PublicPresse

الحرب على غزة.. مئات الشهداء والجرحى وإسرائيل تعترف بمقتل قائد لواء (فيديو)

في اليوم الـ57 من الحرب على غزة، واصلت إسرائيل عدوانها لليوم الثاني بعد إنتهاء هدنة دامت أسبوعاً، وشنت طائراتها غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا أسفرت عن إستشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

بينما أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر إرتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفاً و207 شهداء، وإرتفاع عدد المصابين إلى 40 ألفاً و652 جراحهم متفاوتة.

ميدانياً، أعلنت كتائب القسام أنها تخوض إشتباكات في محاور عدة، وأنها وجّهت ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.

مجزرة في جباليا
سقط أكثر من 100 شهيد في قصف الطائرات الإسرائيلية منزلاً يؤوي عائلات ونازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد مصورة آثار القصف الإسرائيلي الذي إستهدف منزل عائلة عبيد في منطقة الفالوجة بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات، بالإضافة إلى مفقودين تتواصل عمليات البحث عنهم.

وقال مصدر طبي إن المنزل مكون من 6 طوابق، وقد إنتشل عدد كبير من الشهداء، ولا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض، موضحاُ أن عدد الأطفال في المنزل لا يقل عن 50، إضافة إلى أن عدد النساء لا يقل عن 30 امرأة من أصحاب المنزل وأقاربهم الذين لجؤوا إليهم.

وإستشهد عدد من الأشخاص معظمهم أطفال، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي إستهدف منزلاً شرق دير البلح وسط قطاع غزة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية والزوارق الحربية مناطق عدة في خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما إستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي 3 منازل و3 مساجد في المدينة في ساعات فجر اليوم الثاني بعد إنتهاء الهدنة.

وإستشهد العشرات في قصف إسرائيلي إستهدف مربعاً سكنياً في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. ورصد الصحفي إسماعيل الغول للجزيرة اللحظات الأولى بعد القصف ومحاولات الإنقاذ.

القسام تستهدف جنود وآليات
قالت كتائب القسام إنها إستهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين شمال مدينة غزة بقذائف “الياسين 105″، بعد إستهدافها جرافة إسرائيلية من نوع “دي 9” (D9) بقذيفة الياسين 105 في جحر الديك.

كما أفادت القسام بأنها إستهدفت “حشوداً للإحتلال في موقع كيسوفيم بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 مليمتراً”.

وأعلنت إستهدافها “قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى بمنطقة التوام وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح”، مشيرة إلى إستهدافها “غرفة قيادة وإستطلاع لقوات الإحتلال داخل مبنى شرق بيت حانون بـ4 قذائف مضادة للأفراد”.

مقتل قائد لواء
أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل العقيد إساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن جثته محتجزة بغزة.

كما أعلن إصابة جندي إسرائيلي بجروح وصفها ببالغة الخطورة في معارك شمال قطاع غزة.

مساعدات
دخلت، اليوم السبت إلى قطاع غزة، 55 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بالتزامن مع قصف عنيف يشنه جيش الاحتلال على مناطق واسعة بالقطاع أوقع أكثر من 200 شهيد.

 

‎وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني ‏استلام طواقمه 50 شاحنة مساعدات من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح اليوم. وقال في منشور على فيسبوك، “استلمت طواقمنا اليوم السبت 50 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، محملة بالمساعدات الإنسانية. تحتوي الشاحنات على غذاء وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية”.

وكانت إسرائيل أبلغت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مساء الجمعة منعها دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري “بدءا من الجمعة وحتى إشعار آخر”.

الموساد في قطر
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع أن فريقاً من الموساد الإسرائيلي موجود بالدوحة اليوم السبت لبحث إستئناف الهدنة في غزة مع الوسطاء القطريين.

وأضاف المصدر أن محادثات الموساد بوساطة قطر تركز على إحتمال إطلاق سراح فئات جديدة من الرهائن الإسرائيليين ومعايير هدنة جديدة.

ولاحقاً، أعلن “الموساد” الإسرائيلي اليوم أن فريق التفاوض الذي كان في قطر، قد تلقى أمراً بالعودة إلى إسرائيل، بعد أن وصلت المفاوضات مع حركة “حماس” حول تمديد الهدنة إلى “طريق مسدود”.

وقال بيان نادر صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيابة عن الموساد: “بسبب المأزق في المفاوضات، وبناء على تعليمات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمر رئيس الموساد ديفيد بارنيا فريق التفاوض في الدوحة بالعودة إلى الوطن”.

وأضاف البيان أن “حماس” “لم تف بالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي تضمن إطلاق سراح جميع النساء والأطفال المدرجين في القائمة المقدمة لحماس”.

وذكر البيان أن “رئيس الموساد يشكر رئيس وكالة المخابرات المركزية، ووزير المخابرات المصري، ورئيس وزراء قطر على شراكتهم وجهود الوساطة الهائلة التي أدت إلى إطلاق سراح 84 امرأة وطفل من ألمحتجزين في) غزة، بالإضافة إلى 24 مواطناً أجنبياً”.

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عودة فريق “الموساد” من قطر والاستئناف الكامل للقتال في غزة يعتبر بمثابة رسالة مفادها أنه “لن تكون هناك مفاوضات دون العودة الكاملة إلى الخطة المتفق عليها، أي إطلاق سراح النساء والأطفال”.

جهود لعودة الهدنة
وكانت “رويترز” وصحيفة وول ستريت جورنال نقلتا عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل منفتحة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، لكن مع إستمرار القتال.

وقال هذا المسؤول من واشنطن إن إسرائيل مستعدة لإعطاء فترات توقف إضافية ويمكن التفاوض بينما يتواصل القتال. وأضاف أن إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين يمثل “أولوية قصوى” لإسرائيل، وقال “تعلمنا دروسا من عملياتنا شمال غزة ونقوم بتطبيقها”.

كما قال المسؤول الإسرائيلي، حسب ما نقلت عنه “رويترز”، إن إسرائيل تعمل على خطة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في أي عملية جنوب غزة على حد زعمه.

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي، وصفته بالكبير، أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل “على خطة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في أي عملية جنوب غزة”.

بدورها نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن إسرائيل تعهدت بتنفيذ عملية عسكرية “أكثر إستهدافاً” بهدف ما وصف بالحد من سقوط ضحايا مدنيين والإضرار بالمباني والبنية التحتية الأخرى.

تمديد الهدنة
وفي هذا الشأن قالت قطر، التي لعبت دوراً محورياً بجهود الوساطة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي لغزة يعقد جهود الوساطة.

من جهتها، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين قولهم إن الوسطاء من مصر وقطر فشلوا في التوصل لانفراجة أمس الجمعة بشأن الهدنة في غزة، وقالوا إنه كان من المتوقع أن يواصل الوسطاء المحادثات اليوم لكنها تعثرت على خلفية تحديد مَن الذين ستفرج عنهم حركة حماس لاحقاً.

وقال المسؤولون، وفقا للصحيفة، إن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح النساء والأطفال المتبقين لديها، والحركة تعرض بدلاً من ذلك إطلاق سراح جثث المحتجزين القتلى والمسنين.

وتم تمديد الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني مرتين، وقالت إسرائيل إنها يمكن أن تستمر إذا أطلقت حماس سراح 10 محتجزين كل يوم، ولكن لم يتمكن الوسطاء من إيجاد صيغة للإفراج عن المزيد من المحتجزين ومن بينهم جنود إسرائيليون.

وقال مسؤول فلسطيني إن إنهيار الهدنة حدث بعدما طلبت إسرائيل أن تُطلق حماس سراح المجندات المحتجزات لدى حماس.

إبادة جماعية وتطهير عرقي
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بمؤتمر صحفي في كاليفورنيا “سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر في الجهود الرامية إلى العودة إلى التهدئة” ملقيا باللوم على حركة حماس.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن إسرائيل تعهدت بتنفيذ عملية عسكرية أكثر استهدافا بهدف الحد من سقوط ضحايا مدنيين والإضرار بالمباني والبنية التحتية الأخرى.

وقال المسؤول إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية بشأن المدة التي ستستمر فيها الحرب ولم يتلق إجابة واضحة.

وأوضح المسؤولون أن الضغوط الدولية قد تجبر إسرائيل على وقف عملياتها بحلول أوائل العام بخاصة إذا إستمرت الخسائر في صفوف المدنيين بمستويات عالية وهو جدول زمني لم تقبله إسرائيل.

واتهمت حماس واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشن “حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي” وقالت في بيان “اليوم تردد بكل وقاحة الأكاذيب الصهيونية التي تُحمل حماس مسؤولية استئناف الحرب وعدم تمديد التهدئة الإنسانية”.

في الأثناء، قال السناتور مارك وارنر الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لرويترز إنه ينبغي أن تمارس واشنطن ضغوطا على إسرائيل، وأضاف “علينا أن ندفع إسرائيل إلى إدراك أن هذا ليس صراعا عسكريا فحسب، بل إنه صراع على قلوب وعقول الناس في العالم والناس بالولايات المتحدة”.

ماكرون يحذر
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل اليوم السبت من أن هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس بشكل كامل قد يؤدي إلى حرب تستمر 10 سنوات، وأعلن أنه في طريقه إلى قطر سعياً لاستئناف الهدنة التي استمرت 7 أيام وانتهت صباح أمس.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر المناخ في دبي بالإمارات “ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات”. وحث تل أبيب على توضيح الهدف الذي وضعته والمتمثل في القضاء على حركة حماس، محذرا من حرب لا نهاية لها.

كما قال إن مواجهة ما سماه الإرهاب ليس عبارة عن قصف منهجي ومتواصل، وإن الرد على هجمات حماس ليس القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها. وتابع أن الأمن الدائم لإسرائيل لا يمكن ضمانه إذا أُرسي “على حساب أرواح الفلسطينيين، وبالتالي استياء كل الرأي العام في المنطقة”، داعيا إلى الاستجابة للتطلعات المشروعة للفلسطينيين، من خلال تحقيق حل الدولتين.

ودعا إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق كل المحتجزين لدى حركة حماس، وإيصال المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه متوجه إلى قطر، اليوم السبت، للمساعدة في إرساء هدنة جديدة تفضي إلى وقف إطلاق النار.

وتبنى الرئيس الفرنسي موقفاً مؤيداً للحرب الإسرائيلية على غزة، كما دعا إلى إرساء تحالف دولي ضد حركة حماس. ومنتصف الشهر الماضي إضطر ماكرون لتوضيح تصريحاته بشأن استهداف المدنيين في غزة، حيث نفى خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن يكون اتهم إسرائيل بتعمد إيذاء المدنيين.

Exit mobile version