤلفة كتاب عن الخصومة الإيرانية-السعودية، أمام حلقة نقاش نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأسبوع الماضي، إن “السعوديين يأملون في أن يمنحهم عدم تطبيعهم العلاقات (مع إسرائيل) بعد، ووجود قناة تواصل مع الإيرانيين، بعض الحماية”. وتابعت: “أظن أن الإيرانيين يأملون في أن يوفّر لهم تواصلهم مع السعوديين والحفاظ على تلك القناة، بعض الحماية أيضا”.

إظهار “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية”
وأدى تفجر الحرب الجديدة في غزة إلى إشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق “صواريخ بالستية” على جنوب إسرائيل.

وتهدف الجامعة العربية إلى إظهار “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه”، حسبما قال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي الخميس.

لكن حركة الجهاد الإسلامية المسلحة الفلسطينية قالت إنها “لا تتوقع شيئا” من الاجتماع، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الاجتماع الطارئ. وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحفي في بيروت: “نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها في سنوات طويلة”. وتابع “عندما يعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوما، فهذا ينبهنا بمخرجات هذه المؤتمر. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية”.

وترفض الدولة العبرية وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف يتوقع أن يكون موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.

وأدت حملة القصف العنيف والعملية البرية الإسرائيلية رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.

Exit mobile version