Site icon PublicPresse

الفاتيكان: لبنان لن يدفع الثمن

الجمهورية –
مارس رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضغوطه على الرئيس المكلف سعد الحريري أيضاً، لردعه عن قراره بالإعتذار. وقال بري بوضوح، انّ توظيف الاعتذار وكأنّه خسارة لن يصيب الحريري وحده بل سيطال بري في شكل مباشر “وأنا لن اقبل ان اتلقّى ضربة سياسية قاسية بعد هذا المسار السياسي الطويل”.

وأبلغ بري موقفه هذا الى “حزب الله” أيضاً. والطريق الافضل للاعتذار هو بتأمين البديل، بحيث انّه فور اعلان الاعتذار يجري الاعلان عن اسم البديل، بحيث يكون الجميع امام أمر واقع لا مجال للتشويش او الشغل عليه. لكن تأمين البديل وفق الشروط المطلوبة ليس بالامر السهل. السفير مصطفى اديب والذي يحظى اسمه بقبول دولي، ابلغ من راجعه انّه ليس مستعداً للقبول بتسميته الّا بعد نيله موافقة مسبقة على تشكيلة حكومية من جميع الاطراف المعنية. حتى الرئيس نجيب ميقاتي، والذي كان قد تواصل مع قصر بعبدا منذ مدة، فهو طرح ثلاث نقاط هي بمثابة شروط، وهي:

1- ايجاد الحل المطلوب للملف القضائي الذي يطاله، والموجود لدى القاضية غادة عون.
2- ان يعلن الرئيس سعد الحريري موافقته بوضوح.
3- ان تلبّي التشكيلة الحكومية السقف السياسي الذي رسمه الرئيس الحريري. وبدا معه، انّ تأمين البديل مسألة لا تخلو من الصعوبة، وحتى ولو انّه جاء من يعتبر انّ عزوف الحريري سيسمح بدفع النائب جبران باسيل للتراجع عن تمسّكه بالثلث المعطل. الأسوأ انّ كل هذا النزاع يحصل، فيما الارض تهتز وتتفسخ ايذاناً بانفجار البركان. وخلال الاسابيع المقبلة سيجري استتباع الانفتاح السعودي على بكركي بخطوة عربية لافتة.

في المقابل، بدأ “حزب الله” بإبلاغ من يعنيهم الامر بأنّه لم يعد معنياً بالدعوة الى عقد مؤتمر تأسيسي، إلّا إذا كانت الاطراف اللبنانية الاخرى تريد ذلك. ومعه، فإنّه لا يدعو الى تعديل النظام السياسي اللبناني والذهاب الى المثالثة طالما هنالك رفض لها، فهو لمس مدى حساسية المسيحيين تجاهها، وهو لا يسعى ولا يريد إثارتهم.

هذا في وقت ادار الفاتيكان محركاته الديبلوماسية من ضجيج كما هو معروف عنه، حاملاً الملف اللبناني والمخاطر الوجودية التي تهدّده. فالكرسي الرسولي الذي يدرك جيداً خطورة المرحلة التي يمرّ فيها الشرق الاوسط، حيث يُعمل على اعادة تشكيل خارطة النفوذ السياسي واعادة تكوين الانظمة، بات على قناعة بأنّ الازمات الخطيرة التي تعصر بلبنان وتعصف بركائز دولته، قد تدفع بالقوى الكبرى لأن تجعله ثمناً لصفقات اعادة ترتيب المنطقة، وبالتالي فإنّ الفاتيكان سيفعل ما بوسعه لحماية لبنان من اي تسويات قد تُعقد على حسابه. وعدا تأثيره القوي في اوروبا، فإنّ الفاتيكان يحضّر الملف اللبناني لطرحه بالشكل المطلوب في واشنطن، والعمل على انتزاع الالتزامات الواضحة، وهو ما لن يقتصر على الدوائر الفاتيكانية فقط، بل سيشارك فيه مباشرة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس مع الرئيس الاميركي جو بايدن.

لقراءة المقال كاملاً.. أنقر/ي هنــا

Exit mobile version