Site icon PublicPresse

إسرائيل في “عمق” مدينة غزة.. و”حماس”: نسيطر على الوضع

نداء الوطن –
إستمرّ القتال العنيف بين الوحدات الإسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين في اليوم الـ39 للحرب أمس، حتّى أن الإشتباكات توسعت في مدينة غزة مع تقدّم الجيش الإسرائيلي إلى عمقها، حيث أعلن السيطرة على مراكز قيادية لـ”حماس”، التي أكدت من ناحيتها أنها تُلحق ضربات موجعة بمدرعات إسرائيل وجنودها، فيما قد تُبصر “صفقة رهائن” النور في أي لحظة.

ووصلت الوحدات الإسرائيلية إلى “ميدان فلسطين” في وسط المدينة، وتوغلت في مناطق مختلفة في محافظة غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده إستولوا على مراكز السيطرة المركزية ورموز الحكم لـ”حماس” في المدينة، متحدثاً عن العثور “على ما يزيد على 160 فتحة أنفاق”، ومهاجمة “نحو 2800 بنية تحتية إرهابية”، وتصفية “قرابة 1000 من عناصر وقادة منظمة “حماس” الإرهابية”.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى “تحقيق السيطرة العملياتية على مخيّم الشاطئ”. ومع مضي الجيش في الحرب، خرج المزيد من المستشفيات من الخدمة. ويُحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء، مدّعياً أنّ مركز قيادة “القسام” يقع تحته، ومستشفيات الرنتيسي والعيون والنصر والصحة النفسية والقدس، فيما أكد المتحدّث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن حركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” لديهما “مركز قيادة ومراقبة إنطلاقاً من مستشفى الشفاء”.

وأوضح كيربي أمام الصحافيين أن الولايات المتحدة تأكدت من هذا الأمر إستناداً إلى مصادرها الاستخباراتية الخاصة، لافتاً أيضاً إلى أن موقع المستشفى يُستخدم لتخزين الأسلحة. بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تؤيّد إخلاء مستشفيات غزة من المرضى عبر “طرف ثالث مستقلّ”، وسط تحذيرات منظمات دولية من خطورة الوضع داخل المستشفيات التي باتت محاصرة بالدبابات الإسرائيلية.

في المقابل، أعلنت “القسام” أن مقاتليها قضوا على “9 من جنود الإحتلال، بينهم 7 قُتلوا “من مسافة صفر” شمال مدينة غزة”، وجنديان “من مسافة صفر” في بيت حانون، مشيرةً في سلسلة بيانات إلى أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، ودمّرت دبابات وآليات وناقلات جنود، واستهدفت تجمّعات للجيش الإسرائيلي بمضادات مختلفة للدروع والأشخاص.

وفي السياق، أكد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان خلال مؤتمر صحافي في بيروت أن مقاتلي الحركة يُسيطرون على وضع العمليات القتالية في غزة، لافتاً إلى أن خسائر الجيش الإسرائيلي تجاوزت 180 دبابة وآلية عسكرية، مع سقوط مئات الجنود والضباط خلال أسبوعين فقط، بينما إعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 46 من ضباطه وجنوده فقط منذ إنطلاق الهجوم البري.

ورأى حمدان أن هدف إسرائيل من إستهداف المستشفيات والبنى التحتية في القطاع وحرمان الشعب الفلسطيني من مستلزمات الحياة، هو “دفعهم إلى الهجرة قسراً، في تكرار لمشاهد نكبة العام 1948″، مشيراً إلى تصريحات وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في شأن “هجرة عرب غزة” إلى دول العالم، والتي اعتبرها “مخطّطاً يعملون عليه، وهو صناعة نكبة جديدة، ولكن هذه المرّة على الهواء مباشرة وتحت سمع وبصر ما يُسمّى العالم المتحضّر”.

وبعدما إعتبر سموتريتش أن “الهجرة الطوعية واستيعاب دول العالم سكان غزة العرب، حلّ إنساني من شأنه أن يضع حدّاً لمعاناة اليهود والعرب على حدّ سواء”، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحاته هذه، معتبرةً ذلك “إستخفافاً” بالمواقف الدولية الرافضة لهذا التحرّك وجزءاً من “خطّة إستعمارية عنصرية”. وإضافةً إلى معاناة سكّان غزة، يستمرّ النزيف الذي يُهدّد بـ”الإنفجار الكبير” في الضفة الغربية، حيث قُتل 8 فلسطينيين خلال إشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم ومخيّمها أمس.

تزامناً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية أسقطت صاروخاً في منطقة خليج العقبة قبل وصوله إلى إسرائيل، وذلك بعدما إنطلقت صفارات الإنذار في مدينة إيلات على البحر الأحمر، في حين ذكرت “هيئة البث الإسرائيلية” أن الدفاعات الجوّية اعترضت صاروخ أرض – أرض أطلقه المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران. وفي وقت سابق، توعّد زعيم الحوثيين عبد الملك بدرالدين الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية التي قد تمرّ في البحر الأحمر، مجدّداً التأكيد أن إطلاق الصواريخ والمسيّرات على جنوب إسرائيل “سيستمرّ”.

في غضون ذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي سعي المملكة من خلال “القمة العربية – الإسلامية غير العادية”، لمواصلة “جهودها في تعزيز العمل المشترك وتنسيقه، لوقف الحرب الشعواء في غزة وفكّ الحصار عنها، وتحميل سلطات الإحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة”، مجدّداً التأكيد على “مناصرة القضية الفلسطينية، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وفي مقدّمها إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وفي سياق الضغوظ الغربية على “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سلسلة عقوبات جديدة على مسؤولين في الحركتَين. وهذه ثالث رزمة من العقوبات الأميركية على “حماس” منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأوّل.

وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أن هذه العقوبات تستهدف المسؤولين الرئيسيين في “حماس” والآليات التي تعتمدها إيران لدعم الحركتَين. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ “دعم إيران، خصوصاً عبر “الحرس الثوري” للجمهورية الإسلامية، يُتيح لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ممارسة أنشطة إرهابية، ولا سيّما عبر نقل أموال وتزويد أسلحة وتدريب عملاني”.

وبين الأفراد الذين إستهدفتهم العقوبات ممثل “الجهاد” في إيران ناصر أبو شريف، والقيادي في “الجهاد” أكرم العجوري، إضافةً إلى شركة نبيل شومان للصيرفة، التي مقرّها في لبنان والمتّهمة بإجراء تحويلات بين “حماس” وطهران، فيما تستهدف العقوبات البريطانية التي نُسّقت مع واشنطن، 4 قياديين كبار في “حماس” واثنين من المموّلين.

وبينما قدّرت “الخزانة الأميركية” الأصول العالمية لـ”حماس” بمئات ملايين الدولارات، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن “الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها، بمَن فيهم المملكة المتحدة، لمنع “حماس” من جمع أموال وإستخدامها لارتكاب فظائعها”.

وكان لافتاً بالأمس إعلان مشرّعين في مجلس الشيوخ الأميركي أنهم يعتزمون تقديم مشروع قانون مشترك بين الحزبَين الجمهوري والديموقراطي، يدعو الإدارة الأميركية إلى “الردّ بشكل مناسب” على أي إجراء من جانب إيران لتصعيد الحرب.

Exit mobile version