Site icon PublicPresse

الطلاب اللبنانيون في أوكرانيا: المجازفة الخيار الوحيد

نازحون من أوكرانيا

لا حل أمام الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا سوى المجازفة على الطرقات للوصول إلى بر الأمان عند الحدود مع الدول الأوروبية المجاورة. الانتظار ليس خياراً وارداً لدى كثيرين في ظل عدم تحديد وزارة الخارجية اللبنانية حتى الآن موعداً ثابتاً لإجلاء الجالية اللبنانية. وبحسب نائب رئيس أكاديمية خاركوف الطبية للدراسات العليا، عباس قعفراني، عبر صحيفة “الأخبار”، يتجاوز عدد الطلاب في أوكرانيا الـ1100، نصفهم يدرسون في خاركوف، ويتوزّع الباقي في عدد من المدن الصغيرة المجاورة للمدينة مثل دنيبرو، بلطافا، سومي، وزاباروجيا، إضافة إلى العاصمة كييف ولفيف. ومع أن القسم الأكبر من الطلاب لا يزالون قابعين في الملاجئ ومحطات المترو، “إلا أن معظمهم يفضلون المخاطرة وليست لديهم ثقة بأن عمليات الإجلاء ستتم في وقت قريب”، كما قال قعفراني، مشيراً إلى “أنّنا نساعد المجموعات الطلابية التي تقرر المغادرة في حجز بولمانات إلى الحدود مع بولندا التي تبعد 1000 كيلومتر عن خاركوف، وتستغرق 3 أيام بسبب الزحمة». الكلفة تضاعفت 5 مرات، إذ بات صاحب الحافلة يتقاضى 500 دولار بدلاً من 100 دولار في الأوضاع الطبيعية.

الطريق التي سلكها نجلا عضو جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج شكري حمادة، اللذان يدرسان في لفيف، كانت أكثر أماناً، وإن كانت الرحلة طويلة واستغرقت 15 ساعة للوصول إلى الحدود البلغارية ومن ثم الحدود الرومانية “حيث حلت المبادرات الفردية مكان السفارة اللبنانية هناك، إذ لم يكلف أي من موظفي السفارة نفسه بالحضور إلى الحدود للوقوف على أوضاع الجالية اللبنانية، في حين تولت جمعيات أهلية ومنظمات دولية المساعدة في إجلاء الطلاب، وأتى طلاب لبنانيون من دول أوروبية مجاورة رافعين الأعلام لنجدتهم”.

ثمة مشكلتان تعترضان الطلاب اللاجئين إلى الدول المجاورة: الأولى، إمكان حجز رحلة إستثنائية من بولندا أو رومانيا أو إيطاليا إلى لبنان بالتنسيق بين وزارة الخارجية اللبنانية والسفارات، والثانية الأوضاع المالية الصعبة لأهالي الطلاب وعدم القدرة على دفع تذكرة السفر، فيما ينتظر الأهالي، كما قال حمادة، الإفراج الفوري عن المساعدة التي قدمتها إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) والمحجوزة في مصرف لبنان منذ 3 أسابيع، وهي عبارة عن 800 دولار لكل طالب.

مصادر السفارة اللبنانية في أوكرانيا أشارت لـ”الأخبار” إلى أن “الوضع صعب جداً والأمور تتأزم يوماً بعد يوم، إذ ليس هناك مكان آمن في أوكرانيا ويتعذر على السفارة جمع الطلاب في مكان واحد”. وأضافت أن “هناك ضغطاً كبيراً على الحدود مع الدول المجاورة، والأمل هو في إعلان هدنة حتى يمكن تسيير قافلة الإجلاء”. فيما ينفي المحامي نهاد سلمى الذي يتابع أوضاع إبنة شقيقه ورفاقها صحة ما يصدر عن الخارجية اللبنانية من بيانات لجهة تكليف الهيئة العليا للإغاثة بمتابعة الموضوع، و”كل ما يحصل يجري بمجهود شخصي وطوعي من الطلاب”.

متابعة حكومية مكثفة
وفي السياق، أعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير في بيان، أنه تم الإتفاق مع السلطات البولندية، وبالتنسيق مع السفارة اللبنانية في بولندا، لإعتماد مركز جمعية الصداقة مع الأطفال في العاصمة البولندية وارسو، لتجمع وإيواء اللبنانيين الوافدين من أوكرانيا، تمهيداً لإجلائهم والعودة إلى لبنان. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد إجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب السبت كلف الهيئة العليا للإغاثة القيام بالتحضيرات اللازمة لإجلاء الرعايا اللبنانيين.

ومساء أمس أفيد رسمياً انه في إطار متابعته لأوضاع اللبنانيين في أوكرانيا، وبعد ورود أنباء عن محاصرة بعض المواطنين اللبنانيين في مدينة ماريبول الأوكرانية، كلّف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، فريق عمل الوزارة التنسيق مع كل من الصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي الموجود في أوكرانيا بهدف تسهيل عملية إخراج اللبنانيين إلى بولندا ورومانيا وإيوائهم وذلك بدعم من أحد رجال الأعمال اللبنانيين المغتربين، على أن يتم نقلهم لاحقاً إلى لبنان.

Exit mobile version