Site icon PublicPresse

مؤتمر المناخ يتبنى إتفاقاً تاريخياً يدعو إلى “التحول” باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري (فيديو)

بعد تمديد أشغاله إثر خلافات حول “الإستغناء” عن الوقود الأحفوري، تبنى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الأربعاء، إتفاقاً تاريخياً تضمن إشارة إلى التحول عن الوقود الأحفوري بالكامل في العقد الحالي. لكنه لم يتحدث عن “الإستغناء” عن النفط والغاز والفحم، وهو ما طالبت به أكثر من مئة دولة. ورفضت السعودية والكويت والعراق أي إتفاق يمس بالنفط والغاز.

توصلت الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الأربعاء إلى اتفاق يدعو إلى “التحول” باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2050 بما يتماشى مع توصيات العلم.

وقال رئيس المؤتمر (كوب28) الإماراتي سلطان الجابر إنه قرار “تاريخي لتسريع العمل المناخي”. وأضاف “لدينا صيغة بشأن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للمرة الأولى”، ما أثار موجة تصفيق جديدة.

وتابع “يجب أن نكون فخورين بهذا الإنجاز التاريخي والإمارات العربية المتحدة، بلدي، فخورة بالدور الذي أدته للتوصل” إلى الاتفاق.

وتطرق مشروع الاتفاق الذي نشر بعد مناقشات استمرت طوال الليل، ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة، إلى جميع أنواع الوقود الأحفوري المسؤولة إلى حد كبير عن تغير المناخ، في القرار الذي تم اعتماده بالتوافق.

ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في دبي بعد مفاوضات شاقة لأسبوعين إلى توجيه رسالة قوية إلى المستثمرين وصناع السياسات مفادها أن العالم متحد الآن في الرغبة في التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، وهو أمر يقول العلماء إنه آخر أفضل أمل لدرء الكارثة المناخية.

وهذه الدعوة إلى تسريع العمل خلال العقد الحالي كانت مطلب الاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان الأخرى. لكن الإتفاق لا يتحدث عن “الإستغناء” عن النفط والغاز والفحم، وهو ما طالبت به أكثر من مئة دولة.

ووافقت نحو 200 دولة على هذا النص التوفيقي الذي جاء نتيجة مفاوضات شاقة وخاصة بين الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية الصغيرة والولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية.

ولهذا الغرض، عقدت جلسة عامة في التاسعة والنصف صباحا (05:30 ت غ)، في اليوم التالي للموعد المقرر لاختتام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين كوب28، برئاسة الإماراتي سلطان الجابر، رئيس شركة النفط الإماراتية “أدنوك”.

ترحيب بالإتفاق
تفاعلا مع الاتفاق، أكدت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه خلال تواجدها في المؤتمر المنعقد في دبي، أن “اتفاق كوب28 الذي تمّ تبنيه للتو هو انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية”.

وأضافت أن النص الذي استغرق التفاوض بشأنه ليالي طويلة، “يدعو للمرة الأولى إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تماشيًا مع هدف (حصر الإحترار المناخي بـ) 1,5 درجة مئوية”، الذي نصّ عليه اتفاق باريس المبرم عام 2015. وتابعت الوزيرة “هذه المرة الأولى التي تتفق فيها كافة الدولة على هذه النقطة”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قال من جهته عقب الاتفاق إن عصر الوقود الأحفوري “يجب أن ينتهي، من خلال تحقيق العدالة والإنصاف”.

وبعد أن عارضت مسودة الاتفاق الأولى، رحبت السعودية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، لكن مندوبها كرر موقف الدولة المنتجة للنفط بأن مواجهة تغير المناخ تتعلق بخفض الانبعاثات باستخدام جميع التقنيات.

وأشاد المندوب بنتائج المحادثات قائلا إنها “أظهرت مسارات مختلفة ستسمح لنا بتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية بما يتماشى مع خصائص كل دولة وفي سياق التنمية المستدامة”.

وأضاف “يجب علينا استغلال كل فرصة لخفض الانبعاثات بغض النظر عن مصدرها. ويجب علينا استخدام جميع التقنيات لتحقيق هذا الهدف”.

“إنقاذ المؤتمر”
وعمل سلطان الجابر على مدار الساعة لإنقاذ مؤتمر الأطراف الذي قال إنه يمثل “نقطة تحول” وسيتمكن من الحفاظ على الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس، التي تم اعتمادها قبل ثماني سنوات، وهو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1,5 درجة مئوية.

وأثارت المسودة الأولى المقترحة للاتفاق الاثنين احتجاجات لأنها لم تدعُ إلى “الاستغناء” عن مصادر الطاقة الملوثة التي يعدّ حرقها منذ القرن التاسع عشر مسؤولا إلى حد كبير عن الارتفاع الحالي في درجات الحرارة العالمية بمقدار 1,2 درجة مئوية.

مساء الثلاثاء، قال جون كيري، المبعوث الأمريكي للمناخ، وهو في طريقه إلى اجتماع آخر “إننا نحرز تقدماً”. وتحدث وزير المناخ الأسترالي كريس بوين عن إحراز “تقدم جيد”.

ضمان “أمن الطاقة”
وطالبت نحو 130 دولة بينها الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية والولايات المتحدة والبرازيل بصياغة نص طموح يرسل إشارة واضحة للبدء في مسار التخلي عن الوقود الأحفوري.

وحتى تاريخه، لم يسجل سوى هدف “خفض” استخدام الفحم في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو. ولم يتم التطرق مطلقًا إلى النفط أو الغاز.

ويعترف الاتفاق الجديد بدور “الطاقات الانتقالية”، في إشارة إلى الغاز، في ضمان “أمن الطاقة” في الدول النامية حيث ما زال نحو 800 مليون شخص محرومين من الكهرباء.

وتتضمن الدعوة إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة تحسين كفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وتسريع التكنولوجيات ذات انبعاثات “صفر كربون” أو “المنخفضة الكربون”، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجين المنخفض الكربون وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه وهي ما زالت غير ناضجة ولكن تحبّذها البلدان الغنية بالنفط حتى تتمكن من الاستمرار في إنتاجه.

ورفضت السعودية والكويت والعراق أي إتفاق يمس بالنفط والغاز. وندد وزير النفط الكويتي سعد البراك الثلاثاء خلال مؤتمر في الدوحة بـ “هجمة شرسة” يشنها الغرب.

وقالت بعض الدول المطالبة بالاستغناء عن النفط إنها مستعدة للتضحية بهذه العبارة في مقابل التزامات كبيرة تجاهها.

Exit mobile version