Site icon PublicPresse

في اليوم الأول بعد إنتهاء الهدنة.. أكثر من 700 شهيد وجريح بالقصف الإسرائيلي على غزة (فيديو)

في اليوم الـ56 من الحرب على غزة، إستأنف الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية على القطاع بعد إنتهاء هدنة دامت أسبوعاً دون أي أنباء عن تمديدها، وشنت طائراته المقاتلة غارات على أنحاء مختلفة من غزة.

وكان لافتاً أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مسجداً وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مما أدى إلى وقوع 9 إصابات بينها حالات خطيرة.

كتائب القسام ترد
من جهتها، إستأنفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصفها بالصواريخ، حيث شملت دائرة إستهدافها مستوطنات الغلاف وقاعدة رعيم مقر فرقة غزة العسكرية، وصولاً إلى أسدود وتل أبيب.

وأعلنت كتائب القسام عن خوضها مواجهات ضارية في بيت حانون وكذلك في شمال مدينة غزة خصوصاً في حي الشيخ رضوان وكذلك في جنوب مدينة غزة حيث قصفت تجمعات للجنود الإسرائيليين وآلياتهم بالأسلحة المناسبة.

كذلك، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإٍسلامي، قصف تجمع لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي كانت متمركزة في محور نتساريم بعدد من قذائف الهاون.

في المقابل، رصدت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة أحد سكان مدينة سديروت بجروح طفيفة إثر سقوط صاروخ، وإندلعت حريق بسيارة في إحدى بلدات غلاف غزة بعد دفعة صاروخية أطلقتها المقاومة من غزة.

أما الجيش الإسرائيلي فقد أعلن قصف مئتي هدف في قطاع غزة وأقر بسقوط إصابات بين جنوده جراء قصف بقذائف الهاون على مستوطنة نيريم. وفي وقت سابق، أفادت مصادر إسرائيلية بإصابة 4 جنود في معارك شمالي غزة.

أكثر من 700 شهيد وجريح
وأعلنت وزارة الصحة في غزة سقوط 178 شهيد و589 جريح جراء الغارات الإسرائيلية منذ إنتهاء الهدنة صباح اليوم الجمعة.

وتضاف هذه الحصيلة إلى أكثر من 15 ألف شهيد في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية، جلهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 36 ألف جريح، بالإضافة إلى نحو 7 آلاف في عداد المفقودين.

واندلعت حرائق كبيرة في شمال قطاع غزة مساء اليوم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع. كما قصفت القوات الإسرائيلية محيط مدرسة أخرى تأوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى. وامتد القصف أيضاً إلى مربعات سكنية في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى. واستهدف قصف آخر إحدى سيارات الإسعاف أثناء محاولات إسعاف عدد من الناجين

وفي جنوب قطاع غزة، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مدينتي خان يونس ورفح. واستشهد 9 فلسطينيين على الأقل في غارة استهدفت منزلا بمخيم يبنا وسط رفح.

حماس تحمل إسرائيل مسؤولية إستئناف الحرب
وحمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية إستئناف الحرب والعدوان على قطاع غزة، بعد رفضها التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين.

وقالت حماس، في بيان، إن إسرائيل رفضت التعامل مع كل عروضها طوال الليل لاستمرار الهدنة لأن لديها قرارا مسبقا باستئناف العدوان، وأكدت الحركة أنها عرضت عليها تبادل الأسرى وكبار السن، وتسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، إضافة لتسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين.

وأشارت الحركة إلى أنها عرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم ليتمكن من المشاركة في مراسم دفنهم، إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين. ولكن إسرائيل رفضت التفاعل مع جميع هذه الاقتراحات، بسبب اتخاذها قرارًا مُسبقًا باستئناف “العدوان الإجرامي”.

كما حملت حماس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية إستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من خلال دعمها المطلق لها، ومنحها “الضوء الأخضر” عقب زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن لإسرائيل أمس وإعلانه عن نيّة إسرائيل استئناف العدوان، بموافقة أميركية على الخطط الجديدة، والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين والأطفال الأبرياء حتى اللحظة.

وفي ختام البيان، أكدت حماس أن الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام ستواجه العدوان على القطاع في كل الجبهات وتفشل أهدافه، وستستأنف عملياتها لكسر إرادة الجيش الإسرائيلي.

إستشهاد 73 صحفياً منذ بدء الحرب
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الجمعة، إستشهاد 3 صحفيين، مما يرفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 73 منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضاف المكتب أن الصحفيين الثلاثة هم المصور المتعاون مع وكالة الأناضول منتصر الصواف، والمصور الصحفي عبد الله درويش من قناة الأقصى الفضائية، والصحفي وأستاذ الإعلام أدهم حسونة.

واستشهد الصحفي بوكالة الأناضول التركية منتصر الصواف وشقيقه وعدد من أقربائه، بقصف إسرائيلي على حي الدرج جنوبي مدينة غزة، بعد أن بقي ينزف لنحو نصف ساعة دون أن تتمكن أي من سيارات الاسعاف من الوصول إليه، حتى نُقل بسيارة مدنية لمستشفى المعمداني، وهناك لم يستطع الأطباء التعامل مع إصابته كونها خطيرة؛ بسبب نقص الإمكانات الطبية، ما أدى لاستشهاده، وفق ما قاله أحد أقربائه.

كما استشهد مصور قناة الأقصى الفضائية المحلية عبد الله درويش إثر غارات إسرائيلية شمالي غزة.

واستشهد أيضا الصحفي الحاصل على درجة الدكتوراة بالإعلام أدهم حسونة وعدد من أفراد عائلته جراء استهداف القصف الإسرائيلي لمنزلهم.

تنديد أممي وغربي لعدم تمديد الهدنة
تواترت ردود الفعل الأممية والغربية اليوم الجمعة تنديداً بعدم تمديد الهدنة المؤقتة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل وحركة حماس.

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم انتهاء الهدنة بأنه “أمر كارثي” وحث جميع الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار. وحث في بيان “جميع الأطراف والدول التي لها تأثير على مضاعفة الجهود، على الفور، لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان”.

من جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، واصفة التقاعس عن ذلك بأنه “موافقة على قتل الأطفال”. وقال جيمس إلدر المتحدث باسم يونيسيف للصحفيين عبر الفيديو من غزة “يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار”. وأضاف أن “التقاعس في جوهره موافقة على قتل الأطفال”.

وفي وقت سابق، أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه لاستئناف القتال في قطاع غزة. ونشر على منصة “إكس” أنه يأسف وبشدة لعودة العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأضاف أن الانخراط في الأعمال القتالية تبرز أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وأضاف “يظل الأمل حاضرا في إمكانية تجديد الهدنة الإنسانية، التي اتُّفق عليها سابقا واستمرت لأيام عدة”.

سيء ومؤسف
وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28” المنعقد في دبي، طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا باستئناف الهدنة؛ معتبرة “انتهاءها خبرا سيئا للغاية ومؤسفا لأنه لا يقدم أي حل ويعقد تسوية كافة المسائل المطروحة”.

وقالت الوزيرة للصحفيين “نطالب باستئناف الهدنة، لا بد من ذلك، إنه لأمر ضروري للاستمرار في الإفراج عن الرهائن الذين يعيشون منذ 55 يوما في ظروف صعبة للغاية وكذلك لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والتمكن من توزيعها داخل قطاع غزة حيث يعاني السكان المدنيون”.

وأضافت أن استئناف الهدنة ضروري أيضا “لمواصلة التفكير في اليوم التالي، علينا أن نفعل ذلك الآن لاستعادة الأفق السياسي”. ودعت “لإعادة النقاشات الملموسة إلى الطاولة حول كيفية تعزيز السلطة الفلسطينية وتحقيق حل لدولتين تعيشان بسلام وأمان”، معتبرة أن “هذا هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، ونحن نعرفه وعلينا أن نواصل العمل عليه”.

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى على هامش مؤتمر المناخ صباح اليوم نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

ألمانيا ستبذل ما في وسعها
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بيان، أن بلادها ستبذل ما في وسعها من أجل استئناف الهدنة. وقالت “في هذه الدقائق، علينا عمل ما بوسعنا لاستمرار الهدنة، لا يمكن تحمل الآلام، هذه الأوجاع يجب أن تنتهي من أجل الجميع”.

يذكر أن الهدنة الإنسانية في القطاع دخلت حيز التنفيذ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لمدة 4 أيام، ومُدِّدت لـ3 أيام إضافية.

وجاءت الهدنة بعد إستمرار الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ردا على عملية “طوفان الأقصى”، وأسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، وهي حصيلة لا تزال غير نهائية.

وأسهمت الهدنة، التي تُوصّل إليها بوساطة قطر وبدعم من مصر والولايات المتحدة الأميركية، في تبادل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

Exit mobile version