Site icon PublicPresse

روسيا وأوكرانيا.. إحتدام المعارك وسيطرة روسية على محطة نووية.. بوتين يربط الحوار بتنفيذ شروطه (فيديو)

روسيا تستولي على محطة "زابوريجيا" النووية في أوكرانيا

مع دخول الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا يومها التاسع، تتواصل المعارك من خلال محاور مختلفة، في ظل المحاولات لتحقيق مزيد من التقدم من جانب القوات الروسية، والتصدي لها من الجانب الأوكراني.

سياسياً، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة آخر التطورات في أوكرانيا، وسط قلق دولي من وقوع كارثة كبرى بسبب إندلاع معارك قرب المفاعلات النووية الأوكرانية.

وأعلن الكرملين إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه يأمل في أن تتخذ أوكرانيا موقفًا مسؤولاً وبناء في الجولة القادمة من المحادثات. وذكر البيان، الجمعة، أنّ بوتين أبلغ شولتس هاتفيًا بأن روسيا منفتحة على الحوار مع أوكرانيا بشرط تلبية كل مطالبها.

في المقابل أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لن يقدم تنازلات تقوض وحدة بلاده.

قصف محطة نووية
الحدث الأبرز شهدته المحطة النووية في مدينة زابوروجيا (جنوب)، حيث تحدثت أوكرانيا عن قصف روسي، أدى إلى نشوب حريق تمت السيطرة عليه لاحقاً، لكن ذلك أوقع ضحايا بين العاملين فيها، حسب الرواية الأوكرانية، بينما إتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بالمسؤولية.

وأعلنت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية الجمعة أنها لم ترصد أي تسرب إشعاعي من منشأة زابوريجيا النووية في جنوب البلاد والتي تعرضت لضربات روسية خلال الليل. وقالت الهيئة الرسمية إنه “لم يتم تسجيل أي تغييرات في الوضع الإشعاعي”. وقالت الوكالة إن القوات الروسية سيطرت على أراضي المنشأة الواقعة في جنوب البلاد.

زيلينسكي: الرعب النووي الروسي
الرئيس الأوكراني إتهم روسيا باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل. واعتبر زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو ان “ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، وتاريخ البشرية”. وأضاف أنّ “أوكرانيا لديها 15 مفاعلاً نووياً. إذا حدث إنفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا”.

وحذّر الرئيس الأوكراني من أنّه “فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. يجب أن نمنع أوروبا من الموت بسبب كارثة نووية”. وذكّر بأنّه بسبب كارثة تشيرنوبيل في 1986 “مئات الآلاف عانوا من عواقب وعشرات الآلاف تمّ إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرّره الآن”.

وبحث الرئيس الأوكراني هذا التطور مع كلّ من نظيره الأميركي ​جو بايدن​ ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وأعلن مسؤول أميركي أنّ الرئيس بايدن بحث هاتفياً مع نظيره الأوكراني قضية محطة زابوريجيا النووية، وذلك بعد حريق اندلع في محيطها نتيجة قصف روسي استهدفها فجر الجمعة. وقال المسؤول الكبير طالباً عدم ذكر اسمه إنّ بايدن “تحدّث لتوّه مع زيلينسكي” بشأن هذه المحطة الأكبر على الإطلاق في أوروبا قاطبة.

من جهته، دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عمليات القصف الروسية التي أصابت المحطة النووية داعياً إلى وضع حد للحرب. وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الحلف في اليوم التاسع من الغزو الروسي لأوكرانيا إن “الهجوم على محطة نووية يدل على الطابع المتهور لهذه الحرب وضرورة وضع حد لها”.

أمان نووي
وقال أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، على فيسبوك: “أعلن مدير المحطة الآن ضمان السلامة النووية، وبحسب مسؤولين في المحطة، تضرر مبنى تدريب ومختبر من الحريق”.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت أنها أجرت إتصالاً بالسلطات الأوكرانية بشأن أنباء عن قصف محطة زابوريجيا، وحثت القوات الروسية الجمعة على وقف إستهداف المحطة، محذرة من “خطر شديد” في حالة إصابة المفاعلات النووية.

تقع المنشأة في جنوب أوكرانيا على نهر دنيبر، على بعد نحو 525 كيلومتراً جنوب تشرنوبيل، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986، موقعاَ مئات القتلى. تبلغ الطاقة الإجمالية لمحطة زابوريجيا نحو ستة آلاف ميغاوات، وهي طاقة تكفي لنحو أربعة ملايين منزل. في الأوضاع العادية، تؤمّن المحطة خُمس احتياجات الكهرباء في أوكرانيا وقرابة نصف الطاقة التي تنتجها المنشآت النووية في البلاد. بدأت عملية بناء المفاعل الأول في المحطة عام 1979. ويضمّ المرفق حالياً ستة مفاعلات (في في إي آر-1000) من الطراز السوفياتي، علماً أن بناء المفاعل الأخير بدأ عام 1995.

كما دعا وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، القوات الروسية إلى وقف مهاجمة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقال المتحدث بإسم المنشأة، أندريه توز، في تسجيل مصور على حساب المحطة على تليغرام: “نتيجة قصف القوات الروسية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، اندلع حريق”.

التطورات الميدانية

جنوباً، دخلت القوات الروسية إلى مدينة ميكولايف، ودار القتال في أجزاء منها، حسب عمدة المدينة. لكن الأوكرانيين تصدوا لمحاولات تقدم الروس، حسب مستشار الرئيس الأوكراني وهيئة الأركان، بينما حقق الروس نجاحاً جزئياً في إتجاه فوزنيسينسك.

وفي إقليم دونباس (شرق)، ذكرت القوات الأوكرانية أنها أحبطت محاولة تقدم لقوات الإنفصاليين، بينما تحدث الغنفصاليون المدعومين من روسيا عن سيطرتهم على مزيد من المدن.

صفارات الإنذار دوت في مدن دنيبرو شرقاً، ولفيف غرباً، وشهدت العاصمة كييف إنفجارات متتالية، ونشبت الإشتباكات في ضواحيها الشمالية، وبالتحديد مدينة إربين.

وفي مدينة تشيرنيهيف القريبة من الحدود مع بيلاروسيا، تحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل 47 شخصاً على الأقل في غارات روسية أمس الخميس.

هل سيطرت روسيا على مدينة ميكولايف؟

“ممرات إنسانية”
على صعيد آخر، أعلن المفاوضون الروس والأوكرانيون إحراز تقدم محدود في محادثات وقف إطلاق النار، واتفق الجانبان على ضرورة وجود ممرات إنسانية للمدنيين. وقال مسؤول أوكراني بارز إنه على الرغم من هذه النتيجة، فإن المحادثات لم تفض إلى النتائج التي كانت تأمل فيها كييف.

وأوضح المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك خلال مؤتمر صحافي عقده في لفيف غرب أوكرانيا، ان “الجولة الثالثة من المفاوضات قد تجري خلال نهاية الاسبوع، غدا السبت أو الاحد، ونحن على تواصل مستمر”. وأشار الى ان “السلطات الأوكرانية تنتظر موافقة الروس للعودة إلى طاولة المفاوضات”.

وتأتي الخطوة في الوقت الذي دافع فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن غزو أوكرانيا، قائلا إن العملية العسكرية “تسير وفق الخطة”.

بيد أن الأزمة الإنسانية تتفاقم في المدن الأوكرانية تحت وطأة القصف الروسي المكثف. كما تحدث بوتين عبر الهاتف لمدة 90 دقيقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال أحد مساعدي ماكرون خلال مؤتمر صحفي إن الرئيس الفرنسي توقع أن “الأسوأ لم يأت بعد”، بعد أن أخبره بوتين أن روسيا ستواصل حملتها في أوكرانيا حتى تحقق أهدافها. وقال ماكرون لنظيره الروسي إن الغزو كان خطأ فادحا، وأن آراءه لا تتوافق مع الواقع.

وتعد العديد من المدن الأوكرانية محاصرة أو شبه محاصرة من جانب القوات الروسية. ويزداد الوضع حدة بشكل خاص في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، التي تعرضت لقصف شرس دون هدنة تقريبا منذ عدة أيام، وثمة مخاوف من سقوط مئات القتلى في المدينة.

كما تعرضت مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، لقصف جوي عنيف. وقال رئيس بلدية المدينة إن القصف وصواريخ كروز إستهدفت مناطق سكنية وأوقعت خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

Exit mobile version