Site icon PublicPresse

رواية الغاز الإسرائيلي إلى لبنان: إستفهام وتشكيك يوجبان التوضيح

الغاز الإسرائيلي

إتضح لصحيفة “الأخبار”، من رواية “القناة 12” العبرية، المستندة إلى استنتاجات التقريرين المشفّرين، أن “لا معطى يؤكد أن الغاز المورَّد للبنان إسرائيلي، بل معطى مستندٌ إلى التشكيك، ما يستلزم من المعنيين من جانبنا، في أقل تقدير، إيضاح الأمر، سواء في لبنان وربما من مصر أولاً، ناهيك عن الأردن وسوريا المعنيين أيضاً بالإتفاقية الرباعية لتوريد الغاز المصري، إضافة إلى توضيحات من الشركات الإسبانية والإيطالية والفرنسية، والمصرية التي تملك أنبوب الغاز وما يحويه من غاز، كما تملك محطات تسييله في مصر، إذ إن كل هؤلاء، مع الولايات المتحدة وروسيا التي قال التقرير إنها “راضية عن كل ذلك”، هم شركاء “مؤامرة” توريد الغاز الإسرائيلي إلى لبنان عبر مسميات أخرى، كما يرد في رواية الإعلام العبري”.

ووفق “الأخبار”، تقرير آخر نُشر في صحيفة “هآرتس” (في تشرين الأول الماضي) أشار إلى أن الغاز المورَّد إلى لبنان وفقاً للإتفاقية الرباعية إسرائيلي، واستند في ذلك إلى ادّعاء بأن مصر لا تملك غازاً للتصدير. وهو إدّعاء مغاير للواقع، إذ إن مصر باتت واحداً من أهم مورّدي الغاز في القارة الأفريقية، وفي المرتبة الثانية بعد الجزائر، بعد الإكتشافات الغازية الهائلة في السنوات الماضية، ما حوّلها إلى مُورّد كبير للغاز، مع سعيها لتكون مركزاً إقليمياً لإنتاج الطاقة وتصديرها إلى أوروبا وآسيا، وهو ما يبرر إصرارها على التمسك باتفاقية الغاز مع إسرائيل، رغم أن لا حاجة إليها بها، إلا لأهداف سياسية واقتصادية، تسهّل لها الوصول إلى هذه المكانة.

واللافت أن معدّ التقرير الذي بثّته القناة 12، أول من أمس، هو المراسل العسكري في القناة، ما يثير تساؤلات حول الشأن العسكري في تقرير إقتصادي كهذا، وعن أهدافه الحقيقية.

الرواية الإعلامية الإسرائيلية، ذات الإنتشار المحدود في إسرائيل والواسع في لبنان، يراد أن يكون لها الصدى الأكبر في لبنان بوصفها مادة أخذ وردّ من شأنها خدمة أجندات أطراف التجاذب في الداخل اللبناني، في مرحلة باتت الساحة الداخلية اللبنانية والاشتباك السياسي الحاد فيها، محل رهان إسرائيلي على إمكان تحقيق أهداف عجزت عنها، في السنوات الماضية، الحروب والحصار والعقوبات.

علامة الإستفهام كبيرة تواجه رواية تل أبيب، ليس فقط إزاء صحتها، بل كذلك أهدافها، ما يستلزم من لبنان الرسمي أولاً، ومن الجانب المصري، توضيحاً ووضع النقاط على الحروف، ليس فقط لمنع اللغط الإسرائيلي ورواية غازه، بل لما يراد أن يُبنى على الرواية نفسها من روايات.

فياض ينفي
وفي بيروت، أكّد وزير الطاقة والموارد وليد فياض، تعليقاً على التقارير الإسرائيلية، بأن لبنان سيوقّع إتفاقاً مع مصر لاستيراد الغاز المصري وليس الغاز الإسرائيلي، “وهذا واضح في كل المحادثات كما سيرد في الإتفاقية التي لم تُوقع بعد”. ونفى أن تكون الولايات المتحدة أعطت موافقة تجعل لبنان يحصل على الغاز الإسرائيلي، لافتاً إلى أن لبنان سيأخذ حصته من الغاز عن طريق سوريا من خلال عملية مبادلة، بحيث تعطي مصر لسوريا كميات من الغاز، فيما تحوّل سوريا ما يعادلها من الغاز السوري من محطة في حمص نحو معمل دير عمار في شمال لبنان.

Exit mobile version