Site icon PublicPresse

دخل لتجبير كسر في يده فتوفّى.. والمسؤولية ضائعة؟

الطفل محمد الحسين

بين اللعب وكسر اليد، لم تتخيل ميرنا الحسين أن ولدها محمد، لن يُحرم من لعب الكارتيه بسسبب إصابة في يده فحسب، بل سيُحرم من حياته نهائياً.

دخل محمد لإجراء جراحة لتجبير كسر تعرض له في يده، قبل أن يدخل في غيبوبة طويلة، إنتهت بوفاته. بين العملية التي تمّت في “مستشفى الفقيه” (خيزران ـ الزهراني) ووفاته في “مستشفى حمود” (صيدا) بعد أربعة عشر يوماً، كان وقت محمد مستقطعاً بين الحياة والموت، مرّت فيه ذكرى ميلاده الثامنة، من دون أن يُطفئ شمعتها، على أمل أن يعود إلى أحضان عائلته، إلا أنه فارق الحياة في الثامن عشر من الشهر الفائت.

العائلة لم تطوِ ملف وفاة طفلها، مصعدةً على أكثر من جهة، وهي تتحضر لرفع دعوى ضدّ “مستشفى الفقيه” بعد أن نظّمت أكثر من وقفة إحتجاجية أمامه. “كانت مجرد عملية تثبيت قضيب معدني ليدٍ مكسورة. هكذا كانت من المفترض أن تكون، إلا أن الطفل محمد وبعد إجرائه العملية في مركز فقيه الطبي في السكسكية، منطقة خيزران، لم يستيقظ من المخدّر العمومي كما يجب”، وفق أحد أقربائه. وبعد مطالبات من الأهل، تمّ نقله إلى “مستشفى حمود الجامعي” في صيدا، وهناك فارق الحياة.

صدمة وغضب عارمان تملّكا الأهل بعد وفاة الطفل، من دون معرفة السبب الحقيقي وراء تدهور حالته. إتهامات من الأهل لـ”مستشفى الفقيه” على وسائل التواصل الإجتماعي، حمّلت طبيب البنج الذي أشرف على تخدير الطفل والفريق الطبي الذي أشرف على العملية وإدارة المستشفى، المسؤولية عن التقصير.

في المقابل، أوضح مدير “مركز فقيه الطبي”، يوسف فقيه، لـصحيفة “الأخبار”، “أننا وقفنا منذ اليوم الأول إلى جانب الأهل وتعاونّا مع لجان وزارة الصحة ونحن ملتزمون بأي قرار سيصدر عنها”، لكنه رفض “الإتهامات والتشهير الذي يطال المستشفى، بانتظار صدور نتيجة تحقيق الوزارة الصحة”.

مصادر طبية في “مستشفى الفقيه” بيّنت لـ”الأخبار” أن “المستشفى وبعد مطالبة الأهل بنقله إلى مستشفى آخر وبعد التنسيق مع مستشفى حمود، تم نقل الطفل بالإسعاف تحت إشراف طبيب من المستشفى، من دون أن يحتاج إلى جهاز تنفس”. ووفق المصدر، فإن محمد “لم يمكث في الفقيه بعد العملية إلا ليوم واحد، قبل نقله إلى حمود، حيث بقي فيها ثلاثة عشر يوماً قبل وفاته”.

ووفق مصدر طبي رفيع في “مستشفى الفقيه”، فقد “عانى محمد تحت العملية من تحسّس على دواء معين ومن bronchospasm وهي حالة تصيب الشعب الهوائية، ما أدى إلى تدهور في نسبة الأوكسجين في جسمه إلى ستين في المئة، وأجريت له التدخلات الطبية اللازمة”.

بينما أكدت مصادر طبية في “مستشفى حمود الجامعي” لـ”الأخبار” أن محمد “دخل في موت دماغي بعد وصوله إلى مستشفى حمود بأيام، وهي حالة ما بعد الغيبوبة، ولا إستفاقة بعدها”، كما قال المصدر.

بيانٌ توضيحي من المستشفى
ولاحقاً، أصدرت مستشفى الفقيه، بيان جاء فيه: “منذ أيام عدة، تتناول بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي حادثة وفاة الطفل محمد علي الحسين بشكل مريب ويثير الشبهات، ويشهر بمستشفى الفقيه، وذلك بشكل مختلف للحقيقة والواقع”.

وأضاف البيان، وتبياناً منا للحقيقة ووضعا للامور في نصابها الواقعي والصحيح، يهمنا ان نوضح الآتي:
1 – إننا نتعاطف مع ذوي المرحوم الطفل محمد علي الحسين ومع أهله، ونشعر معهم ونقدر مشاعرهم إزاء فقدهم لطفلهم، ونسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته، وان يلهمهم الصبر والسلوان.

2 – ان ما يتم تداوله ونشره من إتهامات تطال مستشفى الفقيه حول هذه الحادثة ينافي حقيقة ماحصل ويشكل تشهيرا بالمستشفى، وافتراء في حقها.

3 – بتاريخ 3/12/2021 أدخل الطفل محمد علي الحسين مساء الى المستشفى لاجراء عملية جراحية له، وحدد موعد اجراء العملية في اليوم التالي اي في 4/12/2021 واثناء العملية تعرض لحالة انقباض في القصبة الهوائية بناء على تقرير طبيب التخدير فادخل على اثر ذلك الى غرفة العناية الفائقة لمتابعة العلاج.

4 – وفي اليوم التالي اي بتاريخ 5/12/2012 تم نقله الى مستشفى آخر بالاتفاق والتعاون مع الاهل وبعد مكوثه فيها داخل قسم العناية الفائقة لمدة 13 يوما وفارق الحياة بتاريخ 18/12/2021.

5 – تدخلت وزارة الصحة العامة وهي تجري تحقيقا شاملا حول ذلك.

6 – ان كل ما يجري تداوله في شأن الحادثة المذكورة يشكل استباقا لنتائج التحقيق الذي تجريه وزارة الصحة كما يعتبر تشهيرا بالمستشفى.

Exit mobile version