Site icon PublicPresse

لوكلير ينجو من دراما مشاكل فيراري في اللفات الأخيرة ليحقق الفوز في النمسا (فيديو وصور)

شارل لوكلير يفوز بجائزة النمسا بالـ"فورمولا 1"

نجا شارل لوكلير من دراما مشاكل الموثوقية على سيارته فيراري ليتمكّن من الظفر بالفوز بجائزة النمسا الكبرى على أرض ريد بُل متفوقًا على غريمه سائق ريد بُل ماكس فيرستابن.

بالرغم من سيطرة فيراري المطلقة على مجريات سباق ريد بُل رينغ خلال ثلثيه الأولّين، جاءت مشاكل الموثوقيّة لتضرب كارلوس ساينز عبر إحتراق محرّكه أثناء توجّهه لتحقيق مركزٍ ثانٍ محقّق.

ومن ثمّ جاء الدور على لوكلير الذي بدأت دوّاسة وقوده تعلق من حين لآخر وتسبّب ذلك في مجموعة من المشاكل الأخرى بعد أن كان أصيل موناكو مُسيطرًا بشكلٍ كامل على مجريات السباق.

لكنّه تشبّث ليعبر خطّ النهاية مُحقّقًا فوزه الأوّل منذ جائزة أستراليًا الكبرى ومقلّصًا الفارق قليلًا مع غريمه فيرستابن الذي حلّ ثانيًا خلفه.

وكانت غلّة فيراري لتكون أكبر في مواجهة ريد بُل على أرضها بالنظر إلى إنسحاب سيرجيو بيريز المبكّر، لكنّ لوكلير إستعاد المركز الثاني في الترتيب العام.

وتمكّن لويس هاميلتون من الإستفادة من وتيرته الجيّدة وانسحاب ساينز ليظفر بمنصّة التتويج الثانية على التوالي بحلوله ثالثًا.

أمّا جورج راسل فقد حلّ خلفه في المركز الرابع ليعود إلى مراكزه المعتادة هذا الموسم بعد إنكسار تلك السلسلة إثر إنسحابه في الجولة الماضية في سيلفرستون.

وقدّم إستيبان أوكون سباقًا قويًا ليحلّ خامسًا لصالح ألبين، في حين قدّم ميك شوماخر واحدًا من أروع سباقاته في الفورمولا 1 ومعه أفضل نتيجة له بحلوله سادسًا لصالج هاس.

وبالرغم من عقوبة الثواني الخمس التي تلقاها، أحرز لاندو نوريس المركز السابع متقدّمًا على كيفن ماغنوسن الذي ضمن نقاطًا مزدوجة لفريق هاس للجولة الثانية على التوالي.

أمّا دانيال ريكاردو فقد عبر خطّ النهاية تاسعًا، بينما أكمل فرناندو ألونسو ترتيب مراكز النقاط بالرغم من إنطلاقه من المركز الـ 19 إثر عدم مشاركته في السباق القصير بالأمس.

مجريات السباق (لمشاهدة ملخص السباق، أنقر/ي Watch on YouTube)

إختار الجميع تقريبًا الإنطلاق على إطارات “ميديوم” ما عدا جو، وتسونودا وفيتيل وألونسو اللذين آثروا إطارات “هارد” بالنظر إلى مراكزهم المتأخّرة.

ومجددًا قدّم فيرستابن إنطلاقة قويّة وحافظ على الصدارة أمام لوكلير، في حين خاض ساينز وراسل معركة على المركز الثالث وانضمّ إليهما بيريز في المنعطف الثالث.

لكن أثناء محاولة بيريز البقاء على الخطّ الخارجي في المنعطف الرابع، فقد وقع إحتكاك بينه وبين راسل أدّى إلى التفاف سيارته وانكسار أجزاء منها وعبورها على المنطقة الحصويّة، لكن لحسن حظّه فقد واصلت السير ولم تعلق، بالرغم من أنّ ذلك كان يعني تراجعه إلى المركز الأخير وتوجّهه لإجراء وقفة صيانة مبكّرة.

وقال بيريز عبر اللاسلكي: “لقد رأيتم ذلك بوضوح مع راسل”.

بالعودة إلى الأمام، فقد بدأ فيرستابن ولوكلير بالإبتعاد سريعًا عن ساينز خلفهما الذي بدوره إبتعد عن راسل.

لكن على عكس سباق الأمس القصير الذي بنا فيه فيرستابن أفضليّة مبكّرة في الأمام، بقي لوكلير ضمن مجال “دي آر اس” خلف غريمه هذا اليوم.

وأقدم لوكلير على هجومه الأوّل في اللفّة العاشرة منغمسًا من الجهة الداخليّة للمنعطف الثالث، لكنّ فيرستابن حصل على تسارعٍ أفضل بالخروج منه ما سمح له بالحفاظ على الصدارة.

وسمح بطء فيرستابن لساينز بالإقتراب منهما، وبعد لفّتين من التربّص، أقدم لوكلير على تجاوز جريء للغاية عبر تأخير الكبح بشكلٍ مذهل في المنعطف الرابع وانتزاع الصدارة من غريمه.

لكنّ مهندسه سرعان ما حذّره قائلًا: “هذا التحذير الثاني لقاء حدود المسار، عليك الحذر”.

في الأثناء أجرى راسل توقّفه مطبقًا عقوبته لقاء حادثه مع بيريز، كما غيّر جناحه الأمامي.

وبالنظر إلى تراجع حالة إطاراته سريعًا، أجرى فيرستابن توقّفًا مبكّرًا للغاية في نهاية اللفّة الـ 13 منتقلًا إلى إطارات “هارد”، وكان توقّفه بطيئًا بعد مشكلة في تثبيت الإطار الأمامي الأيسر حيث عاد في المركز الثامن.

وبعد أن بقي عالقًا خلف شوماخر لـ14 لفّة مثل سباق الأمس القصير قائلًا في الأثناء: “سرعتهم القصوى جنونيّة”، تمكّن هاميلتون من تجاوزه أخيرًا بعد إنغماس جريء، وسرعان ما أتبعه بماغنوسن.

وأصبحت مسألة حدود المسار حاضرة بقوّة، حيث كانت إدارة السباق بصدد توجيه التحذيرات يمينًا وشمالًا، وتلقى فيرستابن تحذيره الأوّل أثناء ضغطه على شوماخر.

وبعد أن تجاوزه فقد وجد هاميلتون أمامه في ظلّ تقدّمهما إلى المركزين الثالث والرابع تواليًا.

وبدأ فيرستابن بالضغط على غريمه من العام الماضي، حيث قال الأخير: “الإطارات لا تزال في حالة جيّدة”، لكنّ سائق ريد بُل استفاد من سرعته القصوى العليا ليتمكّن من تجاوزه مستفيدًا كذلك من نظام “دي آر اس” وأصبح حينها ثالثًا على بُعد 20 ثانية عن الصدارة.

وقدّم فيرستابن حينها وتيرة سريعة مستفيدًا من إطاراته الأجدد، وكان أسرع بمعدّل 0.8 ثانية من لوكلير في تلك المرحلة.

وقال مهندس ساينز: “نفكّر في الخطّة إي في الوقت الحاضر”..

وعرف السباق حينها معركة خماسيّة مذهلة بين ماغنوسن وألونسو ونوريس وجو وشوماخر.

واختار فريق ريد بُل إنسحاب بيريز من السباق في نهاية اللفّة الـ 25، واستدعت فيراري لوكلير في نهاية اللفّة التالية لنقله إلى إطارات “هارد”، حيث عاد في المركز الثالث أمام هاميلتون وعلى بُعد 6.7 ثانية عن فيرستابن.

واستُدعي ساينز في اللفّة التالية، حيث عاد في المركز الرابع خلف هاميلتون، وهو ما ترك فيرستابن في الصدارة.

وبدأ لوكلير بتقليص الفارق مع غريمه في تلك المرحلة مقدّمًا وتيرة قويّة للغاية كانت أسرع بثانية ونصف من وتيرة فيرستابن في بعض اللفّات، في حين أجرى هاميلتون توقّفه في نهاية اللفّة الـ 28 منتقلًا هو الآخر إلى إطارات “هارد”، وكان توقّفه بطيئًا هو الآخر حيث عاد في المركز السادس خلف إستيبان أوكون.

لكن مع إجراء لانس سترول لتوقّفه وتمكّنه من تجاوز أوكون سريعًا، عاد هاميلتون إلى المركز الرابع سريعًا.

ولم يتطلّب الأمر من لوكلير سوى 6 لفّات ليعود إلى الدخول ضمن مجال “دي آر اس” مع فيرستابن، وبالفعل تمكّن من تجاوزه منذ المحاولة الأولى عند المنعطف الثالث ليستعيد صدارته، بينما كان ساينز خلفه بصدد الاقتراب منه هو الآخر مع تراجع وتيرة الهولندي.

وقال فيرستابن متذمرًا حينها: “أجد تماسكًا في مقدّمة السيارة في لفّة، وأخرى لا، إنّه أمر جنوني”.

ومع انتصاف السباق، فقد استنفد العديد من السائقين التحذيرات الثلاث بشأن حدود المسار، حيث تلقى بيير غاسلي عقوبة 5 ثوانٍ لقاء ذلك، وكذلك لاندو نوريس، بينما كان لوكلير، وساينز وهاميلتون عند مستوى تحذيرين في تلك المرحلة.

ولحق ساينز بفيرستابن في اللفّة الـ 37، وذلك في ظلّ تقهقرٍ واضحٍ لوتيرة الهولندي، وعندما بدأ الإسباني بالهجوم فقد دخل سائق ريد بُل لإجراء توقّفٍ ثانٍ والانتقال إلى إطارات “هارد” جديدة في نهاية اللفّة الـ 36 وعاد في المركز الثالث هذه المرّة.

بالتوازي مع ذلك تمّ التلويح بالعلم الأسود والأبيض التحذيري في وجه ساينز بشأن حدود المسار.

وقال مهندس فيرستابن حينها: “عليك استهداف مجاراة أزمنة هاميلتون في هذه المرحلة”، فتساءل عن سبب ذلك، ليُعلمه مهندسه ببقاء 35 لفّة أمامه.

لكن مجدّدًا تكرّر سيناريو المرحلة الأولى، حيث أصبح فيرستابن أسرع، لكن تزامن ذلك مع وصول ثنائيّ فيراري لزحام السيارات المتأخّرة بلفّة.

وقال ساينز حينها: “أحظى بشعورٍ أفضل على هذه الإطارات”.

في ذات المرحلة تعرّض جمعت حادثة بين فيتيل وغاسلي بشكلٍ مطابق لواقعة راسل وبيريز، حيث إنزلق فيتيل وتمكّن من العودة هو الآخر بعد بعض الأعلام الصفراء التي عطّلت لوكلير قليلًا، وتمّ توجيه عقوبة 5 ثوانٍ لغاسلي لاحقًا بسبب تلك الواقعة.

وتمّ التلويح بالعلم الأسود والأبيض في وجه هاميلتون بشأن حدود المسار كذلك، وكان هاميلتون غاضبًا للغاية عند إعلامه بذلك كونه يعتقد بأنّه لم يخرق حدود المسار مطلقًا.

ولم يتمكّن لوكلير من تجاوز ألونسو بلفّة كاملة بالنظر إلى إطارات الأخير الجديدة، كما أرجع أوكون نفسه إلى لفّة الصدارة متجاوزًا إيّاه بعد حصوله على إطارات جديدة هو الآخر.

واستدعت فيراري لوكلير في نهاية اللفّة الـ 49 لنقله إلى إطارات “هارد” جديدة أخرى، حيث عاد في المركز الثالث على بُعد 3.8 ثانية عن غريمه فيرستابن.

ومجدّدًا إستدعى الفريق ساينز في نهاية اللفّة التالية ليعود هو الآخر في المركز الثالث.

وبدأ ثنائيّ الحصان الجامح بالضغط واللحاق بفيرستابن مع بقاء 20 لفّة على النهاية، بينما إستدعت مرسيدس هاميلتون في نهاية اللفّة الـ 51، وتساءل البريطاني عن سبب الانتقال إلى إطارات “ميديوم” في توقّفه وقال له مهندسه بأنّ ذلك جاء من أجل “السعي وراء فرصٍ في آخر السباق”.

وتمكّن لوكلير من اللحاق بفيرستابن سريعًا وتجاوزه في اللفّة الـ 53 مستعيدًا صدارته بالرغم من محاولة فيرستابن الدفاعيّة، وسرعان ما تذمّر من ضعف تماسك سيارته.

وجاء الدور إثر ذلك على ساينز الذي قلّص الفارق سريعًا مع سائق ريد بُل مسجّلًا أسرع لفّة في السباق في طريقه، لكن أثناء بدءه الهجوم فقد أسلم محرّكه الروح بالتسارع نحو المنعطف الرابع وتصاعدت ألسنة اللهب من محرّكه، واضطرّ الإسباني للبقاء في سيارته بالرغم من ألسنة اللهب من أجل منعها من التراجع إلى وسط المسار، قبل أن يتمكّن المارشلز أخيرًا من الوصول إليها.

وكانت خيبة الأمل واضحة على الإسباني وكذلك على فريقه فيراري.

ودفع ذلك إدارة السباق لاعتماد نظام سيارة الأمان الإفتراضيّة، حيث إستجابت فيراري وريد بُل تباعًا عبر إجراء وقفتين لسائقَيهما ونقلهما إلى إطارات “ميديوم” جديدة مع بقاء 13 لفّة على النهاية.

واستؤنف السباق مع بقاء 11 لفّة على النهاية في ظلّ وجود فارق 4 ثوانٍ بين ثنائيّ الصدارة، لكنّ لوكلير سرعان ما قال عبر اللاسلكي: “دواسة التسارع تبدو غريبة”، وقال له مهندسه بأنّه سيتثبّت ويعود إليه، وقال له بعد ذلك بأنّ كلّ شيء يبدو على ما يرام على البيانات.

لكنّ فيرستابن بدأ بالضغط حينها، وبدأ بتقليص الفارق بشكلٍ تدريجي مع سائق فيراري، وكان أسرع منه بمعدّل 0.3 ثانية تقريبًا.

لكنّ وتيرتهما أصبحت متكافئة بعد ذلك، بينما حاولت ريد بُل حثّ فيرستابن على مواصلة الضغط عبر إعلامه “بإمكانيّة وجود مشكلة في دوّاسة وقود لوكلير”.

وقال مهندس لوكلير بعد ذلك: “تعلق الدواسة قليلًا في بعض الأحيان ولا تعود إلى 0 بالمئة، سنحاول حلّ المشكلة في أسرع وقتٍ ممكن”.

وعاد فيرستابن للكسب قليلًا حينها، ليُصبح الفارق بينهما 2.8 ثانية مع بقاء 4 لفّات على النهاية.

وعاد لوكلير للقول: “السيارة لا تقبل نقل الغيارات تنازلًا”، فأعلمه مهندسه بأنّ ذلك نتيجة لمشكلة الدواسة.

وصمد لوكلير ليتمكّن من عبور خطّ النهاية أوّلًا محقّقًا فوزه الأوّل منذ جائزة أستراليا الكبرى، والفوز الثاني على التوالي لفيراري.

نتيجة السباق:




Exit mobile version