إتهمت وسائل إعلام روسية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”عدم إحترام” تقاليد التفاوض الدبلوماسي بعد سماحه بتسجيل وإذاعة مكالمة هاتفية مطولة جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شباط الماضي.
وأذاعت قناة “فرانس2” الخميس وثائقي “رئيس أوروبا والحرب” الذي تم تصوير أجزاء منه بقصر الإليزيه خلال المكالمة التي حاول خلالها ماكرون إثناء نظيره الروسي عن الحرب وذلك قبل أربعة أيام من بدء غزو أوكرانيا.
وقام مخرج الفيلم غي لاغاش بتصوير تسع دقائق من المكالمة التي ألقى خلالها بوتين باللوم على نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتوتر الأوضاع بين البلدين.
وقال بوتين خلال المكالمة إن نظام زيلينسكي “ليس منتخب ديمقراطياً” ولكنه وصل للسلطة “عبر انقلاب دموي” يتحمل زيلينسكي قدر من مسؤوليته.
كذلك إتهم بوتين كييف خلال المكالمة بانتهاك اتفاقات مينسك التي تم التفاوض عليها في عامي 2014 و 2015 ، والتي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
يُظهر الفيلم قيام فريق من مستشاري ماكرون بمتابعة مكالمته مع بوتين وتدوين الملاحظات وإبلاغ الرئيس الفرنسي ببعضها خلال المكالمة. كذلك تظهر لقطة يحذر فيها أحد مستشاري ماكرون لاغاش من أن بوتين “دائم الكذب”.
يقدم الفيلم الوثائقي نظرة من وراء الكواليس على دبلوماسية ماكرون المحمومة في اللحظات الأخيرة قبل بدء الحرب ومكالماته المتكررة مع بوتين لمنعه من خوض الحرب ضد أوكرانيا.
وتعجب لاغاش من إستمرار ماكرون في الحديث إلى بوتين قبل وبعد بدء الحرب قائلاً: “ما يهمني هو معرفة سبب استمرار (ماكرون) في الحديث مع بوتين. عندما يكذب بوتين، وعندما تكون قواته مذنبة بارتكاب جرائم حرب. ما هي استراتيجيته السياسية عندما يكرر أنه لا ينبغي إذلال روسيا؟”.