Site icon PublicPresse

بيع السكاكر بالمفرق في أحياء صيدا في زمن الإنتخابات

النفايات في أحياء صيدا القديمة

محمد دهشة – نداء الوطن
تتكدّس أكوام النفايات في أحياء صيدا القديمة، تفوح منها الروائح الكريهة لتكشف نهاراً عن وجه معاناة أبنائها اليومية في ظل الفقر، فيما تخفيها ليلاً السهرات والإزدحام حيث تلتف الساق على الساق، في مشهد متناقض يحمل أكثر من علامة فارقة في وطن العجائب والغرائب. والمشهد المتناقض، يتكرر بين رمضان والإنتخابات، تحضر هموم الناس، من النفايات إلى الخبز وبينهما الغلاء، أطباقاً غير شهية على موائد الصائمين قسراً، ما يطرح اكثر من تساؤل عن الحلول الجدية مع تحول البلد قبلة للشخصيات ومقصداً للمرشحين.

حال البلد وأزماته المتكاثرة والحلول التي لا تغيب عن وعود المرشحين، أعادت ظاهرة قديمة الى المدينة واحيائها الشعبية، من صيدا القديمة مروراً بالفيلات وصولاً إلى تعمير عين الحلوة ذي الكثافة السكانية والبطالة والفقر، فقد أعاد سليم ابو الشيخ الزمن الى الوراء عقوداً طويلة في معاملات البيع مع الاطفال، من تسمية المحل دكاناً وليس سوبرماركت الى وضع بسطة من الطاولات وصناديق البيبسي وعليها “مرطبانات” لمختلف انواع السكاكر والشوكولا والبسكويت والجيلاتين وسواها، بعدما انعدمت قدرة الاهالي على اعطاء اولادهم “خرجيّتهم” كما في السابق بما يتناسب مع ثمنها والغلاء ارتباطاً بسعر صرف الدولار.

ويقول أبو الشيخ لـ”نداء الوطن”: “هذه الطريقة القديمة التي كنا نشتري بها من الدكاكين، لقد عاد الزمن بنا الى الوراء خمسة عقود، والسبب الازمة المعيشية الخانقة والغلاء وفقر الناس بسبب فساد المسؤولين الذين خربوا البلد، لم يعد بمقدور الاطفال شراء كل ما يشتهون، فالعين بصيرة واليد قصيرة، فاعتمدت طريقة البيع بالمفرق، كي يستطيعوا شراء تشكيلة متنوعة او نوع واحد من السكاكر بثمن زهيد، لا شي ثمنه أقل من الف ليرة ولكنني لا أرد احداً خائباً”. ويضيف: “الأطفال والطلاب يقبلون على الشراء صباحاً قبل الذهاب الى مدارسهم او بعد العودة منها والناس بدأت تعتاد الأمر واصبحت أبيع بالوقية وما دون حسب الامكانات المالية، كل شيء تغير ولكن نحو الاسوأ بدلاً من الافضل”. ويقول الطفل علي نجم: “لم أكن قادراً على شراء ما اريد من السوبرماركت والمحال الكبيرة، الآن في هذا الدكان المتواضع اعتمد طريقة الشراء بالمفرق، كل ما اريد ولكن بكميات قليلة حتى لا أحرم من الشوكولا والبسكويت التي أحب”.

إنتخابياً، وعلى وقع حسابات الربح والخسارة بين المرشحين ضمن 3 لوائح قوية صيداوياً مع تساوي حظوظهم، نشطت الحركة الإنتخابية حيث يتوقع ان تعلن لائحة “الإعتدال قوتنا” وتضم المستقل نبيل الزعتري والنائب إبراهيم عازار وجوزيف سكاف اليوم في صيدا من دارة الزعتري ونهاية الأسبوع في جزين، وواصل الزعتري شرح أهداف ترشحه مستقلاً. في المقابل، واصل المرشح المستقل على لائحة “وحدتنا في صيدا وجزين” المهندس يوسف النقيب لقاءاته الإنتخابية، والتقى رابطة آل قبرصلي في منزل رئيس الرابطة المهندس هلال قبرصلي بحضور أعضاء الهيئة الإدارية، معتبراً “أننا أمام أخطر تحدٍّ يواجهه لبنان وهو تحدي الوجود بل تحدي البقاء، بقاء لبنان الذي نعرفه ويعرفه العالم، وهذا لا يمكن أن يتحقق الا بالعودة الى اتفاق الطائف واستكمال تطبيقه والحفاظ على لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه عربي الهوية والانتماء سيداً حراً مستقلا، وصون وحدة لبنان وسيادته واستقلاله الحقيقي وعلاقاته المميزة مع الأشقاء والأصدقاء، قد رأينا ولمسنا حجم الارتياح اللبناني الرسمي والشعبي لعودة السفراء العرب الى لبنان وهذا نعتبره مؤشراً ايجابياً ودليلاً على ان الأشقاء العرب لن يتركوا لبنان وهم حريصون ولا يوفرون جهداً لمساعدته للخروج من أزماته، وأحد هذه الجهود المبادرة السعودية الفرنسية المشكورة لتأسيس صندوق لدعم لبنان”.

كذلك زارالنقيب والمرشحة المستقلة على ذات اللائحة الدكتورة غادة أيوب أبو فاضل رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون العمار، وقدما له التهاني بالفصح المجيد.

Exit mobile version