Site icon PublicPresse

الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.. بوتين يعلن التعبئة الجزئية ملوحاً بأسلحة الدمار الشامل (فيديو)

فلاديمير بوتين

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للجيش، مشيراً إلى تعرّض بلاده لتهديدات نووية، وملوحاً بما تمتلكه موسكو من أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية، فيما عبّر مسؤولون غربيون عن قلقهم من التصعيد الروسي.

وأوضح بوتين، في خطاب له، أن بلاده تتعرض لتهديدات بالسلاح النووي، وأن لدى روسيا أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية، وطالب الحكومة بتوفير أموال لزيادة إنتاج الأسلحة.

وأضاف أنه إتخذ قراراً بتوجيه ضربة إستباقية بهدف تحرير الأراضي في إقليم دونباس، مشيراً إلى أنه طلب من الحكومة إعطاء وضع قانوني للمتطوعين الذين يقاتلون في دونباس، وأكد تأييده لقرارات إستقلال مناطق دونباس وزاباروجيا وخيرسون، بحسب تعبيره.

واتهم الرئيس بوتين الغرب بأنه لا يريد إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا أن أوكرانيا تستخدم المرتزقة والمتطوعين الآخرين بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتعد تعبئة بوتين الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حذّر الغرب من أنه لم يخادع عندما قال إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن التعبئة الجزئية تنطبق على من لديه خلفية عسكرية، مشيراً إلى أن لدى بلاده موارد ضخمة و25 مليون فرد. وأضاف أن نحو 300 ألف من جنود الاحتياط استُدعوا في إطار التعبئة الجزئية.

وأوضح شويغو أن روسيا ليست في حالة حرب مع الجيش الأوكراني بقدر ما تخوضها مع الغرب جميعاً، مؤكداً وجود قادة عسكريين غربيين يديرون العمليات في كييف، كما أشار إلى ضربات من أسلحة غربية على المدنيين. وقال إن معظم شبكات الأقمار الصناعية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تعمل ضد روسيا في أوكرانيا.

ردود فعل غربية
وفي ردود الفعل، قالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجيت برينك إن التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس بوتين “مؤشر ضعف”. وكتبت بريدجيت في تغريدة على تويتر “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي”، مؤكدة أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.

كما قال نائب المستشار الألماني إن التعبئة الجزئية للقوات الروسية تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا وندرس الرد عليه، فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إن خطاب بوتين تصعيد مقلق ويجب أخذ تهديداته على محمل الجد.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن إعلان روسيا تعبئة القوات من أجل الحرب في أوكرانيا، يعدّ اعترافا من رئيسها فلاديمير بوتين بأن “غزوه يفشل”. وأضاف في بيان أن بوتين “ووزير دفاعه أرسلوا عشرات الآلاف من مواطنيهم إلى حتفهم، نتيجة سوء الإعداد والقيادة”. وأشار إلى أنه “لا يمكن لأي قدر من التهديد والدعاية أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا تربح هذه الحرب، وأن المجتمع الدولي متحد، وأن روسيا أصبحت منبوذة عالمياً”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن أمر التعبئة العسكرية الذي أصدره بوتين اليوم، ما هو إلا علامة على الذعر الذي يستبد بالكرملين، وينبغي عدم النظر إليه على أنه تهديد مباشر بحرب شاملة مع الغرب.

كما قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن التعبئة الجزئية في روسيا محاولة لتأجيج الصراع ودليل على أن موسكو هي المعتدي الوحيد، فيما قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي إن روسيا ستحاول تدمير أوكرانيا وتغيير حدودها.

وأعلن وزير خارجية لاتفيا إدغارس رينكيفيكس أن بلاده ستتشاور مع الحلفاء بشأن العمل المشترك رداً على التعبئة العسكرية التي أعلنتها روسيا، فيما وضعت وزارة الدفاع الليتوانية قوة الرد السريع في حالة تأهب قصوى لمنع أي استفزاز من الجانب الروسي.

إستفتاءات للإنضمام إلى روسيا
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن ممثلو مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا المدعومين من روسيا، عزمهم تنظيم إستفتاءات للانضمام إلى روسيا في الفترة من 23 إلى 27 أيلول الجاري. هذه الخطوة رحبت بها موسكو، بينما إتهمت كييف روسيا بشن حرب هجينة لضم الأراضي الأوكرانية إليها.

وكانت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون الأوكرانية قد أعلنت أن الإستفتاء على إنضمام المقاطعة إلى روسيا سيجري من يوم الجمعة وحتى الثلاثاء المقبلين، فيما أكدت الولايات المتحدة أنها لن تعترف بنتائج “الاستفتاءات الزائفة”. وقالت السلطات الإنفصالية في دونباس وخيرسون إنّ عمليات الاستفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا ستجرى من 23 إلى 27 أيلول.

كما صوّت برلمانا مقاطعتيْ دونيتسك ولوغانسك على إجراء إستفتاء الانضمام إلى روسيا في الفترة من 23 وحتى 27 من الشهر الجاري.

وقد نددت عواصمُ غربية عدة بهذه الإستفتاءات، وأكدت عدم الاعتراف بنتائجها.

وأكدت واشنطن أن هدف الاستفتاءات هو صرف الأنظار عن الوضع الصعب الذي تواجهه القوات الروسية. وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إن “تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي”. وأضاف “إذا حدث ذلك، فإنّ الولايات المتحدة لن تعترف مطلقا بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول إنها ضمتها”.

وقال رئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيغير الاستفتاءات الزائفة لروسيا لضم أراض محتلة في أوكرانيا إجراء غير قانوني ولا يمكن قبوله.

عسكرياً، هزت إنفجارات قوية مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا وانطلقت صفارات الإنذار في المقاطعة.

من جهة ثانية، قال عمدة كييف إن على العالم ألا يتحدث عن مفاوضات السلام الوهمية مع دولة معتدية، وأضاف أن التعبئة والتهديدات النووية التي أعلن عنها بوتين لن تساعده في تدمير بلادنا.

كما كشفت البحرية الأوكرانية أن 3 سفن روسية تحمل 24 صاروخ كروز من طراز كاليبر جاهزة للقتال في البحر الأسود. وأعلنت الإدارة المدنية والعسكرية في زاباروجيا أن القوات الروسية تستهدف المنطقة الصناعية في محطة الطاقة النووية.

إدانات للإستفتاء
أدانت واشنطن وكييف، الثلاثاء، الإعلان عن الاستفتاءات التي تدعمها روسيا داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا. جاء ذلك في بيان أصدرته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة عقب اجتماع عقدته مندوبة واشنطن السفيرة ليندا توماس غرينفيلد مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وذكر البيان أن “السفيرة توماس غرينفيلد أكدت مجددًا دعم الولايات المتحدة الثابت لأوكرانيا في الدفاع عن أراضيها السيادية ضد العدوان الروسي غير المبرر”. وأضاف: “أدان الطرفان الإعلان عن الاستفتاءات التي تدعمها روسيا داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا”. وتابع: “هذه الاستفتاءات الزائفة إهانة لمبادئ السيادة وسلامة الأراضي التي هي في صميم ميثاق الأمم المتحدة”.

وأكدت السفيرة توماس غرينفيلد مجددًا أن “الولايات المتحدة لن تعترف بأي محاولة من جانب روسيا للمطالبة بضم أراضي أوكرانيا ذات السيادة”.

واشنطن تحذر موسكو
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن الوضع على خط المواجهة مع القوات الروسية يُظهر بوضوح أن زمام المبادرة بات بيد أوكرانيا. كما قلّل في الوقت ذاته من أهمية “الاستفتاءات” التي يعتزم انفصاليون موالون لموسكو تنظيمها في مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية لضمّها إلى روسيا، مثمّنا إدانة الغرب لهذا المشروع.

يأتي ذلك في وقت حذر فيه مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية من أنه ستكون هناك “عواقب إضافية” إذا ضمت روسيا أجزاء من أوكرانيا، كما اقترح أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون بمجلس الشيوخ على إدارة الرئيس جو بايدن أن تستخدم عقوبات ثانوية على المؤسسات المالية المشاركة في قطاع النفط الروسي.

وقال زيلينسكي، في رسالته اليومية المسائية، “أشكر جميع أصدقاء أوكرانيا وشركائها على إدانتهم الشديدة والحازمة لنوايا روسيا تنظيم استفتاءات زائفة أخرى”. وأضاف “موقفنا لا يتغير وفقا لهذه الضوضاء أو لأي إعلان آخر”، داعيا إلى “مواصلة الضغط” على روسيا. وتابع “فلنحافظ على وحدتنا ونحمِ أوكرانيا ونحرر أرضنا ولا نظهر أي ضعف”.

وكان كل من الاتحاد الأوروبي والدول الغربية وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) قد أبدوا في وقت سابق رفضهم لأي استفتاءات يجريها الانفصاليون الموالون لروسيا في الأراضي الأوكرانية، بعد ساعات من إعلان السلطات الموالية لموسكو في خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك إجراء استفتاءات متزامنة للانضمام إلى روسيا بدءا من يوم الجمعة المقبل.

مسرحية هزلية
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس الثلاثاء إن روسيا تسارع لإجراءات استفتاءات في أوكرانيا ردا على مكاسب حققتها كييف في ساحة المعركة، مضيفا أن هذه الاستفتاءات “إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي التي يقوم عليها النظام الدولي”، ومشددا على أن الاستفتاءات لن تمنح موسكو سلطة إضافية في طاولة المفاوضات، بل هي تعكس المصاعب التي تواجهها القوات الروسية على الأرض.

بدوره وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستفتاءات المزمع إجراؤها في مقاطعات أوكرانية بالمضحكة والمسرحية الهزلية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة المرتقبة “استفزاز إضافي” عقب شن روسيا الحرب على جارتها أوكرانيا.

كما اتهم المستشار الألماني أولاف شولتز موسكو بتنظيم استفتاءات صورية في مقاطعات شرقي وجنوبي أوكرانيا، مشددا في تصريحات صحفية بنيويورك على أن هذه الاستفتاءات “انتهاك للقانون الدولي ولن يعترف بها المجتمع الدولي”.

ووصف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الاستفتاءات المزمع تنظيمها من قبل السلطات المدعومة من روسيا بالتصعيد الإضافي في الحرب الروسية، وأضاف في تغريدة على تويتر “استفتاءات زائفة ليس لها شرعية، ولا تغير في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا”.

في المقابل، قال ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن الاستفتاء لانضمام إقليم دونباس إلى روسيا يكتسب أهمية بالغة لحماية الإقليم واستعادة العدالة التاريخية. وأضاف أن الاستفتاء سيغير وجهة تطور روسيا لعقود وسيصبح التحول الجيوسياسي في العالم أمرا لا رجعة فيه، قائلاً إن الغرب وأوكرانيا يخافان من إجراء الاستفتاء في دونباس.

وتسيطر القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالية لروسيا على الجزء الأكبر من إقليم دونباس وعلى كامل مقاطعة خيرسون وأجزاء من زاباروجيا، في حين تشن القوات الأوكرانية منذ أغسطس/آب الماضي هجوما مضادا لاستعادة خيرسون وما خسرته في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

تحذير روسي
على صعيد آخر، حذر ألكسندر غريشكو نائب وزير الخارجية الروسي، خلال لقاء أمس الثلاثاء بالسفير الفرنسي لدى موسكو بيير ليفي، باريس من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، معتبراً أن ذلك “غير مقبول”.

وقالت الخارجية الروسية في بيان إن “تركيز الإنتباه كان على عدم مقبولية إرسال مزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الفرنسية، وهي أسلحة يستخدمها نظام كييف لقصف منشآت مدنية وبنى تحتية”.

كما قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن العالم يجب ألا يقف مكتوف الأيدي أمام سعي قوة نووية كبرى، مسلحة بقوة، وعضوة دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى تغيير الحدود من خلال استخدام العنف، في إشارة إلى روسيا وحربها على أوكرانيا.

وأضاف، خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه من المهم أن تدين كل الدول بشكل قاطع حرب روسيا على أوكرانيا، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتخلى عن حربه وما وصفها بـ”طموحاته الإمبريالية” إلا إذا أدرك أنه لا يستطيع الانتصار.

وأكد شولتز أنه لن يُقبَل بسلام تمليه موسكو، مشددا على أن أي استفتاءات تنظمها روسيا تبقى زائفة، ومشيرا إلى أن برلين ستستضيف مؤتمرا لإعادة إعمار أوكرانيا يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول القادم.

Exit mobile version