Site icon PublicPresse

هل تصنّف روسيا لبنان “دولة غير صديقة”؟

عبدالله بو حبيب و سيرغي لافروف

عبد الله قمح – الأخبار
إلا أن هذا الانزعاج لم يصل حدّ استدعاء السفير اللبناني وإبلاغه احتجاجاً رسمياً على موقف بيروت. واستوعبت الديبلوماسية الروسية الموقف بعد تفسيرات قُدّمت إليها تتعلق بالوضع الداخلي اللبناني. غير أن الحذر الروسي بقي قائماً في التعاطي الرسمي مع لبنان، عبر اتباع أسلوب الرسائل غير المباشرة. وإحدى هذه الرسائل التي وصلت إلى بيروت، أخيراً، نبّهت إلى أن موسكو قد تكون مرغمة على إدراج لبنان ضمن الدول المصنفة “غير صديقة”، كمرحلة أولى، في حال استمر “في الأسلوب المقلق في التعاطي مع روسيا”، ما لذلك من تبعات سياسية واقتصادية.

مردّ الرسالة هو “ضبط” مندوبة لبنان في الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي “متلبسة” أثناء مشاركتها في ورشة لتقديم صيغة توصية إلى المؤسسة الدولية حول “مخاطر الغزو الروسي لأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي”. علماً بأن موسكو أبدت أخيراً، عبر سفارتها في بيروت، استعداها لتأمين مساعدات إنسانية للبنان. وبحسب معلومات “الأخبار”، عرضت روسيا عبر قنوات رسمية لتزويد لبنان بمستلزمات أساسية يعاني نقصاً فيها جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، كالقمح و الحبوب والزيوت النباتية، من دون أي رد حتى الآن من الجانب اللبناني الذي يبدو أنه تجاهل العرض الروسي بالمساعدة، عبر البحث عن بدائل أخرى للاستيراد رغم إفلاس الدولة.

وكان لبنان تجاهل سابقاً عرضاً لتزويده بالغاز أويل لمعامل إنتاج الكهرباء في الزهراني ودير عمار (المتوقفة عن الإنتاج حالياً نتيجة نفاد المخزون)، بأسعار مقبولة بالليرة اللبنانية. تجاهل العروض الروسية دفع بالسفارة الروسية في بيروت إلى تخفيف التعاطي مع المسؤولين اللبنانيين، أو التعاطي بحذر شديد. علماً أن ديبلوماسيين روساً يؤكدون أنه ليس مطلوباً من لبنان اتخاذ مواقف مؤيدة لموسكو لعلمهم بدقة التوازنات الداخلية، لكنهم يحضون بيروت على التزام خيار “النأي بالنفس” الذي تتبناه الحكومة وعدم تجاوزه في ما يخص القضايا الروسية.

كما يدرك الروس الدور الأميركي في الحشد ضد روسيا في لبنان وتوريط الخارجية اللبنانية في إصدار موقف مستغرب من الحرب. ويلفتون إلى تفادي قوى سياسية لبنانية معروفة بعلاقاتها الوطيدة مع موسكو في إصدار أي موقف معارض للموقف اللبناني الرسمي، وهذا ما سيرتب، وفق مصادر ديبلوماسية، إعادة النظر في العلاقة مع هذه القوى.

Exit mobile version