Site icon PublicPresse

ضربات أميركية على سوريا والعراق.. تداعيات وتحذيرات من نتائج “وخيمة” (فيديو)

وجهت القوات الأميركية، مساء الجمعة، ضربات لمواقع قالت إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في سوريا والعراق، رداً على مقتل 3 جنود أميركيين في هجوم استهدف قاعدة عسكرية شمال شرقي الأردن، وسط تحذيرات من جر المنطقة إلى حرب. في حين، كان لتلك الغارات التي أسفرت عن سقوط نحو 40 قتيلاً تداعيات في المنطقة.

وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن الضربات نفذت بطائرات انطلقت من الولايات المتحدة ضمت قاذفات بعيدة المدى، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه. وأضافت أن المنشآت المستهدفة هي مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ ومسيّرات. وقال البيت الأبيض إن الضربات التي نفذت الجمعة استهدفت 3 منشآت في العراق و4 بسوريا، مؤكدا أن “الرد الأميركي بدأ الليلة (مساء الجمعة) ولن ينتهي الليلة”.

وبحسب المصادر الأمنية العراقية، إستهدف القصف الأميركي مخازن سلاح، ومقار تابعة للحشد الشعبي في منطقة دور السكك بالقائم في محافظة الأنبار، ومقر قيادة عمليات الأنبار للحشد، ومقر الطبابة، ومقرات أخرى في منطقة عكاشات المجاورة لقضاء القائم. وقال مصدر أمني عراقي إن 3 عسكريين ومدنيين اثنين قتلوا، وأصيب نحو 15 آخرين، كحصيلة أولية للقصف الأميركي.

وفي سوريا، استهدف القصف الأميركي مواقع بدير الزور، إذ قال التلفزيون السوري الرسمي إن الطيران الحربي الأميركي استهدف قرية عياش في الريف الغربي للمدينة. وفي مركز المحافظة، قالت مصادر محلية إن ضربات إستهدفت كلا من حويجة صقر وسط مدينة دير الزور ومطار دير الزور العسكري.

وفي ريف دير الزور الشرقي، إستهدف القصف الأميركي حي التمو في مدينة الميادين ومنطقة الشبلي وعين علي في محيطها. وفي بادية محافظة حمص وسط سوريا، استهدف الطيران محطة الضخ الثالثة في بادية مدينة تدمر.

أما عند الحدود السورية العراقية، فجاءت الضربات على حي الهجانة غربي مدينة البوكمال، وعلى قرية الهري في محيطها. وقالت مصادر محلية إن بعض المواقع المستهدفة تابعة لفصيلي “فاطميون وزينبيون” المدعومين من إيران.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل عدد من المدنيين والعسكريين، وإصابة آخرين، ووقوع أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، كما قالت دمشق إن الاحتلال الأميركي لأجزاء من سوريا “لا يمكن أن يستمر”.

وقالت الوزارة إن المنطقة التي استهدفها الهجوم الأميركي هي ذاتُها التي يحارب فيها الجيش السوري بقايا تنظيم الدولة. وأشارت إلى أن الهجوم الأميركي ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة القوات السورية وحلفائها في مجال محاربة ما وصفته بـ”الإرهاب”.

كما قال التلفزيون الرسمي السوري إن النيران اندلعت داخل قاعدة القوات الأميركية في حقل “كونيكو” للغاز شمال شرق دير الزور إثر هجوم صاروخي استهدفها.

تداعيات الضربات
من جانبها، قالت المقاومة الإسلامية في العراق إنها استهدفت بطائرة مسيرة وصواريخ قاعدتي التنف والقرية الخضراء الأميركيتين في سوريا. كما أعلنت أنها إستهدفت بطائرة مسيرة قاعدة حرير الأميركية قرب مطار أربيل بإقليم كردستان العراق.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن المنشآت المستهدفة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومليشيات تابعة له لمهاجمة القوات الأميركية، مضيفاً أن “ردنا الذي بدأ اليوم سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها” وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع بالأردن الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

وأكد بايدن، الذي شارك أمس الجمعة في مراسم استقبال جثامين الجنود الثلاثة، أن بلاده “لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو بأي مكان آخر في العالم” لكنه تابع قائلا “ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا أننا سنرد”.

وتواجه القوات الأميركية في الشرق الأوسط هجمات متصاعدة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على خلفية دعمها إسرائيل في حربها على غزة.

من جهته، قال يحيى رسول المتحدث بإسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن الضربات الأميركية خرق للسيادة، وتقويض لجهود حكومة بلاده التي تسعى إلى ضمان استقرار المنطقة. وأضاف أن هذه الضربات “تهدد بجر العراق والمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه” وأن نتائجها ستكون “وخيمة” على الأمن والاستقرار.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن ثقتها بأنها تمكنت من ضرب غالبية أهدافها وأنها حققت النجاح المنشود، مؤكدة أنها لا تسعى لحرب أوسع نطاقا ولا للصراع مع إيران.

في المقابل، إستدعت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد اليوم السبت، ودعت الرئاسة العراقية لاجتماع الرئاسات الثلاث، لبحث الضربات الأميركية.

وسلّمت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد مذكرة احتجاج رسمية، بشأن ما وصفته بالاعتداء الأميركي على مواقع عسكرية ومدنية، مؤكدة أن الضربات تعدّ انتهاكا صارخا للسيادة العراقية.

Exit mobile version