Site icon PublicPresse

إستفتاءات ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا متواصلة في ظل تنديد دولي صريح (فيديو)

إستفتاءات ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا

تتواصل إستفتاءات ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا وسط مخاطر متزايدة بعد سبعة أشهر من الهجوم الذي شنته موسكو على أوكرانيا، بينما أعلنت كييف تقدّم قواتها في شرق البلاد. من جهته وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الإستفتاءات بأنها “صورية و”كاذبة” وستكلف روسيا “ثمناً إقتصادياً باهضاً”.

تواصل مناطق خاضعة لسيطرة الكرملين شرق وجنوب أوكرانيا التصويت لليوم الثاني السبت من أجل ضمّها إلى روسيا. يحدث هذا في وقت تتواصل فيه تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط الروس بعد تقدّم الجيش الأوكراني الذي يستخدم شحنات الأسلحة الغربية.

وأعلنت القوات الأوكرانية بأنها تستعيد أراض من الإنفصاليين المدعومين من موسكو في ذات المناطق التي تسعى روسيا إلى ضمها.

ويذكر أن الاستفتاء يجرى في مناطق خاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك ولوغانسك شرقا، وخيرسون وزابوريجيا جنوبا، حيث ينتقل منظمو الاستفتاء في هذه المناطق من منزل إلى آخر لجمع أصوات السكان.

وسيتم فتح مراكز الاقتراع الثلاثاء ليتمكن السكان الذين لم يتسلموا بطاقات اقتراعهم خلال الأيام الثلاثة من الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأخير، كما يمكن التصويت أيضا في مبنى في موسكو يمثّل منطقة دونيتسك الانفصالية.

وفي السياق، قال ليونيد المسؤول العسكري البالغ 59 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية إنه يشعر “بالسعادة”. وأضاف “في النهاية، تتحرك الأمور باتّجاه إعادة الاتحاد السوفياتي. الاستفتاء خطوة باتّجاه تحقيق ذلك”.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها “استفتاءات روسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي”.

وأضاف إن “الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي”. وتابع “سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لتحميل روسيا ثمنا اقتصاديا إضافياً سريعاً وباهظاً”.

فيما قوبلت الخطوة برد فعل من بكين، أقرب حليف لموسكو منذ بدأت الحرب في شباط. ففي تصريحات وجّهها إلى نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، أوضح وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنه “ينبغي احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول”.

إستفتاء غير شرعي
وقد تم إعلان هذا الاستفتاء في وقت سابق هذا الأسبوع بعد هجوم أوكراني مضاد استعادت كييف على إثره الجزء الأكبر من منطقة خاركيف، شمال شرق البلاد، من القوات الروسية.

هذا وسيمثل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدا كبيرا في النزاع، بما أن موسكو ستعتبر أي تحرّك عسكري هناك، هجوما على أراضيها.

وتذكّر هذه الاستفتاءات بما حدث في شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 التي ضمّتها روسيا بطريقة مماثلة.

من جهته، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة بعملية التصويت قائلا “سيكون رد فعل العالم عادلا تماما حيال الاستفتاءات الصورية”، التي وصفها بـ “جرائم ضد القانون الدولي والقانون الأوكراني”.

وشددت دول مجموعة السبع، في وقت سابق الجمعة، على أنه لن يتم “إطلاقا” الاعتراف بالاستفتاءات التي لا تحمل “أي تأثير قانوني أو شرعية”.

أدلة على “جرائم حرب”
وبالتزامن مع بدء التصويت، كشف مسؤولون من الأمم المتحدة وأوكرانيا عما وصفوها بأدلة إضافية على “جرائم حرب” ارتكبتها القوات الروسية، والمتمثلة في عمليات إعدام وتعذيب.

إذ اتّهم محققون أمميون الجمعة روسيا بارتكاب جرائم حرب على “نطاق هائل” في أوكرانيا، مشيرين إلى عمليات قصف وإعدامات وتعذيب، فضلا عن عنف جنسي مروع.

من جانبه، أفاد رئيس لجنة التحقيق الدولية التي شكّلها مجلس الأمن الدولي في آذار الماضي إريك موزه، إن فريقه عثر على أدلة تفيد بوقوع “عدد كبير من الإعدامات” وعمليات اغتصاب وتعذيب لأطفال.

أما في منطقة خاركيف شرق البلاد، قال مسؤولون أوكرانيون الجمعة إنهم انتهوا من استخراج رفات 447 شخصا من موقع قرب مدينة إيزيوم التي تمّ تحريرها من القوات الروسية.

وأوضح حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف، إن “غالبية الجثث تحمل آثار موت عنيف و30 منها تحمل آثار تعذيب”. مضيفا “هناك جثث بحبل ملفوف حول العنق وأياد مكبلة وأعضاء تعرضت لكسور أو جروح بالرصاص”.

أما الكرملين فاتّهم كييف بفبركة الأدلة على جرائم الحرب المفترضة.

“غداً ستذهب إلى الحرب”
وقد حذّر بوتين هذا الأسبوع من أن موسكو ستلجأ إلى “كافة الوسائل” لحماية أراضيها. وأوضح الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على مواقع التواصل الاجتماعي إن هذه الوسائل قد تشمل استخدام “أسلحة نووية استراتيجية”.

وكانت موسكو الخميس بدأت التعبئة، إذ أمر بوتين باستدعاء نحو 300 ألف جندي احتياط لدعم جهد الحرب.

ودفعت هذه الخطوة الرجال إلى الفرار من روسيا قبل إجبارهم على الانضمام إلى صفوف الجيش، إذ تم حجز رحلات طيران بالكامل إلى الدول المجاورة على مدى الأيام المقبلة.

لكن البعض لم يفلت من التجنيد الإلزامي، على غرار أندريه الذي بلغ 18 عاما والذي تم استدعاؤه الأسبوع الماضي بعدما اعتُقل خلال تظاهرات مناهضة للتعبئة في موسكو.

وبدأ أندريه دراسته الجامعية مؤخرا، وما كان يتعيّن بأن يتم القبض عليه في إطار التعبئة، وفق وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي قال في وقت سابق إن الطلبة لن يتم استدعاؤهم. وقال أندريه مازحا بمرارة “كما نقول، روسيا بلد لا نهاية للاحتمالات فيه”.

كما استُدعي ميخايل سوتين (29 عاما) بعد اعتقاله هو الآخر خلال تظاهرة مناهضة للتعبئة. وفي حديث هاتفي الخميس لوكالة الأنباء الفرنسية روى الشاب ميخايل “كنت أتوقّع حصول (الإجراءات) الاعتيادية: الاعتقال ثمّ مركز الشرطة ثمّ المحكمة.. لكن أن أسمع: ستذهب غدًا إلى الحرب.. كانت مفاجأة”.

Exit mobile version