Site icon PublicPresse

حرب روسيا على أوكرانيا.. وفدا التفاوض يكشفان عن نتائج الجولة الجديدة.. موسكو تعلن فتح ممرات إنسانية لإجلاء مدنيين (فيديو)

روسيا تغزو أوكرانيا

في اليوم الثاني عشر من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، إنطلقت الإثنين جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على الحدود البيلاروسية البولندية بهدف إيجاد مخرج للأزمة الحالية. ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن أنقرة ستستضيف الخميس محادثات ثلاثية لنفس الغرض. وأعلنت موسكو أنها ستوقف القتال مؤقتاً لفتح 6 ممرات إنسانية، في حين طالبتها كييف بتثبيت وقف إطلاق النار، واستنكرت مقترحاتها لخروج المدنيين إلى بيلاروسيا وروسيا.

وبدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي النظر في طلب كييف إتخاذ إجراءات عاجلة لدفع روسيا إلى وقف عملياتها العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية. وتواصل الفرار الجماعي للمدنيين من أوكرانيا، بينما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 1.7 مليون شخص عبروا من أوكرانيا إلى دول الجوار في 11 يوماً. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى تزويد بلاده بطائرات حربية ومقاطعة النفط الروسي والمنتجات النفطية الروسية وغيرها من الصادرات، وإلى زيادة الضغط الإقتصادي على موسكو وفرض حظر تجاري دولي عليها. وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا إلى عزلها لدرجة غير مسبوقة في مثل هذا الإقتصاد الهائل.

جولة جديدة من المفاوضات
ذكرت وكالة الأنباء البلاروسية أن جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية الرامية إلى إيجاد تسوية للنزاع، انطلقت مساء الإثنين في بيلاروسيا. وأفادت وكالة “بلتا” في حسابها على تلغرام “بدأت الجولة الثالثة من المفاوضات في بيلوفيشسكايا بوشا”، المنتزه الوطني على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، مرفقة النبأ بصورة للوفدين الروسي والأوكراني جالسين إلى طاولة المفاوضات.

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو أن تركيا ستستضيف محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا الخميس. وتنظم تركيا منتدى دبلوماسيا لمدة ثلاثة أيام دعت إليه سيرغي لافروف، الذي أكد حضوره في نهاية الأسبوع وفقا للحكومة التركية التي كانت تأمل أيضا في إقناع الوزير الأوكراني دميترو كوليبا.

وأكدت موسكو على الفور عقد اللقاء، في حين قال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو لوكالة الأنباء الفرنسية إنه “يجري النظر في إمكانية عقد مثل هذا اللقاء”.

وأوضح الوزير التركي في تغريدة “إثر مبادرات من جانب الرئيس (رجب طيب أردوغان) وجهودنا الدبلوماسية المكثفة قرر وزيرا خارجية روسيا (سيرغي لافروف) وأوكرانيا (دميترو كوليبا) الاجتماع بمشاركتي على هامش” منتدى أنطاليا الدبلوماسي في العاشر من الجاري.

من جهتها، أشارت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تطبيق تلغرام إلى أنه “وفقا لاتفاق عبر الهاتف بين الرئيسين الروسي والتركي (…) من المقرر عقد لقاء على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوزير الأوكراني دميترو كوليبا”.

موسكو تعلن فتح ممرات إنسانية
أعلنت موسكو الاثنين وقف إطلاق نار في أماكن محددة وفتح ممرات إنسانية للسماح بإجلاء مدنيين من مدن أوكرانية عدة من بينها العاصمة كييف حيث دوت صفارات الإنذار فجرا في اليوم الثاني عشر من الغزو الروسي.

وأتى الإعلان الروسي بعد ليلة تخللتها عمليات قصف عنيف جوي وبحري وبري استهدفت مدن أوكرانيا فيما دفع النزاع أكثر من 1,5 مليون شخص على الفرار من أوكرانيا واللجوء إلى دول الجوار بحسب الأمم المتحدة. وأوضح الجيش الروسي أن هذا القرار إتّخذ بعد “طلب شخصي” من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأجرى الرئيسان محادثات هاتفية الأحد استمرت ساعتين.

وسيشمل القرار كييف التي يحاول الروس تطويقها وخاركيف (شمال شرق) التي استهدفت بقصف جوي مكثف مساء الأحد ولا سيما مجمع رياضي تابع لجامعة محلية فيها ومبانَ مدنية.

ويشمل قرار إقامة ممرات إنسانية مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد والتي يحاصرها الجيش الروسي وحيث فشلت الأحد محاولة ثانية للقيام بعملية إجلاء. وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار المتفق عليه للسماح بعملية الإجلاء.

الجيش الروسي يقصف خاركيف ويضيق الخناق على كييف

المعارك الميدانية
في العاصمة، يقف الجيش الأوكراني على أهبة الإستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربا لوقف تقدم الدبابات الروسية. وقال الرقيب “كاسبر” من وحدة من المتطوعين الأوكرانيين لوكالة فرانس برس “إذا تلقينا الأمر من القيادة، أو إذا رأينا الروس يتقدمون، فسنقوم بتفجيره (الجسر)… بأكبر عدد ممكن من دبابات العدو”.

ودارت معارك عنيفة طوال يوم الأحد في ضواحي كييف وفقاً للإدارة الإقليمية الأوكرانية لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومترا غرب كييف) وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومترا شمال العاصمة). وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان “يستمر العدو في عمليته الهجومية على أوكرانيا مركزا على تطويق كييف وخاركيف وتشيرنيغيف (شمال) وسومي (شمال شرق) وميكولاييف (جنوب)”. وأضاف أن القوات الروسية “تحشد مواردها لشن هجوم” على كييف.

في إيربين، في ضاحية كييف الغربية، قالت تيتيانا فوزنيوتشينكو (52 عاما) إنه “منذ الصباح وحتى المساء تعرضت كل المباني المتجاورة للقصف، ودخلت دبابة، كان الأمر مخيفا، كنا خائفين. قبل ذلك، لم نعتقد أننا سنغادر”. وقال الناطق العسكري الإقليمي سيرغي براتشوك إن صواريخ روسية أطلقت من البحر سقطت الإثنين على قرية توزلي في منطقة أوديسا. وأشار إلى أنها استهدفت “منشآت حيوية” لكنها لم تسفر عن إصابات.

في لوغانسك التي يسيطر عليها إنفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا أدى إنفجار قوي، الإثنين، إلى اندلاع حريق في مخزن للنفط على ما ذكرت والة الانباء الروسية “إنترفاكس”.

زيلينسكي يطالب بطائرات حربية

توعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “بمحاسبة موسكو على هجومها ضد بلاده” مؤكداً ان “شعبه لن يسامح السلطات الروسية على استهداف أوكرانيا”.

وطلب زيلينسكي من المجتمع الدولي الاثنين تزويد أوكرانيا بطائرات عسكرية ومقاطعة النفط الروسي والمنتجات النفطية الروسية وغيرها من الصادرات. وقال في تسجيل مصور “إذا استمر الغزو (لأوكرانيا) ولم تتخل روسيا عن خططها ضد أوكرانيا فحينئذ ستكون هناك حاجة إلى حزمة جديدة من العقوبات… من أجل السلام”.

وطالب زيلينسكي بفرض عقوبات عالمية جديدة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، واقترح وقف عمليات التصدير إلى روسيا. وقال إنه ينبغي زيادة الضغط الاقتصادي، ودعا إلى فرض حظر تجاري دولي على روسيا. وأضاف: “قاطعوا عمليات التوريد إلى روسيا- إذا لم يلتزموا بالقواعد الحضارية- فلا ينبغي لهم تلقي السلع والخدمات من الحضارة- دعوا الحرب تطعمهم”.

مخاوف من إستهداف وشيك لمدينة أوديسا

أكثر من 1.7 مليون لاجئ فروا من أوكرانيا
أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الاثنين، بارتفاع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى أكثر من 1.7 مليون شخص. وذكرت المفوضية أن عدد المواطنين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى بلدان مجاورة منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 شباط الماضي بلغ مليونا و735 ألف شخص؛ بزيادة عن الرقم الذي تم تسجيله أمس والذي بلغ 1.53 مليون شخص.

ولفتت إلى أن ما يقرب من ثلاثة أخماس إجمالي هذا الرقم، أو ما يقرب من 1.03 مليون، وصل إلى بولندا وحدها.. بينما استقبلت المجر أكثر من 180 ألف شخص، واستضافت سلوفاكيا 128 ألف شخص. وفقًا للأمم المتحدة، قد يرغب أربعة ملايين شخص في مغادرة البلاد هربًا من الحرب.

المحكمة الجنائية الدولية
فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً حول الوضع في أوكرانيا. وتحدثت منظمة الصحة العالمية من جهتها عن وقوع هجمات على مرافق صحية، في وقت قالت واشنطن إن ثمة معلومات “موثوقة جدا” تفيد بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب منذ بدء الغزو في 24 شباط.

واتهم زيلينسكي في خطاب ألقاه الأحد، القوات الروسية بارتكاب “عمليات قتل متعمدة”. وقال “لن نسامح ولن ننسى وسنعاقب كل من ارتكب فظائع خلال هذه الحرب على أرضنا”.

وطلبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا من الإنتربول تعليق عضوية روسيا، على ما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل على تويتر، قائلة إن “تصرفات روسيا تشكل تهديدا مباشرا لسلامة الأفراد والتعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون”.

إرتفاع أسعار النفط وإنهيار سوق الأسهم
وأدى إستمرار تفاقم النزاع والتوقف شبه التام للصادرات الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط. ولامس سعر برميل نفط برنت بحر الشمال 140 دولارا صباح الإثنين، مقتربا بذلك من سعره القياسي المطلق. إثر ذلك، تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ بأكثر من 3% صباح الإثنين. وارتفع سعر الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة إلى أكثر من ألفي دولار.

وتأتي الزيادة في أسعار النفط بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان “بشكل نشط جدا” إمكان حظر واردات النفط الروسي.

لكنّ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبّرت عن رفضها لفرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة مرتبطة بغزو أوكرانيا. وقالت بيربوك إن فرض العقوبات سيكون “غير مجدٍ إذ اكتشفنا في غضون ثلاثة أسابيع أنه لم يتبق لدينا سوى أيام قليلة من التغذية بالكهرباء في ألمانيا وبأنه سيتعين علينا الرجوع عن هذه العقوبات”. وتابعت “نحن مستعدون لدفع ثمن اقتصادي باهظ جدا” لكن “إذا انطفأت الأنوار غدا في ألمانيا أو في أوروبا، فهذا لن يوقِف الدبابات”.

وتستورد ألمانيا 55 % من الغاز الذي تحتاج إليه من روسيا و42 % من نفطها أيضا فضلا عن الفحم. ومع أن النفط الروسي لا يخضع راهنا لعقوبات مباشرة نظريا، إلا انه لا يجد من يشتريه تقريبا ما يؤثر كثيرا على العرض العالمي.

والاثنين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الإثنين، إن الصداقة بين بكين وموسكو ما زالت قوية جدا رغم الإدانة الدولية للغزو الروسي لأوكرانيا، فيما عرض مساعدة بكين في التوسط من أجل تحقيق السلام. وأضاف وانغ خلال مؤتمر صحافي سنوي إن “الصداقة بين الشعبين متينة جدا وآفاق التعاون المستقبلي للجانبين واسعة جدا” مضيفا أن الصين سترسل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وهي “على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي للقيام بالوساطة اللازمة”.

Exit mobile version