كشفت البيانات الصحية لبريطانيا أن الأعراض الأكثر شيوعا لفيروس كورونا، قد تغيرت الآن عن تلك الأعراض التقليدية، في الوقت الذي باتت فيه سلالة دلتا شديدة العدوى هي السائدة في المملكة المتحدة حاليًا.
وتستمر أعراض الحمى والسعال التي كانت دائمًا شائعة لكوفيد-19، فضلاً عن إصابة بعض الأشخاص بالصداع والتهاب الحلق أيضا، وكذلك سيلان الأنف الذي كان عرضا نادرا لفيروس كورونا منذ بدايته، حسبما يقول موقع “ساينس ألرت”. وفي ذات الوقت، أضحى فقدان حاسة الشم، الذي كان عرضًا شائعًا في الأصل، في المرتبة التاسعة.
وأوردت وسائل إعلامية وفقًا للبيانات الصحية لبريطانيا أن هناك عدة أسباب تجعلنا نرى الأعراض تتطور بهذه الطريقة. قد يكون السبب في ذلك هو أن البيانات كانت تأتي في الأساس من المرضى الذين يصلون المستشفى ومن المحتمل أن يكونوا أكثر مرضًا”.
وأردفت “نظرًا لارتفاع معدلات التطعيم في الفئات العمرية الأكبر سنًا، فإن الشباب يمثلون الآن نسبة أكبر من حالات كوفيد، وتظهر عليهم أعراض أكثر اعتدالًا”. وأوعز المصدر سبب تغير الأعراض إلى تطور الفيروس، والخصائص المختلفة (العوامل الفيروسية) لسلالة دلتا.
وأضاف “هذه البيانات مهمة لأنها توضح لنا أن ما قد نعتقد أنه مجرد سيلان للأنف والتهاب في الحلق، يمكن أن يكون حالة من حالات كوفيد-19. لكنه لفت إلى أن “العوامل المضيفة” مثل العمر والجنس والأمراض الأخرى والأدوية وما إلى ذلك لم يتم أخذها في الحسبان، كما هو الحال في تجربة إكلينيكية صارمة.
والحال نفسه مع جميع البيانات المبلغ عنها ذاتيًا، قد لا تكون بعض هذه الأعراض نهائية.
وبالرغم من أن السلالات الفيروسية الجديدة يمكن أن تقلل من فعالية اللقاحات، لا تزال جرعتان من لقاحات فايزر وأسترازينيكا تقدم حماية جيدة ضد أعراض كوفيد-19.
رعب في إندونيسيا.. “دلتا” تستهدف الأطفال دون الـ5 سنوات
قال طبيب أطفال بارز في إندونيسيا إن عدد الصغار الذين يصابون بفيروس كورونا إرتفع إلى ثلاثة أمثاله تقريبا منذ أيار وزادت الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بين الأطفال زيادة حادة في البلد الذي يعاني أسوأ موجة لانتشار الفيروس حتى الآن.
وقال أمان بولونجان رئيس الجمعية الإندونيسية لطب الأطفال إن الوفيات الأسبوعية الناجمة عن كوفيد-19 بين الصغار إرتفعت إلى 24 الأسبوع الماضي من 13 في الأسبوع السابق، وإن أعمار الكثيرين منهم تقل عن خمسة أعوام. وأضاف أمان أن الإصابات تزداد سريعا بين القصّر.
وتابع قائلاً: “إنها في زيادة الآن. في منتصف أيار كان هناك بين 2000-2500 حالة أسبوعيًا… الأسبوع الماضي كان هناك أكثر من 6000 حالة”.
ويعتقد أمان أن الأسباب الأكثر ترجيحا وراء ارتفاع الحالات هي التعب من اتباع إجراءات مكافحة الجائحة ونقص الوعي وليس سلالات الفيروس الأسرع انتشارًا.
وقال أمان: “إنها ليست سلالة دلتا، وإنما النظام… فحوص أقل وتعقب أقل. ولا يزال الناس يعتقدون أن الأطفال لا يمكن أن يعانوا ويموتوا من كوفيد. ما زال الوعي منخفضًا”.
“دلتا” يدفع إندونيسيا نحو الكارثة
يأتي ذلك بعد يوم من تحذير الصليب الأحمر من أن إندونيسيا على شفا كارثة بسبب فيروس كورونا، وأرجع ذلك من ناحية إلى تفشي سلالة دلتا، مطالبا جاكرتا بتعزيز الاختبارت والتطعيم ضد الفيروس.
وقد حذرت الرابطة الطبية في إندونيسيا هذا الأسبوع من أن النظام الصحي في جزيرة جاوة الرئيسية على شفا الانهيار، في الوقت الذي بدأت فيه كثير من المستشفيات في رفض استقبال المرضى، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال جان جيلفاند، رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في إندونيسيا “كل يوم نرى سلالة دلتا تدفع إندونيسيا نحو كارثة”. وأضاف في بيان: “نحن في حاجة لاتخاذ إجراء سريع على المستوى الدولي، حتى يتسنى لدول مثل إندونيسيا الحصول على اللقاحات التي تحتاج إليها لمنع وقوع عشرات الآلاف من حالات الوفاة”.
وتشهد إندونيسيا زيادة في حالات الإصابة بالفيروس هذا الشهر وسجلت مستويات قياسية جديدة في ستة أيام منذ 21 يونيو منها زيادة يومية تجاوزت 21807 الأربعاء، مما يشكل ضغطا على الحكومة لتفرض تدابير أشد.
كما أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الصحة اليوم تسجيل 467 وفاة جديدة، مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 58491. وسجلت إندونيسيا في المجمل مليونين و178272 إصابة بالفيروس، وهي من أكبر الأعداد في آسيا.
وحصل نحو 28.3 مليون شخص من البالغين في إندونيسيا، البالغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، على جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا. وتسعى إندونيسيا لتطعيم 181.5 مليون نسمة بحلول مطلع عام 2022.