Site icon PublicPresse

روسيا تهاجم مصنع آزوفستال آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في ماريوبول بالطيران والمدفعية (فيديو)

روسيا تهاجم مصنع آزوفستال آخر جيوب المقاومة الأوكرانية

شنت القوات الروسية، الثلاثاء، هجوماً بالمدفعية والطائرات على مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول الأوكرانية بعد أن قال رئيس بلدية المدينة فاديم بويتشينكو إن أكثر من 200 مدني ما زالوا يتحصنون فيه. وفي وقت يتواصل فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلن وزير خارجية الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارة إلى بنما الإثنين أن الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على موسكو ستتضمن إقصاء “مصارف روسية أخرى” من نظام سويفت للتعاملات المالية الدولية. كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني.

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً موسعاً بحظر تصدير المنتجات والمواد الخام إلى الأشخاص والكيانات الذين سيتم إدراجهم على قائمة العقوبات التي أمر الحكومة بإعدادها في غضون عشرة أيام، في رسالة إلى الغرب مفادها إعطاء الضوء الأخضر أمام وقف الصادرات وعدم الوفاء بالاتفاقات، ردا على العقوبات الغربية على بلاده. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، بياناً إتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية بـ “دعم نظام النازيين الجدد” في أوكرانيا. وجاء البيان للتعليق على رد وزير الخارجية الإسرائيلي على تصريحات نظيره الروسي حول أصول هتلر اليهودية، إذ اعتبر لابيد تصريحات لافروف “خاطئة ولا تغتفر”.
وأعربت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن تضامن الولايات المتحدة الذي “لا لبس فيه” مع أوكرانيا خلال زيارة غير معلنة لكييف السبت إلتقت خلالها الرئيس فولوديمير زيلينسكي. من جهته أعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أنّ بلاده لا تسعى إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في 9 أيار، وهو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا بالنّصر، في حين يعتقد محلّلون أنّ هناك نهاية محتملة للصراع في هذا التاريخ.

روسيا تهاجم مصنع آزوفستال

أعلن قائد في كتيبة آزوف التي تؤمن حماية مصنع آزوفستال أن روسيا شنت، الثلاثاء، “هجوماً عنيفاً” مدعماً بالدبابات والمشاة على المصنع، وهو آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا. وقال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف في فيديو نُشر على تلغرام “يجري هجوم عنيف على أراضي آزوفستال بدعم من العربات المدرعة والدبابات ومحاولات إنزال القوات بمساعدة القوارب وعدد كبير من عناصر المشاة”.

وقال رئيس بلدية ماريوبول الأوكرانية فاديم بويتشينكو اليوم الثلاثاء إن أكثر من 200 مدني لا يزالون يتحصنون مع مقاتلين في مصنع آزوفستال الضخم للصلب بالمدينة. وقال إن حوالي مئة ألف مدني في المجمل ما زالوا داخل المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا، والتي تحتلها القوات الروسية.

وذكرت وكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية، الثلاثاء، أن المقاتلين الأوكرانيين “إستغلوا وقف إطلاق النار في آزوفستال واتخذوا مواقع إطلاق النار”، حسبما نقلت الوسيلة عن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية، فاديم أستافييف. وأفادت الوكالة أن القوات الروسية تواصل مهاجمة مواقع إطلاق النار تلك. وقال المتحدث: “لقد تركوا المخابئ واتخذوا مواقع دفاعية على أراضي المصنع. حاليًا، بدأت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية الديمقراطية والقوات المسلحة الروسية فى تدمير تلك المواقع بالمدفعية والطيران”.

وتمكن حوالي 100 مدني يوم الأحد من مغادرة المصنع في عملية إجلاء نظمتها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، لكن لم تحدث أي عمليات إجلاء منذ ذلك الحين.

بوتين يهدد الغرب بوقف الصادرات
في أقوى رد للكرملين حتى الآن على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، أخطر الرئيس فلاديمير بوتين الغرب الثلاثاء بأن بوسعه وقف الصادرات وعدم الوفاء بالإتفاقات. ووقع بوتين مرسوماً موسعاً بحظر تصدير المنتجات والمواد الخام إلى الأشخاص والكيانات الذين سيتم إدراجهم على قائمة العقوبات التي أمر الحكومة بإعدادها في غضون عشرة أيام.

ويمنح المرسوم، الذي دخل حيز التنفيذ مع نشره، موسكو سلطة إشاعة الفوضى في الأسواق، إذ يمكنها في أي وقت وقف الصادرات أو عدم الوفاء بالتعاقدات مع أي كيان أو فرد مشمول بالعقوبات. وأمام الحكومة الروسية عشرة أيام لإعداد قوائم الأفراد والشركات الأجنبية التي ستتم معاقبتها بخلاف الساسة الغربيين المشمولين بالفعل بالعقوبات.

وجاء مرسوم بوتين رداً على ما وصفه بالإجراءات غير القانونية للولايات المتحدة وحلفائها والتي تهدف إلى حرمان “الاتحاد الروسي ومواطني الاتحاد الروسي والكيانات القانونية الروسية من حقوق الملكية أو تقييد حقوق الملكية الخاصة بهم”.

وينص المرسوم على فرض عقوبات اقتصادية ثأرية خاصة ردا على “الممارسات غير الودية التي اتخذتها بعض الدول الأجنبية والمنظمات الدولية”. ولا يقدم المرسوم أي تفاصيل عن الأفراد أو الكيانات التي قد تتأثر بهذه الإجراءات. وبموجب المرسوم، تحظر روسيا تصدير المنتجات والمواد الخام إلى الأشخاص والكيانات المشمولة بالعقوبات حتى بموجب العقود الحالية. كما يحظر المرسوم المعاملات مع الأفراد والشركات الأجنبية التي تطالها العقوبات الثأرية الروسية، ويسمح للأطراف الروسية بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاههم.

وكلف بوتين الحكومة بإعداد قائمة بالأفراد والشركات الأجنبية التي ستشملها العقوبات وكذلك تحديد “معايير إضافية” لعدد من المعاملات التي يمكن أن تخضع لقيود.

روسيا تتهم حكومة إسرائيل
رداً على غضب في الدولة العبرية بسبب تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث فيها عن أصل يهودي لهتلر، إتهمت موسكو الثلاثاء إسرائيل بـ”دعم نظام النازيين الجدد في كييف”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “أولينا اهتماما للتصريحات المنافية للتاريخ لوزير الخارجية (الإسرائيلي) يائير لابيد التي تفسر إلى حد كبير قرار الحكومة الحالية دعم نظام النازيين الجدد في كييف”. وأضاف البيان أن “التاريخ شهد للأسف أمثلة مفجعة على التعاون بين اليهود والنازيين”.

وكان لافروف قد صرح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير “زيلينسكي يرد على هذه الحجة بالقول كيف يمكن للنازية أن تكون موجودة في أوكرانيا، إذا كان هو نفسه يهودياً. يمكن أن أكون مخطئاً لكن هتلر نفسه كان دم يهودي يسري في عروقه”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاثنين إن “تصريحات الوزير لافروف فاضحة ولا تغتفر وخطأ تاريخي مروع” وأعلن أنه استدعى السفير الروسي لدى الدولة العبرية للحصول على “توضيحات”.

من جهته، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إستخدام محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية “أداة سياسية”. وقال في بيان نشره مكتبه “لا حرب في عصرنا تشبه الهولوكوست أو تُمكن مقارنتها بالهولوكوست”. وأضاف أن “استخدام إبادة اليهود كأداة سياسية يجب أن يتوقف فورا”.

وقالت موسكو مرارا إنها تريد “نزع السلاح” و”إزالة النازية” من أوكرانيا مبررة بذلك غزوها الذي بدأ في 24 شباط. وكررت الخارجية الروسية الثلاثاء هذه الحجج. وقالت إن “الأصل اليهودي للرئيس زيلينسكي لا يضمن حماية من تفشي النازية الجديدة في البلاد”. وأضافت أن “أوكرانيا، بالمناسبة، ليست الوحيدة في هذه الحالة”، مشيرة إلى أن رئيس لاتفيا إيغيلز ليفيتس “له أيضا جذور يهودية وهو يغطي أيضا (…) إعادة تأهيل الجناح العسكري للحزب النازي (فافين إس إس) في بلاده”.

وتتهم موسكو إسرائيل أيضاً “بتجاهل وباء التدمير وتدنيس معالم أثرية للصالحين الحقيقيين في العالم: جنود الجيش الأحمر الذين أوقفوا المحرقة وأنقذوا العالم اليهودي”.

لا نهاية للحرب في 9 أيار

وكان لافروف قد نفى الإثنين، ما يعتقده محللون بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن بلاده لا تسعى لإنهاء القتال في 9 أيار، وهو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا “بالنصر”.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة “ميدياست” الإيطالية بثت الأحد إن “عسكريينا لن يضبطوا أفعالهم بشكل مصطنع مع أي تاريخ، بما في ذلك يوم النصر” في 9 أيار، ذكرى إستسلام ألمانيا النازية عام 1945. وأشار لافروف إلى أن “وتيرة العملية في أوكرانيا تعتمد، في المقام الأول، على ضرورة تقليل المخاطر المحتملة على السكان المدنيين والعسكريين الروس”.

وتابع لافروف “سنحتفل رسمياً في 9 أيار، كما نفعل دائما. فلنتذكر أولئك الذين سقطوا من أجل تحرير روسيا وغيرها من جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق، من أجل تحرير أوروبا من آفة النازية”.

تحتفل روسيا عادة بيوم “النصر” بإقامة عرض عسكري كبير في وسط موسكو، ويتخلل الإحتفال خطاب للرئيس فلاديمير بوتين يشيد فيه بالدور الرائد لبلاده في هزيمة الفاشية في أوروبا. لكن إحتفالات هذا العام تقام في ظل عملية عسكرية لروسيا في أوكرانيا، بررها بوتين بتشديده على ضرورة نزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازية” فيها.

Exit mobile version