Site icon PublicPresse

مباحثات جديدة بين بوتين وبايدن وماكرون وسط تحذيرات أميركية من غزو روسي وشيك لأوكرانيا (فيديو)

الجيش الروسي على حدود أوكرانيا

في خضم فشل الجهود الأوروبية لتخفيف التوتر في هذا الصراع، قالت الولايات المتحدة الجمعة إن غزواً روسيا لأوكرانيا قد يحدث “في أي وقت”. وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مسعى جديد لتفادي نشوب حرب في المنطقة. كذلك أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي أكد فيها على أن “حواراً صادقاً لا يتلاءم مع تصعيد عسكري” في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية.

أعلن البيت الأبيض إختتام المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين حول أوكرانيا.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن البيت الأبيض أن المكالمة إستغرقت 62 دقيقة. وذكرت شبكة NBC نقلاً عن البيت الأبيض أن الاتصال بدأ في الساعة الـ16:04 من اليوم السبت بتوقيت غرينيتش.

وجاءت المكالمة في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة عن إجلاء معظم دبلوماسييها وعسكرييها من أوكرانيا بدعوى خطر تعرض هذا البلد لـ”غزو روسي في أي لحظة”، ذلك بعد دعوتها الأسبوع الماضي رعاياها للمغادرة في أقرب وقت ممكن. بالإضافة إلى ذلك قال مسؤولان أميركيان إن نحو 150 جندياً من الحرس الوطني لفلوريدا الموجودين في أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية سيغادرون مع تزايد خطر وقوع غزو روسي.

وسبق هذه المكالمة إتصالان في وقت سابق من اليوم بين وزيري الخارجية والدفاع الروسيين والأميركيين، بالإضافة إلى إتصالين أجراهما بوتين اليوم مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

ويأتي ذلك على خلفية التوترات المتزايدة وسط المزاعم الغربية عن تخطيط روسيا لـ”غزو أوكرانيا”، وهو ما نفت موسكو صحته مرارا وتكراراً. وحذر البيت الأبيض الجمعة من أن غزوا عسكرياً روسيا لأوكرانيا تتخلله حملة غارات جوية و”هجوم خاطف” على كييف، بات “احتمالا فعليا جدا” خلال الأيام المقبلة، داعيا الأمريكيين إلى مغادرة هذا البلد “خلال 24 إلى 48 ساعة”.

بوتين – ماكرون
وخلال مكالمة هاتفية أجريت السبت، أبلغ بوتين نظيره الفرنسي بأن إتهام الدول الغربية لروسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا هو بمثابة “تكهنات استفزازية”، وفق ما أورد الكرملين في بيان.

من جانبه قال الإليزيه إن ماكرون حذر نظيره الروسي من أن “حوارا صادقا لا يتلاءم مع تصعيد عسكري” على الحدود الأوكرانية. وأوضح الإليزيه أن ماكرون وبوتين “أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار” حول “سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك” في شرق أوكرانيا و”شروط الأمن والاستقرار في أوروبا” مضيفا أن الرئيس الفرنسي “نقل مخاوف شركائه الأوروبيين وحلفائه”.

فيما تضمن بيان للرئاسة الروسية أن “فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون ناقشا الوضع المرتبط بالتكهنات الاستفزازية لجهة ‘إجتياح روسي’ مزعوم لأوكرانيا، والتي تترافق مع تزويد هذا البلد أسلحة متطورة على نطاق واسع”. واعتبر الكرملين أيضا أن هذه الاتهامات وهذه الإمكانات العسكرية توفر “ظروفا تسبق إمكان قيام القوات الأوكرانية بأفعال معادية في دونباس”، أي في شرق أوكرانيا حيث تدعم روسيا انفصاليين مسلحين منذ ثمانية اعوام.

وكرر بوتين شكواه من رفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي القبول بـ”المبادرات الروسية” للحد من التوتر، خصوصاً ضمان أمن موسكو عبر العدول عن أي توسع مقبل لحلف شمال الأطلسي وبدء سحب المعدات العسكرية للحلف إلى غرب أوروبا. كما جدد إتهام كييف بالسعي الى إفشال عملية السلام في شرق أوكرانيا. وتابع الكرملين أن ماكرون وبوتين يريدان مواصلة الحوار الفرنسي-الروسي حول هذا الملف “على ارفع مستوى”.

روسيا قد تغزو أوكرانيا “في أي وقت”
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان “لا نزال نرى مؤشرات إلى تصعيد روسي، ويشمل ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية”. وأضاف أن هذا الغزو يمكن “أن يحصل في أي وقت”، حتى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في العشرين من شباط. على وقع هذا التوتر البالغ، أكد ساليفان أن الحلفاء بلغوا “مستوى لافتا من الوحدة” في مواجهة موسكو، منبها إلى أن نفوذ روسيا “سيتراجع” إذا قررت غزو أوكرانيا.

توازياً، أعلن البنتاغون أن رئيسَي الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف تحادثا هاتفياً الجمعة. وقال المتحدث بإسم هيئة الأركان الأميركية الكولونيل ديف باتلر إن رئيسي الأركان “ناقشا الكثير من القضايا الأمنية المثيرة للقلق”، مشيرا إلى أنهما اتفقا على عدم نشر ما دار بينهما.

وفي مؤشر إلى هشاشة الوضع، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن روسيا قد تغزو “في أي وقت” أوكرانيا بعدما حشدت على حدودها أكثر من 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة. وأكد بلينكن لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال إتصال هاتفي، دعم واشنطن “الحازم” لأوكرانيا “في مواجهة التهديد الحاد المتزايد” بتعرضها لغزو روسي. وشدد بلينكن لنظيره الأوكراني على أن “أي عدوان روسي” على أوكرانيا سيؤدي إلى “عواقب سريعة وشديدة وموحدة” من جانب الغربيين.

دول غربية تدعو رعاياها للمغادرة
وتتوالى دعوات الدول والمنظمات الغربية لرعايها ولموظفيها العاملين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد مع تزايد التصعيد على الحدود الأوكرانية حيث تحتشد قوات روسية كبيرة تقول الولايات المتحدة إنها تستعد لغزو وشيك للبلاد.

وناشدت الحكومة البريطانية رعاياها الجمعة مغادرة أوكرانيا في الوقت الحالي حيث لا تزال الوسائل التجارية متاحة، ونصحتهم بتجنب السفر إلى هناك. وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لقناة سكاي نيوز الإخبارية السبت إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا. وأضاف “ينبغي على المواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثلما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري”. وذكر هيبي أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بشأن الوجود الدبلوماسي البريطاني في أوكرانيا.

كما طالبت النرويج رعاياها بمغادرة أوكرانيا فوراً “بسبب وضع خطر ولا يمكن استشرافه” مع حشد روسيا عشرات آلاف الجنود عند الحدود مع جارتها الموالية للغرب. وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها تناشد أيضا مواطنيها عدم السفر أو الإقامة في أي منطقة في روسيا تقع على بُعد أقلّ من 250 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا، وتناشدهم أيضا عدم السفر إلى بيلاروسيا باستثناء العاصمة مينسك. وأوضحت الوزارة أن إرشادات السفر هذه دخلت حيز التنفيذ “في الحال”.

الوضع يزداد “خطورة”
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون السبت المواطنين الأستراليين الذين يعيشون في أوكرانيا إلى مغادرة هذا البلد بأسرع ما يمكن قائلا إن الوضع هناك يزداد خطورة. وأضاف موريسون في إفادة صحافية “نصيحتنا واضحة.. هذا وضع خطير.. عليكم السعي للخروج من أوكرانيا”.

جاء التحذير بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي غادر أستراليا السبت، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت. وقد حثت واشنطن ودول أخرى مواطنيها على مغادرة أوكرانيا.

كما حثت وزارة الخارجية في نيوزيلندا السبت جميع مواطنيها في أوكرانيا على المغادرة فورا من هناك في ظل تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان إن “نيوزيلندا ليس لها تمثيل دبلوماسي في أوكرانيا وبالتالي فإن قدرة الحكومة‭ ‬محدودة للغاية فيما يتعلق بتقديم مساعدة قنصلية للنيوزيلنديين في أوكرانيا”. وجاء في البيان أن “الوضع الأمني في أوكرانيا قد يتغير في غضون فترة قصيرة ويجب ألا يعتمد النيوزيلنديون على الدعم بالإجلاء في مثل هذه الظروف”.

بدوره، أعلن الإتحاد الأوروبي الجمعة أنه أوصى الموظفين غير الأساسيين العاملين في بعثته الدبلوماسية في كييف بمغادرة أوكرانيا للعمل عن بُعد خارج هذا البلد المهدد بغزو روسي. وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين “نحن لسنا بصدد إجلاء. في الوقت الحالي، يتمتع الموظفون غير الأساسيين بخيار العمل من بُعد من خارج البلد”. وأضاف “نواصل تقييم الوضع أثناء تطوره، بالتشاور والتنسيق الوثيقين مع الدول الأعضاء في الإتحاد”.

آلاف من الجنود في بولندا
وأعلن مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا “في الأيام المقبلة” من أجل “طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي”. وقال المسؤول طالباً عدم نشر إسمه إن هؤلاء الجنود الذين يتمركزون حالياً في فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية سيغادرون قاعدتهم “في الأيام المقبلة” بناء على أمر وزير الدفاع لويد أوستن، على أن يصلوا إلى بولندا “مطلع الأسبوع المقبل”.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة إن العلاقات بين لندن وموسكو بلغت أدنى مستوياتها، وذلك خلال لقاء مع نظيره البريطاني بن والاس. ونقلت وكالات أنباء روسية عن شويغو قوله “للأسف، مستوى تعاوننا قريب من الصفر وسيتدنى قريبا عن هذا المستوى ويصبح سلبيا، وهو أمر غير مرغوب فيه”. كذلك، دعا الغربيين إلى التوقف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا التي تُعتبر لندن أحد مورديها.

فشل المفاوضات
وفشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود. والجمعة، قال الكرملين إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين الخميس سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفض إلى “أي نتيجة”. وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 تحضيرها لغزو أوكرانيا لكنها تشترط خفض التصعيد بمتطلبات أبرزها ضمان عدم قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضه الغربيون.

وفيما يخيم شبح الحرب على أوروبا، يواصل قادة القارة العجوز جهودهم الدبلوماسية. وعلى خطى ماكرون، يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف الاثنين ثم بوتين الثلاثاء في موسكو. لكن المحادثات التي جرت الخميس في برلين في إطار آلية النورماندي وجمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، أظهرت الهوة التي تفصل بين موسكو من جهة والغرب وأوكرانيا من جهة أخرى. وأفادت مصادر قريبة من المفاوضين الفرنسيين والألمان وكالة الأنباء الفرنسية بأن المناقشات التي استمرت نحو عشر ساعات تقريبا كانت “صعبة”.

وتصر موسكو على أن تتفاوض كييف بشكل مباشر مع الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين يقاتلون الجيش الأوكراني منذ العام 2014 في شرق البلاد، في صراع أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص. وترفض أوكرانيا ذلك بشكل قاطع قائلة إن موسكو هي المحاور الوحيد الذي لديه صلة وثيقة بالانفصاليين. على الرغم من ذلك، أكدت كييف الجمعة أن “الجميع مصممون على تحقيق نتيجة” وأن المحادثات ستستمر.

Exit mobile version