Site icon PublicPresse

أكثر من 100 قتيل بتفجيرين قرب مرقد قاسم سليماني بجنوب إيران (فيديو)

قُتل أكثر من 100 شخص في تفجيرين بمدينة كارمان، قرب مرقد اللواء الإيراني قاسم سليماني، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران الأربعاء، تزامناً مع إحياء الذكرى الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في العراق عام 2020. وأعلنت إيران حداداً وطنياً الخميس.

ووقع التفجيران قرب مسجد صاحب الزمان في محافظة كرمان بجنوب الجمهورية الإسلامية حيث يرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري. وأعلن التلفزيون الرسمي بداية عن سماع دوي إنفجار. وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون عن “سماع دوي إنفجار ثان” في المكان ذاته.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “عدد الشهداء إرتفع إلى 103 بعد وفاة أشخاص أصيبوا بجروح في التفجيرين الإرهابيين”. وكانت الحصيلة السابقة تفيد بمقتل 73 على الأقل. كما أشارت إلى أن عدد الجرحى بلغ 141 بعضهم “في حال حرجة”.

إلى ذلك، نقل التلفزيون الرسمي عن رحمن جلالي، نائب حاكم محافظة كرمان التي يتحدر منها سليماني، قوله إن التفجيرين “هجوم إرهابي”.

ولم تقدم السلطات الإيرانية بعد تفاصيل بشأن التفجيرين. إلا أن وكالة تسنيم نقلت عن مصادر مطلعة لم تسمّها، قولها إن “حقيبتين تحملان متفجرات إنفجرتا” على الطريق المؤدي إلى مسجد صاحب الزمان حيث المقبرة. وأضافت أن “منفذي… هذا الحادث قاموا على ما يبدو بالتفجير باستخدام جهاز تحكم عن بعد”.

وأظهرت اللقطات تواجد الآلاف على الطريق، قبل أن يُسمع من بعيد دوي إنفجار أثار هلعاً بين الحاضرين الذين بدأ كثيرون منهم بالركض للإبتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق. وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الإسعاف والمسعفين في المكان. ونقلت وكالة “إيسنا” عن محافظ كرمان سعيد تبريزي قوله إن الانفجارين وقعا بفارق عشر دقائق فقط.

وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني بضربة جوية أميركية فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 بعيد خروجه من مطار بغداد. وقضى معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

وكان سليماني في حينه قائداً لفيلق القدس المنفذ للعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز القادة العسكريين للجمهورية الإسلامية، وصاحب دور محوري في رسم استراتيجيتها في الشرق الأوسط على مدى أعوام طويلة.

“محور المقاومة”
ويعزى إلى سليماني الدور الأكبر في إرساء “محور المقاومة”، وهي التسمية التي تطلق على الأطراف الحليفة لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والحوثيين في اليمن، إضافة إلى بعض الفصائل العراقية.

وحظي سليماني بمكانة رفيعة لدى العديد من الإيرانيين وشارك الملايين منهم في تشييعه مطلع العام 2020 خلال مراسم تنقلت بين محافظات عدة وصولا إلى مواراته الثرى في مسقطه كرمان.

وينسب إلى سليماني دور كبير في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا خلال العقد المنصرم.

وأشاد به المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد أيام من مقتله بالقول: “قتلوا شخصاً كان القائد الأكثر قوّة في الحرب على الإرهاب (…) بعملية غادرة وجبانة وقد اعترفوا بها، فأي خزي وعار أكبر من ذلك لهم”.

وأثار قتل سليماني بأمر مباشر من الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب، توتراً حاداً بين واشنطن وطهران التي ردت على مقتله بقصف صاروخي طال قاعدة عسكرية في غرب العراق يتواجد فيها جنود أميركيون.

تفجير في سياق توتر إقليمي
ويأتي تفجير الأربعاء في خضم توتر إقليمي متصاعد على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. كما وقعا بعد أيام من إتهام طهران للدولة العبرية بقتل القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي جراء ضربة قرب دمشق حيث كان يؤدي مهام “استشارية” ضمن “محور المقاومة” في سوريا. كما جاء التفجيران غداة مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري جراء ضربة منسوبة إلى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وسبق لإيران أن شهدت حوادث وتفجيرات أدت الى مقتل العشرات، تبنت غالبيتها تنظيمات انفصالية أو جماعات تصنفها الجمهورية الإسلامية “إرهابية”.

ففي شباط/فبراير 2019، قتل 27 عنصراً من الحرس الثوري في تفجير إنتحاري استهدف حافلتهم في محافظة سيستان بلوشتان بجنوب شرق البلاد عند الحدود مع أفغانستان وباكستان.

وفي أيلول/سبتمبر 2018، قتل 24 شخصا على الأقل في هجوم استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران، اتهمت السلطات مجموعة مرتبطة بـ”انفصاليين تكفيريين” بالوقوف خلفه.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2010، تبنت مجموعة “جند الله” المتطرفة هجوماً إنتحارياً إستهدف مصلين يحيون ذكرى عاشوراء في جابهار (جنوب شرق)، ما أدى إلى وفاة 34 شخصا وإصابة عشرات.

وفي تموز/يوليو من العام نفسه، قتل 28 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 250 بجروح في إعتداء على مسجد للشيعة في زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان، أتى بعد أسابيع من إعدام زعيم “جند الله” عبد الملك ريغي شنقاً.

وتبنت المجموعة في تشرين الأول/أكتوبر 2009 هجوماً إنتحارياً أودى بـ42 شخصاً في مدينة بيشين قرب الحدود الباكستانية، إستهدف إجتماعاً ضم ضباطاً في الحرس الثوري وزعماء محليين لـ”تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة”.

Exit mobile version