Site icon PublicPresse

السنيورة يسحب من تحت الحريري بساط “العائلات البيروتية”

سعد الحريري و فؤاد السنيورة

خسر الرئيس سعد الحريري حزب والده الأول بعدما صار “إتحاد جمعيات العائلات البيروتية” فعلياً في جيب فؤاد السنيورة. من أدار الظهر لرئيس المستقبل يُراهن “صولد” على أن حالته إنتهت ولن يعود إلى الحياة السياسية. هم متأكّدون أن “دولته” عاتب على جحود البعض، ولو أنّه لم يعمد إلى إرسال الملامة عبر بعض المقربين منه في الداخل. وفق صحيفة “الأخبار”.

بكل بساطة، لم يعد “الإتحاد” لـ”إبن الرئيس الشهيد” بعدما علّق عمله السياسي. لذلك، لم تكن فكرة مقاطعة الإنتخابات النيابيّة ترشيحاً أو إنتخاباً مقبولة خلال النقاشات التي أُجريت في الهيئة الإدارية على مدى الأسابيع الماضية. فكانت النتيجة أن خلع معظم الأعضاء عنهم “حريريّتهم” وصمّوا آذانهم عن رغبة رئيس المستقبل في عدم ترشّح الشخصيات السنية إلى الإنتخابات. بالطبع، لم ينجح الأمر إلا بعدما نخر فؤاد السنيورة عظام “الإتحاد” بتأليب الأعضاء ضد قرار الحريري. يعرف ابن صيدا أن دخوله في مجلسٍ بيروتي سيكون محالاً، فكلّف حسن منيمنة وعمّار حوري الدعوة إلى اجتماعاتٍ مكثّفة للاتحاد كانا يصرّان فيها على إخراج السنيورة من المشهد على اعتبار أنه لن يتدخّل في اللائحة التي ستشكّل، بغض النظر عن دعمه لها. وتحت عنوان ضرورة الترشّح “كي لا يأكلنا حزب الله”، قطف “رجال السنيورة” حصّة الأسد في “الإتحاد” بعدما أقنعوا رئيسه والرؤساء السابقين وغالبية الهيئة الإدارية بضرورة المشاركة في الانتخابات. البداية كانت من الرئيس الحالي الذي وُعد بأن تكون له الكلمة الفصل في أسماء المرشحين، فاختار يموت مرشّح عائلة دمشقية، ماجد دمشقيّة. كما تقرّر الإتيان بمرشّح قوي من قلب “الإتحاد” على لائحة السنيورة، هو بشير عيتاني، علماً بأن الأخير هو مرشّح عائلته ومدعوم من رئيس “الإتحاد” السابق محمّد أمين عيتاني.

وإذا كان السنيورة قد نجح في إستمالة السواد الأعظم من “الإتحاد”، فإن لرئيس نادي الأنصار نبيل بدر والنائب فؤاد مخزومي حصتيهما أيضاً. لمحة سريعة على أسماء أعضاء الهيئة الإدارية الـ 18 والرموز البارزة للإتحاد تؤكّد التشرذم، إذ إنّ إثنين من أعضاء الهيئة أعلنا ترشيحهما: دمشقية على لائحة السنيورة ويسرى التنير مومنة على لائحة نبيل بدر، إضافة إلى حسن كشلي على لائحة مخزومي. هذه السابقة تنضمّ إلى سابقة نشر ما يحصل في الإجتماعات على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ نشرت يسرى مومنة أكثر من “بوست” على فيسبوك اتّهمت فيه يموت بـ”التضليل والتحايل على عائلات بيروت لإيهامها بأنه شكّل مع غيره هيئة لاختيار مرشحين يدّعي أنهم طُرحوا من قبل عائلاتهم للمشاركة في الإنتخابات النيابية. وهو في الواقع لم يستشر أي عائلة في الإتحاد، بل استزلم لجماعة السلطة الحاكمة”.

كلّ هذا يعني أن “العز” الذي ناله “الإتحاد” بعد تأسيسه في التسعينيات ذهب إلى غير رجعة. حتماً، لن يكون بمقدور “منتج الحريري” أن يختزل العائلات الـ 98 التي تنضوي في إطاره في مرشح أو اثنين خلال المرحلة المقبلة، أو حتى الالتفاف حول مرشحين للانتخابات البلدية. فعلياً، انتهى الدور السياسي للاتحاد في توحيد الصف السني البيروتي خلف زعيمه، ولن يكون بمقدوره في المرحلة المقبلة إلا أن يكون جمعيّة خيريّة تستقبل التبرّعات وتوزّعها على “المحتاجين البيارتة”. هذه الهواجس تدور في أذهان العديد من أعضائه، وخصوصاً أولئك المحسوبين على الحريري. يعبّر هؤلاء عن خوفهم على مصير الاتحاد في حال عدم نجاح المرشحين على لائحة السنيورة في دخول المجلس النيابي. فيما يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، بالتساؤل عن كيفيّة قيام الحريري بـ”قصّ أجنحة” المسؤولين عن تغيير وجه الاتحاد في حال عودته إلى الحياة السياسيّة.

في المقابل، يكابر كثيرون بقولهم إن الأمور تحت السيطرة. واحدٌ من هؤلاء هو محمد عفيف يموت الذي يقول لـ”الأخبار” إن “أعضاء الاتحاد ما زالوا يداً واحدة، والهيئة الإدارية اختارت دمشقية بالغالبية الساحقة”، لافتاً إلى أنّ اللائحة ليست لائحة السنيورة بل هي لائحة الاتحاد، إذ إننا لسنا تابعين لأحد بل نشارك في صياغة القرارات”. ويشير إلى أنّه على اتصالٍ دائم مع الحريري لوضعه في أجواء ما يحصل “ولم يصلني أي خبر أن الرجل عاتب، وخصوصاً أنه لم يدعُ إلى عدم المشاركة بل علّق عمله السياسي”، معتبراً “أننا نسّقنا مع السنيورة لأنه مكلّف من رؤساء الحكومات السابقين بشأن الانتخابات النيابية”.

لقراءة المقال كاملاً.. أنقر/ي هنا

Exit mobile version