Site icon PublicPresse

إنتخابات زحلة.. لائحتان مكتملتان و”القوات” والسنيورة على لائحة واحدة

مدينة زحلة - البقاع

نداء الوطن –
مع بدء العد العكسي لإقفال صناديق الإقتراع، يمكن الحديث عن إكتمال صورة لائحتين إنتخابيتين في دائرة زحلة حتى الآن، منحتا حماوة سياسية لآذارها الجليدي، مع التوجه في الايام المقبلة الى مزيد من الوضوح في المساعي التي يفترض أن تبذل مع القاعدة السنّية الناخبة في قرى وبلدات زحلة السنّية، حيث الثقل الإنتخابي لتيار “المستقبل”، لإقناعهم بالتحالف الذي بات شبه مؤكد بين الرئيس فؤاد السنيورة و”القوات اللبنانية”، يتوقع أن يترجم بتسمية الدكتور بلال الحشيمي عن المقعد السنّي في لائحة الأخيرة.

والأستاذ الجامعي الدكتور الحشيمي هو من كوادر “المستقبل” بقاعاً، الذين أبدوا منذ البداية معارضة لمقاطعة سنّية شاملة للإنتخابات، خشية تسليم قرار أكثر من 55 ألف ناخب لـ”حزب الله” وحلفائه في منطقة تعتبر في بوابة دمشق إلى لبنان. وهو يضع مرجعيته البقاعية في هذا الإطار لدى الرئيس فؤاد السنيورة، الماضي على ما يبدو في صوغ أكثر من تحالف مع “القوات” في دوائر البقاع الإنتخابية. علماً أن مهمة إقناع القاعدة بمثل هذا التحالف ستحتاج بعض الوقت كما يقول الحشيمي، مشدداً على أنه يخوض الإنتخابات ليفوز بها، وليس ليشكّل سنّة البقاع رافعة للوائح التي يترشحون من ضمنها.

عزوف عراجي
وعليه، لا يتوقع إعلان التحالف النهائي بين الطرفين قبل إقفال باب الترشيحات، التي حملت في نهاية الاسبوع أيضا مفاجأة عزوف النائب عاصم عراجي عن الترشح، بعدما كان الأخير أكد لـ”نداء الوطن” سابقاً عزمه خوض الإنتخابات أياً كان قرار تيار “المستقبل”، وقد أشار إلى أنه متحالف معه وليس من كوادره الملتزمين، حيث ربط إنسحابه من المعركة بالقرار الإستراتيجي على مستوى الدوائر الكبرى، أي طرابلس وبيروت وصيدا.

وعزوف عراجي يرتبط وفقاً لمتابعين بعاملين أساسيين، يمكن ضمّهما إلى الأسباب الموجبة التي فصّلها في بيانه، وهي أولاً عدم وضوح صورة اللائحة التي يفترض أن تشكّلها رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف، والصعوبة التي تواجهها هذه اللائحة في فرض نفسها منافساً فعليا من دون روافع تؤمن لها ذلك. والأمر الثاني عدم رغبة عراجي بالدخول في تنافس على القواعد التي يمكن أن يتشاركها مع مرشح الرئيس فؤاد السنيورة في المنطقة، علماً ان عراجي شرح في بيان له أن سبب عزوفه هو “التفتت الحاصل على صعيد الطائفة السنّية، مما سيؤدي إلى صعوبة تشكيل كتلة نيابية وازنة بعد الانتخابات ككتلة المستقبل”.

في المقابل، يرى الحشيمي في تحالفه مع “القوات” ما يزيد من فرص فوزه بالإنتخابات، ويعتبر أنها تعتمد على قاعدة متينة يمكن ان توصل الى البرلمان مرشحين على الاقل. إلا أنه يرى أيضا في عزوف عراجي عن الإنتخابات ما يمكن ان يسهّل عملية التحالف مع “القوات” متمنياً أن يصدر قرار عن الرئيس سعد الحريري يحث الناخبين على تأييده، وقائلاً في المقابل انه سيهدي فوزه للرئيس الحريري.

لائحة ضاهر
ووضوح صورة التحالفات على جبهة “القوات”، واكبه أيضاً إعلان النائب ميشال ضاهر عبر مصادره تشكيلة لائحته، التي يبدو أنها إستقرت على ستة مرشحين، بعدما ترك المقعد الكاثوليكي الثاني للقرار الزحلي كما ذكر. إلا أن عدم إستمالة ضاهر لقاعدة تيار “المستقبل”، التي ساهمت ماكينته الإنتخابية في جزء من فوزه بالإنتخابات النيابية المقبلة، سيزيد من صعوبة مهمته في رفع الحواصل المطلوبة للائحته، وإن جعل ذلك كلام ضاهر عن تشكيل لائحة متحررة من كل الأحزاب المركزية، أكثر إنسجاماً مع الواقع.

وبعد تسمية ضاهر الدكتور عمر حلبلب (76 عاماً) مدير عام وزارة الثقافة الأسبق، مرشحاً عن المقعد السني، أحدث موجة واسعة من الإنتقاد والإستياء في الوسط السني والتساؤل عن المعايير التي اعتمدت في الإختيار والإبتعاد عن الوجوه الشبابية الجديدة، لكون لائحة الضاهر كانت تعدّ بالنسبة لهم الأكثر أريحية في التصويت لأنها خارج أي تحالف حزبي، والأقدر على تقديم الخدمات في ظل ظروف اقتصادية وخدماتية وسياسية سيئة.

وأشارت مصادر لـ“نداء الوطن” إلى أن تسمية حلبلب أتت نتيجة تدخل أحد كوادر تيار المستقبل لتسميته، إنطلاقاً من أنه يشكل تقاطعاً بين أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري باعتبار أن حلبلب مقرّب من الأخير، وذو كفاءة علمية قانونية. وفي إطار تدخلات الكوادر المستقبلية، أشارت المصادر إلى أن الكادر نفسه يحاول تعويم أحد المرشحين في أوساط مقربة من رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.

وفي هذا السياق تنكر مصادر مقرّبة من أحمد الحريري أن يكون تدخّل شخصيّاً بتسمية أي من الأسماء، وذلك إلتزاماً منه بقرار الرئيس سعد الحريري الحازم بتعليق العمل السياسي والانتخابي، وقالت المصادر نفسها “التيار على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وممنوع على أيّ من المرشّحين أو الفاعليات المناطقية زجّ إسم التيار بالإنتخابات مهما كانت الأسباب والأسماء، وأن كوادر التيار الذين يتكلمون بإسم “المستقبل” ويتدخّلون بالانتخابات معرضون للمساءلة التنظيمية ما لم يقدّموا إستقالاتهم”. وهذا ما استدعى قيادة التيار لإصدار العديد من البيانات التنظيمية، لحثّ الحزبيين على عدم التدخل في مجريات الانتخابات.

وثبات كل من “القوات” وضاهر في خطوات ترشيحاتهما، يجعلهما أكثر حضوراً على الساحة الإنتخابية حتى الآن، وإن لم يكرسهما لاعبين وحيدين. فلائحة تحالف “حزب الله” مع “الوطني الحر” و”الطاشناق”، وإن يتوقع أن لا تحمل مفاجآت، ولكن عقد نواب زحلة السبعة في البرلمان المقبل لن يكتمل من دونه. وإذا كان “حزب الله” يشكل الرافعة الأساسية لهذه اللائحة، فإن العين تبقى على عدد الاصوات التي سينالها “التيار الوطني الحر” في زحلة وقرى قضائها المسيحية تحديداً، بعد مسيرته الإنحدارية منذ سنة 2005 وحتى اليوم.

وفيما لائحة تحالف “الحزب” و”التيار” أصبحت منجزة باستثناء رئيسها، لتعود المفاوضات بين قيادة الحزب والوزير السابق نقولا فتوش، ومقايضته مقابل ترؤسه اللائحة ليحصل على سبعة آلاف صوت ويموّل اللائحة، وأشارت مصادر فتوشية إلى “أن الوزير حاسم بقراره وينتظر موافقة الحزب على أن تمويل اللائحة يحصل بناءً على النتائج وما تفرزه صناديق الإقتراع، ومدى الإلتزام على قاعدة أن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين”. وأشارت مصادر مقرّبة من الحزب إلى أنه مجرد أن يحسم فتوش أمره يتم الإعلان عن اللائحة، وبحال قرر عزوفه عن الترشح يكون البديل رجل الأعمال جان عرابي”، وبخصوص المقعد السني أفصح المصدر أن الخيار ذهب باتجاه بلدة مجدل عنجر وتسمية رجل الأعمال حسن ذيب صالح رئيس بلدية سابق.

أما لائحة الكتلة الشعبية فلم تنجز بالكامل بعد، إنما تمّ تثبيت بعض الأسماء وبانتظار حزب الطاشناق أن يسمّي مرشحه عن المقعد الأرمني، فما زالت رئيستها ميريام سكاف تتواصل مع المرشحين لتحديد القدرات التجييرية لكل مرشح، أما عن المقعد السني فلم تحسم سكاف بعد الإسم الذي يمكن أن تختاره، فيتم التداول بأسماء كلّ من محمد شفيق حمود، وسعيد سلوم، والدكتور سليمان المعدراني، والدكتور خالد عبد الفتاح والدكتور رضا الميس.

وفيما يرتقب أن تغربل هذه التحالفات هجمة ترشيحات الطامحين، فيتراجع كل من لا يجد لائحة تحضنه إلى مرتبة الناخب مجدداً، لا يصب التأخير في إعلان “لائحة القوى التغييرية” بمصلحتها حتى الآن، بل يلمس البعض تراجعاً في الزخم الشعبي الذي بدأت به مسيرة المرشح عن المقعد الأرثوذكسي بإسم “زحلة تنتفض” الدكتور عيد عازار، نتيجة للتفرد المستمر في إعلان تسمياته، وهذا ما يزيد الشرخ بين “زحلة تنتفض” وباقي مجموعات الثورة التي شكلت إئتلافاً في ما بينها.

كما ويلاحظ حراك واسع لمرشحين مستقلين يعمل بعضهم على تشكيل لوائح غير مكتملة، يرجّح أن يصل عدد لوائح الأوسط إلى سبع لوائح، منها خمس لوائح مكتملة واثنتان غير مكتملتين.

Exit mobile version