Site icon PublicPresse

بوتين لم يبدأ الحرب: التفاوض مقبول “اليوم وليس غداً” (فيديو)

فلاديمير بوتين و أولاف شولتز

إنتهى 15 شباط كيوم عادي، ولم تقع الحرب الروسية على أوكرانيا فيه. وإلى الآن، تبدو موسكو متيقّظة وغير مستعدة للإندفاع خارج خططها، مهما زاد الضغط الغربي. الحرب وتطور الأوضاع على الجبهة الأوكرانية، كانت حاضرة في المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني أولاف شولتز، في أول لقاء بين الزعيمين منذ تولّي المستشار الألماني منصبه.

بوتين أعاد التأكيد على موقف موسكو الرافض للحرب، موضحاً أن روسيا “لا تريد حرباً في أوروبا، ولذلك طرحنا مبادرات تهدف إلى توفير الأمن لجميع الأطراف”. لكن ذلك لم يمنع بوتين من الإشارة إلى أن “روسيا ستتصرف وفق خططها وذلك حسب الأوضاع على الأرض، وهذا لا يتوقف علينا وحدنا”.

وشدد بوتين على أن “روسيا ترى في الردع العسكري لها من قبل الغرب تهديداً لأمنها”. وفيما لفت بوتين إلى أن الردود الغربية على مقترحات موسكو لا تستجيب لمطالبها بخصوص ضمانات أمن روسيا، أشار إلى أن ردود الولايات المتحدة و”الناتو” على المقترحات تضم نقاطاً بإمكان موسكو مناقشتها.

وهذا البحث تحديداً لا تريد موسكو أن يستغرق الكثير من الوقت، وخصوصاً أنها ترى أن تقزيم الخلاف الروسي مع الطرف “الأميركي ـ الأطلسي” إلى مستوى “أزمة روسية ـ أوكرانية” غير صحيح، لأن أساس الأزمة هو مخاوف روسية في مجال الأمن الأوروبي والدولي، وهو جوهر المشكلة. إنطلاقاً من ذلك، شدد الرئيس الروسي على أن لا ضرورة لمماطلة الغرب في هذه المفاوضات لأن التجربة أكدت لموسكو أن الغرب “خلال العملية التفاوضية سيتخذ قرارات قد تؤدي إلى تدهور أوضاعنا بصورة خطيرة كما كان يحدث في السنوات الماضية، هذا بلا شك ما ندركه وما نناقشه، وما لن نقبل به بأي حال”.

أما على صعيد الأزمة الأوكرانية، فأعاد بوتين التأكيد على أن كييف تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في دونباس نتيجة تهربها من تنفيذ تعهداتها في إطار إتفاقات مينسك، واصفاً ما يحدث في دونباس اليوم بأنه “إبادة جماعية”. وقال بوتين إن على جميع الأطراف العمل على تسوية النزاع في دونباس على أساس إتفاقات مينسك، وبناءً على ذلك لفت بوتين إلى أن موسكو ترى أن مجرد تطبيق كييف لهذه الاتفاقات فلا ضرورة لاعتراف موسكو بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بحسب ما طالب مجلس الدوما. أما بشأن عضوية أوكرانيا في “الناتو” فشدد بوتين على ضرورة حل القضية، تفاوضياً وسلمياً، اليوم قبل الغد، آملاً “أن يصغي شركاؤنا للهواجس الروسية”.

من جهته، أكد المستشار الألماني، أولاف شولتز، أنه إذا وقع العدوان على أوكرانيا فستكون له عواقب وخيمة، داعياً إلى ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة.

وشدد شولتز على أن “الأمن الأوروبي لا يمكن أن يبنى إلا بالمشاركة مع روسيا”، مبدياً “الإستعداد للتباحث مع روسيا والإتحاد الأوروبي والناتو حول أمننا المشترك”.

في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن “خطوات تهدئة الموقف في أوروبا فعالة فقط إذا تم إنشاء الإطار القانوني اللازم لها”. ونوّه لافروف بأن روسيا ستنجز قريباً وتسلّم ردّها إلى الشركاء الغربيين على مقترحاتهم بشأن الضمانات الأمنية، كاشفاً أن الولايات المتحدة و”الناتو” ردّا في وثائقهما بشكل إيجابي على المبادرات الأمنية الروسية التي كانا يرفضانها منذ فترة طويلة.

Exit mobile version