Site icon PublicPresse

الراعي في أحد الأبرص: لا نستطيع أن نبقى في اللادولة ومقبلون على حسم خيارات كبيرة (فيديو)

البطريرك الراعي

أكد البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أن “الحرب والسلاح لا يولدان سوى الدمار وقتل الضحايا البريئة، وتهجير شعب آمن، وافتعال جرحى ومعوقين، وهدم الإنجازات، وإفقار المواطنين، وزرع الرعب في قلوب الأطفال، وإتساع رقعة الجوع، وإتلاف جنى العمر”.

وقال الراعي في عظة يوم الأحد في بكركي: “نشجب ما يحصل في أوكرانيا نؤكد مفهوم الحياد، لاسيما ببعدِه الإنساني. فالحياد الذي ننادي به ليس منزوع القلب والشعورِ والوِجدان، وليس ضد حقوقِ الإنسانِ والشعوب في تقريرِ مصيرها، وليس ضد القوانين الدولية”.

وشدد على أنّ “التعاطف والتضامن والوساطة من دونِ التورط سياسياً وعسكرياً هي من صلبِ قيمِ الحيادِ الإيجابيِّ والناشط. وها هي جميعُ الدولِ المحايدة في العالم قد سارعت واتّخذَت موقفًا مؤيّدًا لاستقلال دولةِ أوكرانيا وحريّةِ شعبِها. وفيما عزّزنا علاقاتنا مع دولة روسيا، سبق لنا أن شجبنا كلَّ الحروبِ التي شُنَّت على شعوبِ الشرق الأوسط وخَرقت الحدودَ الدُوليّة، وتعاطفْنا مع جميع الشعوبِ المتألمة والمضطهدة في المنطقة والعالم بغض النظر عن انتماءاتِها السياسيّة وأنظمة دولها”.

وفي سياق آخر، أعلن الراعي أنه “يجهدُ مع ذوي الإرادةِ الحسنةِ من أجل حصولِ الانتخاباتِ النيابيّة عندنا في موعدِها لتعود الكلمة إلى الشعب. وحسبنا أن ينطُق الشعبُ بكلمة الحقّ في حُسنِ الاختيارِ، وفي تجديد الطاقمِ السياسي، فلا يضيّعُ فرصةَ التغييرِ. فهذا زمنُ إنقاذ لبنان لا زمنُ الحساباتِ الصغيرة”.

ورأى أنّه “لا يجوز تحت أيِّ ذريعة، الالتفافُ على هذا الاستحقاقِ الدستوري الملازمِ للنظام الديمقراطيّ. وحريٌّ بالّذين يَجتهدون في اختلاقِ ذرائعَ لتأجيلِ الانتخابات، أنْ يُوجِّهوا نشاطَهم نحو توفيرِ أفضل الظروفِ الممكنةِ لإجرائها. ونتمنّى أن يَتقدّمَ إلى الانتخاباتِ النيابية من يستحق تمثيل المواطنين، ومَن يتمتعُ بشخصيّة وازنة، وفكرٍ إصلاحيّ وسمعة عطرة، ومواقف وطنيّة. فكل البرامجِ التقنيّة تبقى ثانويّة أمام البرنامجِ الوطني”.

ولفت إلى أنه “الشعب يريد نوابا شُجعانا، محصنين بالأخلاقِ، واثقين من أنفسهم، مستقلِّين في قراراتِهم، حازمين في رفْضِ ما يجب أن يَرفُضوا، وحاسمين في قَبولِ ما يجب أن يَقبَلوا به. الشعبُ يريد نوّابًا يُدركون التشريعَ والمحاسبة، قديرين على تَحمّلِ المسؤوليّةِ ومواجهةِ الانحرافِ بكلِّ أشكالِه. فبقدّرِ ما يواجِه النوّابُ في البرلمان يوفِّرون على الشعبِ الاحتكامَ إلى الشارع”.

كما أكد أن “النيابة ليست، هذه المرّة، جاهًا وهوايةً ومُتعةً سياسيّةً، بل خِدمة ونضال ومواجهة ديمقراطيّة لأنّنا قادمون على حسمِ خِيارات كبيرة في الأشهرِ المقبلة، وفي العهدِ الرئاسيّ الجديد. فلبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولةِ والفوضى والانهيارِ والضياع. لبنان أمّة وُجدت لتبقى، ولتبقى حرّة ونموذجا وصاحبة رسالة في محيطها وعلى ضفة البحر الأبيض المتوسّط”.

Exit mobile version