PublicPresse

الراعي حول الترسيم: قدّمنا “الحد الأقصى”.. وليس بمقدورنا “الإنتظار طويلاً” (فيديو)

أشار ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال القداس الإلهي من المقر البطريركي في ​الديمان​، إلى أنه “ليس بمقدور ​لبنان​ إن ينتظر طويلاً لاستخراج ​النفط والغاز​، ونتمنى على ​الولايات المتحدة​ ان تحسم الموضوع مع ​إسرائيل​”.

وقال الراعي: “لا يستطيع أن ينسى متعاطو الشأن السياسي أنهم هم أيضا مؤتمنون على رسالة خدمة الخير العام، الذي يتوفر فيه خير الجميع وخير كل مواطن. كيف نوفق بين هذه الرسالة ونقيضها؟ فالواقع عندنا لا يجهله أحد. وهو أن الأزمات المعيشية المتنامية لا توفر عائلة لبنانية مهما كان وضعها المالي. وهذا ظاهر للعيان: في أزمات الطحين والخبز والكهرباء والماء والمواد الغذائية، وأقساط المدارس، والدواء ومستلزمات المستشفيات وعودة وباء كورونا، والتخبط في معالجة أجور موظفي القطاع العام وسط استنسابية في الزيادات تناقض مفهوم المساواة بين المواطنين والموظفين. ويترافق ذلك مع الالتباسات حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وفي هذا المجال، ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلا ليستخرج الغاز والنفط، فيما تقوم إسرائيل بذلك. ونتمنى على الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوسيط، أن تحسم الموضوع مع إسرائيل، فلبنان قدم الحد الأقصى من أجل إنجاح المفاوضات”.

وأشار إلى أنه “أمام هذا الواقع، ينتظر الشعب اللبناني حلولا إنقاذية، فتأتيه مشاكل تزيد من فقره. يأمل أن تنحسر عنه الأزمات، فتطل كل يوم أزمة جديدة. يترقب أن يتوجه إليه المسؤولون ويخففون من مآسيه، فيجدهم غارقين في صراعات عبثية كأن البلاد بألف خير. إن هذه المشاعر والمآسي تضاعف عدم الثقة بالجماعة السياسية وتضعف صدقية لبنان في طلب المساعدات من الأصدقاء. ومن مظاهر فقدان الثقة بالسلطات وبالجماعة السياسية أن الشعب في المدة الأخيرة راح يتظاهر وحيدا في الشوارع والساحات احتجاجا على الحالة المعيشية المزرية التي وصل إليها، فيما المسؤولون في مكان آخر ولا يهتمون بصرخته”.”

وطالب القوى السياسية “في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه الحديث”، لافتا الى أن “التحديات تعثر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب.”

وقال: “ومن موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استنادا إلى موازين القوى، بل استنادا إلى الدستور والقوانين والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية”.

الراعي: نعاني من بعض الإعلام
وكان الراعي ترأس قداساً احتفالياً لمناسبة عيد القديسة مارينا في كنيستها بالوادي المقدس، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان والنائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا المطران جوزيف النفاع ولفيف من الكهنة.

البطكريرك الراعي ترأس قداساً إحتفالياً لمناسبة عيد القديسة مارينا

ورأى الراعي “أننا نعاني اليوم من بعض الاعلام الذي لا يحب الحقيقة بل يفضل نقل الخبر الكاذب ولا يتوقف عن تشويه صورة لبنان الحضاري والثقافي وإظهار الوجه الهدام فقط”.
وتوجه إلى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري قائلاً: نطلب من الله ان يأخذ بيدك ويكون معك لتصويب الأمور لأنك حريص على الحقيقة وعلى دور الإعلام في قول الحقيقة. والكنيسة تقول عن وسائل الإعلام انها هبة من الله ورسالة نبوية للعالم. هذه رسالتنا أيضا نحن والاخويات والراهبات لمساعدة اهلنا على ادراك الحقيقة والقيم الإنجيلية وتعاليم الكنيسة فيتنفس العالم ويدرك انه يكفينا إفتراءات”.

Exit mobile version