Site icon PublicPresse

“لو قبل عون التشكيلة ما كان المجتمع الدولي ليقبلها”.. الرياض للسفيرتين: ليعتذر الحريري ولا أسماء لدينا

ميشال عون و سعد الحريري

إعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تأليف الحكومة صار من الماضي. يعرف الجميع – أو يكادون – أسبابه ومساره. أمضى في التكليف 8 أشهر و23 يوماً دونما كسره الرقم القياسي لسلفه الرئيس تمام سلام. كما دائماً، بلا أي مكسب، خرج من الرياضة التي اعتاد عليها

الأخبار –
لم يكن منتظراً من اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم تأليف الحكومة في 15 تموز، انزعاج رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولا كان محتملاً حمل حزب الله الذي دَعَم تكليفه على التوجس والقلق من المرحلة التالية أكثر مما مضى. وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية – لئلا يقال أنهما شمتا – لم يُسرّا ولم يزعلا، كونهما لم يراهنا عليه في الأصل. وحده رئيس مجلس النواب نبيه برّي يشعر بالخذلان.

للمرة الثالثة يفاجئه الحريري في توقيت غير مناسب: استقالتان من الحكومة أولى في 4 تشرين الثاني 2017 من الرياض – ولم يكن الحريري صاحبها الفعلي – وثانية في 29 تشرين الأول 2019. في المرة الثالثة اعتذر عن عدم تأليفها في مرحلة بلغت المواجهة بين عون وبرّي بالذات ذروتها، بدا رئيس البرلمان إبانها كأنه يخوض عن الرئيس المكلف معركة وصوله إلى السرايا، كواحدة من حلقات المواجهة المفتوحة، المتقطعة، ما بين الرئيسين منذ تشرين الأول 2016. ربما أحد أسباب إصرار برّي على الحريري، ناهيك بالكمّ الكبير من مبررات التناقض والخلافات بينه وبين عون وثقته بالزعامة السنّية للرئيس المكلف ورغبته في استرخاء التسعير السنّي – الشيعي في الشارع، توقّعه طوال المسار الطويل الذي سلكه التكليف تبدّل موقف الرياض منه، واعتقاده أنها لن تتخلى عنه نهائياً.

تمسّك برّي بموقفه هذا – وكاد أن يكون الحليف الوحيد للحريري – فيما الإشارات البديهية السلبية الأخرى تتوالى بلا توقف: منذ 25 تشرين الأول 2018 عندما شارك مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منتدى الرياض، لم يزر الحريري المملكة، وكانت تلك المرة الأولى يقصدها بعد 11 شهراً على احتجازه هناك في 4 تشرين الثاني 2017. منذ أكثر من سنة ونصف سنة لم يزره السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، رغم زيارته أسلافه رؤساء الحكومات السابقين وشخصيات سنّية، ولا زاره هو حتى، بما في ذلك يوم التضامن مع المملكة على أثر المشكلة الديبلوماسية بين البلدين التي تسبّب بها الوزير السابق للخارجية شربل وهبه في 18 أيار، إذ تبلّغ يومذاك عدم الترحيب به تأكيداً للقطيعة المستمرة. لا يلاقي عائلته سوى في أبو ظبي أو باريس.

لم يكن رئيس البرلمان متيقّناً من دوام القطيعة تلك، أو لعله لم يُرِد أن يتيقّن منها، مراهناً على تحوّل ما في اللحظات الأخيرة. قد يكون تحرّك السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو نحو الرياض في 8 تموز، من ثم اللقاء الذي جمعهما بالبخاري في 12 تموز، بعث آمالاً في احتمال تجاوز عقبات تأليف الحكومة، وإزالة تحفظات المملكة وحملها على الخروج من دور المتفرج والمتحفظ إلى دور المتعاون الإيجابي. بيد أن شيئاً من هذا لم يحدث. كان برّي وراء إقناع الحريري بالتقدّم بتشكيلة حكومية جديدة تكسر قطيعته مع رئيس الجمهورية، فيما هما بالذات في قطيعة لا تقل حدة. بيد أن الرئيس المكلف الذي لا يتقن التكحيل، قاد مهمته إلى خاتمة الاعتذار.

دخول الثنائي الأميركي – الفرنسي مباشرة في معترك تأليف الحكومة، في ما عُدَّ استكمالاً للمبادرة الفرنسية، ثم تحوّله إلى ثلاثي بانضمام البخاري إليه، عكس دوراً جديداً للثلاثية الديبلوماسية، كواحدة من أدوات الضغط على الأفرقاء اللبنانيين للتوصّل إلى حل لمشكلاتهم قبل الانهيار الشامل. على أن ما نُقل عن إحدى سفيرتي الدولتين العظميين، على أثر اعتذار الحريري، أفصح عن معطيات مهمة لا تقتصر على ذلك الحدث فحسب، بل تُنبئ بما يمكن أن تؤول إليه الاستشارات النيابية الملزمة…

لقراءة المقال كاملاً.. أنقر/ي هنــا

Exit mobile version