Site icon PublicPresse

الجماعة الإسلامية تطمح لسدّ فراغ “المستقبل”.. الحوت: حسن الإختيار وإلا نصبح تابعين

الجماعة الإسلامية

في قراءة أولية فإن مشهد بيروت الإنتخابي ينقسم إلى أربعة أقسام: الجماعة الإسلامية، الأحباش، فؤاد مخزومي والمجتمع المدني، تتفاوت الأحجام في ما بينهم. منذ مدة إنطلقت مشاورات الجماعة مع العائلات البيروتية والمجتمع المدني ومع شخصيات سياسية متنوعة، هدفها الأول ملء الفراغ على الساحة السنية الناتج عن تعليق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري نشاطه السياسي. حسمت الجماعة الإسلامية قرارها وأفضت المداولات الداخلية إلى ترشيح رئيس المكتب السياسي في لبنان النائب السابق في البرلمان اللبناني عماد الحوت في بيروت ولكن ليس على رأس لائحة، ذلك أن الاتجاه يميل إلى تشكيل لائحة من دون رئيس مع “شركاء حقيقيين إنطلاقاً من منطق التعاون والتشارك. لا نحلّ مكان أحد بل نحاول ملء الفراغ”. والعبارة الأخيرة تلك تضع الجماعة الإسلامية أمام تحدٍّ إنتخابي لا سيّما مع غياب تيار المستقبل.

وفي حديث لـصحيفة “نداء الوطن”، يؤكد الحوت “أن خوض الإنتخابات سيكون تحت عنوانين: بناء دولة المواطنة، وعدم تهميش أي مكون من المكونات وعلى رأسها المكون السني”. أقل من مئة يوم على الاستحقاق الانتخابي، فترة تتطلب التأهب والاستعداد لخوض المعركة ولاسيما أن “الساحة السنية تعاني حالة من الإرباك لأنها اعتادت التركيز على خيار معين وبالتالي هناك دور وعلينا أن نرمم وعي هذه الساحة لأن ذلك سينعكس على الواقع اللبناني عموماً وعلى الساحة السنية على وجه الخصوص وهذا ما نعمل عليه مع حفظ الحق لكل إنسان بالترشح ونيل رضى الناس” يقول الحوت كاشفاً أن الجماعة الإسلامية تعمل في بيروت “على محاولة ولادة لائحة يتوافر فيها ثلاثة عناصر: العنصر التقليدي أي العائلات البيروتية التقليدية والحالة الإسلامية والنفس التغييري، والمجتمع المدني أو جماعات شاركت في ساحة الشهداء”.

ويقول الحوت “سواء توافقنا معه في مساره السياسي أم لا، لكن لا ننكر أن الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية سنية ورئيس تيار له جمهوره الواسع وبالتالي فإن عزوف هذا التيار عن المشاركة يتسبب بفراغ يطمح الكثيرون إلى ملئه، ما يفرض تحدياً على الساحة السنية لأن تحسن الاختيار وإلا نصبح تابعين وهذا لا يجوز”.

ولا ينفي الحوت التفاوض مع مستقبليين انطلاقاً من كون “تيار المستقبل جزءاً من نسيج بيروت وهم إما من الحالة التقليدية وإما لديهم تطلع تغييري والمنطق الطبيعي أن يجدوا أنفسهم معنا” لكنه يوضح بالمقابل أن “لا جهة رسمية نتفاوض معها لكن نتفاوض مع جمهور مستقبليين ونبحث في تطلعاتنا المشتركة معهم” وعمّا إذا كان التفاوض مع الرئيس فؤاد السنيورة يدخل ضمن هذا الإطار قال الحوت “اللقاءات مع السنيورة قائمة لكن لم تبلغ بعد مستوى البحث في الشأن الانتخابي».وعلى الصعيد المسيحي تحدث عن “اتصالات مع الكتائب ومع قوى أخرى في تناغم سياسي معنا” من دون الإفصاح عن هوية هذه القوى تجنباً لفشل المفاوضات الجارية، أما عن العلاقة مع الثنائي الشيعي فهي وفق ما يقول الحوت تندرج في سياق إمكانية “التعاون من ضمن مشروع سياسي يصب في مصلحة البلد، أما اليوم فالخلاف السياسي لا يتيح أن نتحالف انتخابياً”. وماذا لو ارتأى “حزب الله” تبني ترشيح شخصية سنية ثانية إلى جانب حليفه والأحباش؟ يجيب الحوت “يكون حينها قد وضع نفسه في المواجهة على الساحة السنية ونحن سنبذل أقصى جهدنا لملء الفراغ وعدم ترك الساحة لأي طرف وبالمقابل هناك توازنات يجب أن تحترم”.

Exit mobile version