Site icon PublicPresse

النقيب و”القوات” ينتظران التدخّل السعودي في صيدا

صيدا - الجنوب

آمال خليل – الأخبار
لا تزال النائبة بهية الحريري الأكثر حضوراً في المشهد السياسي الصيداوي، رغم غيابها عن الإنتخابات النيابية المقبلة. تعمّدها إلتزام الصمت الإنتخابي قابله أخيراً صخب في التعبير عن الحالة الحريرية “التي لا يلغيها فقدان التمثيل النيابي في المدينة التي تجذّرت فيها العائلة اجتماعياً منذ السبعينيّات” بحسب المؤيدين. ومنهم من رفع لها صورتها وذيّلوها بـ”ما حدا بيعبي مطرحك بالقلب” عند دوار القدس وسط المدينة.

عيد الفطر كان مناسبة لاستئناف “الطقوس الحريرية” التي غيّبتها الأزمات المالية والسياسية التي مرّ بها تيار المستقبل. بعد إقفال لعامين، فتحت “الست بهية” أبواب دارتها في مجدليون أمام المهنئين بالعيد، وأظهرت حيثيتها الشعبية والرسمية. بين الوافدين، مرشحون من مختلف اللوائح المتنافسة، أبرزهم: إبراهيم عازار، نبيل الزعتري، يوسف النقيب ومحمد شاكر القواص. أما الوفود التي حملت صفة “الشعبية”، فكانت ذات طابع تمثيلي للناخبين وضمّت مفاتيح العائلات وهيئاتها الذين لا يزالون ينتظرون “التكليف الإنتخابي” من مجدليون.

قبل التهاني، وزعت الحريري، بإسم إبن شقيقها الرئيس سعد الحريري، للمرة الأولى بعد شح إستمر سنوات، “عيدية” لموظفي وعمال وشرطة بلدية صيدا وللصيادين ولـ”العائلات المتعففة”. وينقل عن “الست” أنها “مستمرة في ممارسة مسؤولياتها تجاه مدينتها كما فعلت قبل النيابة التي تولّتها بدءاً من عام 1992″، حين كانت مكلفة من شقيقها الرئيس رفيق الحريري بمتابعة مشاريع ومساعدات “المؤسسة الإسلامية للتنمية” التي صار إسمها لاحقاً “مؤسسة الحريري”.

الحريري أكدت قرار العزوف، وقالت إن ذلك سيمنحها “وقتاً إضافياً للتفرغ للمشاريع التنموية لصيدا والمتابعة عبر البلدية والإدارات الرسمية والأجهزة الأمنية”. لكن ذلك لا يمنع اهتمامها اللصيق بالانتخابات، وأنها “لن تهضم أن يؤول مقعدها إلى الدكتور عبد الرحمن البزري الذي أقفلت الحريرية بيت عائلته السياسي في أول إنتخابات بعد الحرب الأهلية” بحسب زوار مجدليون. والبزري كان معارضاً بقوة لها ونجح عام 2004 في الفوز برئاسة البلدية متحالفاً مع التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية.

يؤكد مقربون من الحريري أنها “لن تنتخب ولن تجيّر أصوات قاعدتها حتى لرئيس ماكينتها الانتخابية يوسف النقيب الذي قدّم نفسه على أنه مرشح أجواء الحريري”. والأخير لم يقطع الأمل. زارها في العيد مهنئاً مع أفراد عائلته. لكن الودّ والعشرة الطويلة لا يكفيان كي تساعده على الفوز. فهي عام 2018 لم تتنازل عن مقعدها لنجلها أحمد، علماً بأن النقيب لا يزال يعوّل على “إشارة تصلها من السعودية تجعلها توافق على دعمه بعدما حصل على دعم السفارة السعودية والرئيس فؤاد السنيورة الذي يجاهر بأن تحالف النقيب والقوات اللبنانية في صيدا ــ جزين من صنعه”. وفي هذا الإطار، إستقبل السنيورة كلاً من النقيب والمرشحة المدعومة من القوات عن المقعد الكاثوليكي في جزين غادة أيوب في مكتبه قبل أيام. وقبلها، حل النقيب ضيفاً على مائدة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري. في المقابل، يجزم العارفون بالحريري أنها “لا تستجيب لغير قرار الشيخ سعد، مموّلها وتوأمها الروحي والسياسي”.

القيادي في حزب القوات مارون مارون قال لـ”الأخبار” إن “السفارة السعودية في لبنان تعكس سياسة المملكة، ومواقفها مُعلنة وغير قابلة للإلتباس وتأتي في إطار الحفاظ على مقوّمات الدولة وترسيخ الإستقرار وانتشال لبنان من الإنهيار”، مؤكداً أن السفارة “لم تُقحم نفسها لا في إنتخابات صيدا ــ جزين ولا في سواها”. وعن موقف السنيورة من لائحة القوات في الدائرة، أشار مارون إلى أن “موقفه واضح مثل موقف المفتي عبد اللطيف دريان الداعمين لأي لائحة سيادية هدفها قيام الدولة والتصدي للمشروع الإيراني في لبنان. وبالتالي، فإن دعم هذه اللائحة السيادية، بتكوينها وبتركيبتها، يأتي ممن يشبهونها في سياق الدفع باتجاه مشروع إنقاذي”.

فأين يمكن أن تقف بهية الحريري بين السعودية والسنيورة والقوات؟
بالنسبة إلى مارون إبن بلدة مجدليون، فإن الحريري “مرجعية جنوبية وذات ثقل في منطقتها، ودورها فاعل وحيثيتها التمثيلية لا غُبار عليها. لكن لا دخل لنا في البيت الداخلي، وهي أدرى بما تدعو إليه وما تمتنع عنه، إلا أن المرشّح يوسف النقيب له حضوره ويلقى دعماً كبيراً من أطراف مختلفة”.

Exit mobile version