Site icon PublicPresse

بمشاركة أميركية.. عملية إسرائيلية تستعيد 4 أسرى وتؤدي إلى مجزرة مروعة (فيديو)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه تمكّن من إستعادة 4 أسرى في عملية مركّبة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تم التخطيط لها منذ أسابيع، وأسفرت عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ومقتل ضابط في القوات الخاصة الإسرائيلية. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أدت العملية أدت إلى 210 شهداء وأكثر 400 مصاب.

كيف تمت العملية؟
أظهرت صور إستخدام القوات الخاصة الإسرائيلية شاحنة مساعدات وسيارة مدنية لتنفيذ العملية.

وتظهر الصور دخول السيارات المدنية بحماية من دبابات إسرائيلية المناطق الغربية لمخيم النصيرات، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات غير مسبوقة استهدفت المخيم ومناطق متفرقة وسط القطاع، وخلفت مئات الشهداء والجرحى.

كما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أن القوة الإسرائيلية الخاصة إستخدمت في عملية التسلل إلى مخيم النصيرات، شاحنة نقل مغلقة ومركبة مدنية.

وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يتابعان العملية من غرفة العمليات في تل أبيب، بدأت القوات الإسرائيلية الهجوم في إتجاه المنزلين اللذين إحتجز فيهما الأسرى الـ4، وهم فتاة كانت في منزل بمفردها و3 كانوا في منزل آخر ليس بعيداً في منطقة النصيرات.

وباشرت قوات الشرطة الإسرائيلية وقوات خاصة من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عملية مداهمة المنازل، بينما كان الجيش الإسرائيلي قد دفع بقوات كبيرة برية من ناحية الشرق وطائرات مروحية عسكرية قامت بقصف واسع.

وتشير التقديرات إلى أن معارك ضارية دارت في محيط مستشفى الشهداء شهداء الأقصى ومحيط سوق النصيرات استمرت حوالي 3 ساعات، ثم على إثرها تم نقل المحتجزين الأربعة في طائرتي هيلوكوبتر من منطقة البحر إلى مستشفى بتل أبيب.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مقطع فيديو يظهر نقل المحتجزين من مخيم النصيرات إلى مروحية كانت تنتظرهم على شاطئ غزة أقلتهم لاحقا إلى إسرائيل.

من شارك فيها؟
قال المتحدث العسكري بإسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن مختلف الوحدات العسكرية البرية والجوية والبحرية شاركت في العملية.

وأضاف أن العملية قادها رئيس الأركان ورئيس الشاباك جنبا إلى جنب بعد أن تم إعداد الخطة لأسابيع على أساس معلومات استخباراتية بالتنسيق مع غرفة عمليات الشاباك، وقيادة عمليات “المختطفين”.

وأشار إلى أن العملية كانت “مركبة جداً” وشارك فيها مئات العناصر المقاتلة من الشاباك، والكتيبة 98، وسلاح المظليين، وأيضا عناصر من سلاح الجو وسلاح البحر عملوا لتأمين التغطية النارية.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن القوات الإسرائيلية استعدت لأسابيع لهذه العملية، بمشاركة مئات الأفراد من الجيش، وجهاز المخابرات الداخلي، ووحدة خاصة من الشرطة.

هل شاركت قوات أميركية في العملية؟
أفاد موقع أكسيوس، نقلاً عن مسؤول بالإدارة الأميركية، أن ما وصفها بـ”خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في إعادة المحتجزين الأربعة.

من جهتها، نقلت “سي إن إن” عن مسؤول أميركي، لم تسمّه، قوله إن خلية أميركية في إسرائيل ساهمت في العملية مع القوات الإسرائيلية.

ورغم أن إسرائيل لم تعلن أنها تلقت دعماً أميركياً من أجل إستعادة أسراها، فإن المسؤولين الأميركيين، السياسيين والعسكريين، سبق لهم وأن أعلنوا أنهم سيساعدون إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.

وذكرت مواقع إسرائيلية أن مسؤولاً أميركياً وصل أمس تل أبيب لمتابعة العملية. وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاؤه لحظة تنفيذ العملية.

من الذين تم إستعادتهم؟
ذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن الأسرى الأربعة كانوا ضمن من تم أسرهم من حفل في منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهم ثلاثة ذكور وأنثى، وهم: نوعا أرغماني، وألموع مئير، وأندري كوزلوف، وشلومي زيف.

وذكر بيان الجيش أن وضع الأسرى الصحي جيد، وأنهم نُقلوا لإجراء الفحوص الطبية في مستشفى تل هاشومير.

ما الخسائر التي أعلنت عنها إسرائيل؟
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الضابط في “وحدة اليمام” أرنون زامورا قُتل خلال عملية إستعادة المحتجزين الأربعة.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أن “مسلحين لاحقوا السيارة التي أجلت الأسرى، وأطلقوا عليها النار، وأصابوها بأضرار”. وأضافت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في إدخال مروحية قرب مكان إجلاء الأسرى، كما أنه اضطر للاستعانة بتعزيزات إضافية.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها إستهدفت بالإشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى مروحية أباتشي بصاروخ “سام 7” في سماء مخيم النصيرات. وأكدت حماس أن “مقاتلي المقاومة إشتبكوا مع جنود جيش الإحتلال لساعات طويلة في مخيم النصيرات وألحقوا بهم الخسائر”.

ما حصيلة المجزرة التي إرتكبتها إسرائيل؟
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بإرتفاع عدد شهداء مجزرة الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات إلى 210 وأكثر من 400 مصاب.

ويكتظ مستشفى شهداء الأقصى بالمصابين وجثث الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء الذين وضعوا على الأرض وفي ممرات المستشفى نظراً لقلة الأسرة والمستلزمات الطبية الأساسية. وتواصل سيارات الإسعاف نقل المصابين من مختلف مناطق مخيم النصيرات التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.

ما أبرز ردود الفعل؟
وتعليقاً على العملية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل لا تستسلم للإرهاب” وأكد السعي لإستعادة “كافة المحتجزين بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرى”، مشيراً إلى أن العملية “ستُسجل في كتب التاريخ”.

وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “القوات الخاصة عملت تحت نيران كثيفة وفي بيئة حضرية معقدة”.

ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن “بإعادة المحتجزين الإسرائيليين الأربعة إلى أسرهم”.

من جهتها، شددت عائلات الأسرى على إنه لا يمكن إعادة جميع المحتجزين من خلال عمليات عسكرية خاصة، مؤكدةً أن الطريق الوحيد لإنجاز ذلك هو التوصل إلى صفقة للتبادل. وطالبت العائلات، في بيان مساء السبت، الحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة فوراً، والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

كيف علّقت حماس على العملية؟
قالت حركة حماس، في بيان، إن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن إستعادة عدد من أسراه بعد أكثر من 8 أشهر من العدوان لن يُغيّر فشله الإستراتيجي.

وأضافت أن “جيش الاحتلال أقدم على إرتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين الأبرياء في مخيم النصيرات وسط القطاع، مشيرة إلى أن المقاومة لا تزال تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى وهي قادرة على زيادة غلتها”.

وشددت على أن “مشاركة الولايات المتحدة في العملية التي نفذها الإحتلال في النصيرات يثبت تواطؤها على جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، وعدم اهتمامها بحياة المدنيين”.

من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن “الشعب الفلسطيني في غزة لن يستسلم والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم”.

هل ستؤثر هذه العملية على أداء المقاومة؟
ما جرى في النصيرات لن يغير كثيراً في مسار الحرب، إذ لم تسفر عملية إستعادة أسيرين سابقاً، والعثور على جثامين بعض الأسرى الذين قتلوا بالقصف الإسرائيلي، عن تغير كبير في مسار الحرب الجارية بالقطاع.

فقد إستمرت المقاومة باستنزاف القوات الإسرائيلية وإيقاع خسائر كبيرة فيها، الأمر الذي دفع وحدات إحتياط بالجيش البحث عن متطوعين للقتال بغزة عبر إعلانات على تطبيق “واتساب”، وفقاً للقناة الـ12 الإسرائيلية.

وسريعاً، أعلن أبو عبيدة، الناطق بإسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة، خلال الهجوم على مخيم النصيرات اليوم السبت.

وقال أبو عبيدة في تصريح نُشر على حسابه بمنصة تلغرام إن “العدو تمكن عبر إرتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم أثناء العملية”. وأضاف أن “العملية ستشكل خطرا كبيرا على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم”.

Exit mobile version