PublicPresse

دعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية.. وأهالي ضحايا المرفأ: لا تنسوا يا حكام الأرض أن حاكم السماء موجود وبإنتظاركم (فيديو)

إحتشد أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين والمطالبين بالتحقيق في جريمة مرفأ بيروت، أمام مبنى جريدة “النهار”، قبل أن ينطلقوا بمسيرة الى تمثال المغترب، يرفعون علماً لبنانياً كبيراً ملطخاً بالدماء، وعلما آخر مكتوبا عليه قسم أهالي الشهداء وضحايا المرفأ، كما رفعت صور الضحايا واللافتات المنددة بالسلطة السياسية والمطالبة بالحقيقة والعدالة.

ورفع بعض أهالي الضحايا عددا من “التوابيت” واللافتات التي تحمل شعارات مطالبة بمحاسبة المجرمين وبإحقاق العدالة.

إشارة الى أنه حصل تدافع واطلاق عبارات ضد السلطة السياسية من مجموعات تشبه الشعارات التي كانت تطلق في 17 تشرين، وتم منعهم من قبل نقطة الجيش عند احد مداخل ساحة مجلس النواب. وتوافدت شخصيات سياسية واجتماعية، من بينها النواب ميشال معوض، الياس حنكش، نديم الجميل.

وألقى بول نجار والد الضحية الكسندرا، كلمة ذكر فيها بحيثيات وتفاصيل ما تعرضت له عائلته وفقدان طفلته.

فضوليان
من ساحة سمير قصير، تلت ماريان فاضوليان بيان جمعية أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت:

“مضى عامان على جريمة العصر وكأنها وقعت اليوم… عامان ونحن ما زلنا في الطرقات ونتابع كل ما يجري من تطورات للحصول على أبسط حقوقنا وحقوق ضحايانا.
عامان ونحن نطالب بالعدالة والحقيقة والمحاسبة. عامان ونحن ما زلنا نحارب تلك الطبقة السياسية والسلطة الفاسدة والمتجزرة بالتعنت والظلم، والتي لم يرفَّ لها جفن من هول فظاعة الجريمة.
وبكل وقاحة نراها تضع العراقيل الواحدة تلو الاخرى والتي لا أساس لها، متذرعة بالحجج القانونية.
فكيف يكون لمطلوبين، الحق بالترشح في الانتخابات، لا بل بالفوز الساحق ايضا وبدون منافس. فهل تم الفوز بالتزكية أم بالتزوير؟ ام الشعب الذي انتخبهم لم يجد العيب فيهم؟! ام الترهيب والضغط والعوز كانوا أسياد الموقف؟!

ولم يكتفوا بذلك، بل أعادوا الحصانات لأصحابها، رغم مذكرات الجلب وأذونات الملاحقة المتكررة بحقهم وأصبحوا ضمن لجنة الأدارة والعدل….
وأي عدل يعرفونه!! هم فقط يحق لهم ان يكونوا ضمن لجنة اللاادارة واللاعدل.
وكيف لنواب أن يصوتوا لأشخاص هم أساس البلاء وسبب كل المصائب؟ فمن العار ان نطلب العدالة من اشخاص هم بلاء للعدل وهاربون من العدالة التي لا يعرفونها سوى بالكلمة واذا عرفوها لا تنطبق على مناصبهم المزيفة”.

أضافت: “بدأوا بطلبات الرد ومن ثم مخاصمة الدولة، حتى وصلوا إلى كف يد القاضي بيطار، لأنه قام بإستدعائهم. فهم أكبر واهم من المثول أمام القضاء، فهم آلهة على الأرض!
أضف إلى ذلك، الوزير المعرقل منع من التوقيع على التشكيلات القضائية بأعذار واهية لا أساس لها من الصحة من خلال رئيس مجلس النواب. وهذا ما قاله الرئيس ميقاتي.
كما نذكر أن هنالك اشخاصا ما زالوا يسرحون ويمرحون دون حسيب او رقيب. ولم تطبق مذكرات التوقيف والجلب الصادرة بحقهم”.

سألت: “أين أذونات الملاحقة التي طلبها المحقق العدلي؟
نقول لمن يحمي المطلوبين: انتم تشاركون بالجريمة لان بحمايتكم هذه، تعرقلون سير العدالة وتقفون بوجهنا وبوجه التحقيق وتساعدون بهروبهم من المحاسبة والافلات من العقاب. فكيف تتحدثون عن دولة القانون والمؤسسات وفصل السلطات وإستقلالية القضاء وأنتم من قضيتم على القضاء وما زلتم مستمرين بالتعطيل والتدخلات، وكأنكم تخافون على مناصبكم من أن تطالها الإدانة والتهمة. والشبهات التي تحوم حولكم هي من دفعتكم للعرقلة والتعطيل، لأن الرجل الشريف، والذي لا يد له في جريمة المرفأ لا يخاف من شيء”.

وتابعت: “دمرتم بيروت ويتمتم أطفالا وأدميتم قلوبا وهجرتم عائلات من بيوتها ومنازلها وانتم تتراقصون فوق دماء ضحايانا.
وتتأملون بإستخفاف الحريق الذي ألتهم الأهراءات دون ان تتحركوا بإنتظار سقوط البقية منها. الشاهد الصامت على الجريمة النكراء يجب أن يبقى ونؤكد لكم أنه لو سقط قسم منه سنبقى متمسكين ومصرين وسنضحي بكل ما نملك من قوة لنحافظ ونحمي الجزء الصامد من الشاهد الصامت الذي أدرج على لائحة الجرد ومن ثم جمد القرار. فهذا المستغرب بالأمر.
نعود ونطالب بأن ينشر القرار ويصدر للعلن.

ونحذركم من أن أي حريق يشب فيه سنتحرك بطريقتنا حتى نخمد النيران وسيكون التحرك قاسياً. نقول لكم اليوم وكل يوم أن فسادكم هو من قتل أولادنا وضحايانا والتسويات التي تفكرون بها، لن تسري علينا. ولكل ظالم نهاية. لا تنسوا يا حكام الارض أن حاكم السماء موجود وبإنتظاركم، ولن تستطيعوا ان تهربوا منه”.

نحو تمثال المغترب
ثم إنطلقت المسيرة الحاشدة بعد ذلك نحو تمثال المغترب، بعد توافد الحشود من مختلف الجهات.

أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت
طالب أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت في الذكرى الثانية لانفجار الرابع من آب مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، وقالوا في كلمة:

“الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
في الذكرى الثانية لأكبر انفجار غير نووي في التاريخ ، الذي دمر أجزاء كبيرة من بيروت وأسفر عن مقتل أكثر من ۲۰٠ شخصا ، وآلاف الجرحى ، ومئات آلاف النازحين .
لا تزال هذه المأساة حتى اليوم مستمرة ، تفرض خسائر نفسية واجتماعية ومالية فادحة وإلحاق ضرر كبير بالضحايا الناجين وأقاربهم ، والشعب اللبناني عامة .
الموقعون أدناه هم أقارب رجال الإطفاء المتطوعين العشرة . النساء والرجال الأبطال الذين لقوا حتفهم جميعا في انفجار ميناء بيروت ، كانوا أول من استجاب وسارع لإخماد الحريق الأول في المرفأ ، دون أن يكونوا على علم مسبق بالمواد الخطرة الموجودة في العنبر المحترق . أسماء هؤلاء الأبطال العشرة -امرأة وتسعة رجال قضوا جميعاً في انفجار مرفأ بيروت- هي : جو بو صعب ، رامي الكعكي ، سحر فارس ، مثال حوا ، نجيب حتي ، شربل حتي ، شربل كرم ، إيلي خزامي ، جو نون ، ورالف ملاحي.

بعد وقت قصير من الإنفجار، رفعت مطالب عديدة – تضمنت عرائض موقعة من مئات آلاف المواطنين اللبنانيين – داعية إلى إجراء تحقيق مستقل في انفجار مرفأ بيروت بتفويض من الأمم المتحدة. كانت هذه المطالبات مدفوعة بعدم الثقة في قدرات الحكومة اللبنانية ونظام العدالة اللبناني على التحقيق في جريمة بهذا الحجم، نظرا لوجود العديد من تضارب المصالح الكبير ، فضلاً عن العجز التاريخي للبنان في حل الجرائم الكبرى السابقة ، والنقص الفادح في الخبرات الفنية.

ولسوء الحظ ، ثبت أن جميع هذه المخاوف كانت مبررة تماماً، فبعد عامين من المأساة، لا حقيقة ظهرت ولا عدالة أتت.

وعلى الرغم من ادعاء القضاء اللبناني على عدة وزراء سابقين ( وهم نواب حاليين )، فقد نجحوا هؤلاء وبدعم من أحزابهم السياسية في عرقلة التحقيق من خلال الانتهاك الصارخ لسير العملية القضائية والمسار السياسي.

ومنع قاضي التحقيق الحالي، القاضي طارق البيطار، من أداء مهامه منذ أيلول/سبتمبر ۲۰۲۱ بسبب طعون قانونية زائفة. إن الموقعون أدناه لا يتقون بأن حقيقة هذا الحادث المأساوي ، وتحديد المسؤوليات ، سيتمان من دون دعم ومساعي الأمم المتحدة.

لقد كنا أكثر من صبر بانتظار نتيجة الإجراءات القضائية اللبنانية، ويجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يدركا الآن أن هذه الإجراءات المحلية عقيمة بشكل لا يمكن معالجته ولا يمكن أن تؤدي إلى الحقيقة أو العدالة.

ولذلك، إذا لم تتم إعادة قاضي التحقيق إلى منصبه ويكون قادراً على أداء واجباته دون مزيد من العوائق، ويؤكد قدرته واستعداده على إصدار القرار الظني، خلال 90 يوماً من تاريخ هذه الرسالة، عندئذ يحث الموقعون أبناء مجلس الأمن بكل احترام النظر ، وإذا كان ذلك مناسباً ، اعتماد القرارات التالية:

أولاً: إنشاء وتوفير التمويل للجنة محترفة ومستقلة، وتفويضها تولى التحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت، وتحديد المسؤوليات عن هذه المأساة.

ثانياً: إلزام الحكومة اللبنانية، وقاضي التحقيق، وجميع الأطراف الأخرى في لبنان إلى تسليم هذه اللجنة المستقلة جميع المعلومات والوثائق والبيانات التي بحوزتهم فيما يتعلق بتفجير مرفأ بيروت، والتعاون معها بشكل کامل.

الضحايا الناجون، وأقرباء الذين قضوا نحبهم، والشعب اللبناني ، قد عانوا بشدة وانتظروا بفارغ الصبر إغاثتهم وإنهاء معاناتهم بتحقيق العدالة ، أمالهم معلقة الآن على الأمم المتحدة . نتطلع إلى إجراءاتكم السريعة”.

وقفة صلاة وصمت في مستشفى أوتيل ديو
أقامت مستشفى أوتيل ديو “وقفة صلاة وصمت” عن راحة أنفس الضحايا وعائلاتهم الذين سقطوا في 4 آب، أمام قسم الطوارئ “الشاهد على هذه الليلة المشؤومة”.

وقفة صلاة وصمت في مستشفى أوتيل ديو عن أرواح ضحايا مرفأ بيروت

بعد دقيقة صمت والنشيد الوطني، تلا الآب ايلي ضو صلاة “من أجل لبنان والضحايا وعائلاتهم، ومن أجل الأطباء والممرضين والممرضات، خصوصا الذين عملوا في تلك الليلة لإنقاذ المصابين، ومن أجل كل المتضررين من هذه الليلة”.

بعدها تحدث المدير العام لمستشفى أوتيل ديو السيد نسيب نصر قائلا: “تعهد المستشفى بالوقوف كل سنة في هذا الوقت امام قسم الطوارئ الذي قام بعمل بطولي في هذه الليلة، آملين ان تحل العدالة لضحايا الانفجار ولوطننا لبنان”.

أضاف: “لا نستذكر الماضي كي نتألم بل اكثر كي نتعلم! وننظر أيضا للمستقبل ولمستقبل هذا الوطن الذي سنبقى فيه مهما حاولوا”.

وأضاء الحضور في الختام الشموع امام شعار 4 آب الخاص بمستشفى أوتيل ديو.

Exit mobile version